يمكننا الحديث عن المرأة المبدعة، المثقفة، والفنانة، ولكننا في هذه الوقفة، سنحاول الذهاب أبعد حينما نتحدث عن المرأة الملهمة.. صحيح أن المرأة أبدعت في مختلف الفنون، في الموسيقى والشعر والرواية والمسرح والسينما والفن التشكيلي وغير ذلك، ولكننا ننسى، أو نتناسى، كيف أن المرأة ألهمت الرجل في أغلب ما أبدعه وتركه شاهدا على عظم الحضارة الإنسانية.
ولا تعوزنا الأمثلة على ذلك، فتاج محلّ، ذو الهندسة المعمارية الخارقة، كان إكراما لامرأة وحزنا على ذكراها، ورائعة شكسبير، روميو وجولييت، كانت بطلتها امرأة آثرت الموت على فراق الحبيب، وكانت رائعة بتهوفن “ضياء البدر” رسالة إلى المرأة التي أحبها وفرقت بينهما الظروف.. وقس على ذلك لما نذكر أشعار جميل بثينة، أو عنترة بن شداد العبسي، أو هيام قيس بليلى، وسعيد بحيزية.
وحتى في زمن الإغريق، رأينا كيف حمت الإلهة المحاربة أثينا أبطالها المفضلين، وقبل ذلك عبرت شعوب الحضارات القديمة، مثل أجدادنا في منطقة الهقار والطاسيلي، عن تقديسها للأنثى، التي كانت رمز الخصوبة، وما لذلك من دلالات على الخير والرفاه.
أكان أراغون سيكتب شعرا دون إلزا؟ أكان همنغواي سيحوز على نوبل لولا قصة حبه الفاشلة؟ أكانت اللهجة المصرية ستنتشر في العالم العربي لولا أم كلثوم؟ أكانت ثورتنا المجيدة ستبدو بهذا الكمال، وهذا الجمال، لولا حسيبة بن بوعلي ووريدة مداد، وجميلة بوحيرد، وقبلهن فاطمة نسومر والملكة ديهية المعروفة بالكاهنة؟
إن المرأة ليست فقط الثامن مارس، لأن هذا الرقم لا يعدو عن كونه تاريخا، والمرأة في حد ذاتها تاريخ.. وليست فقط مبدعة وفنانة، لأنها ألهمت أكثر الأعمال الإنسانية إبداعا وتفرّدا.. إن المرأة، في أبسط حركاتها، إلهام للرجل المبدع، فأقل ما نقوله لها في هذه السانحة: عيدا سعيدا..
المرأة الملهمة..
بقلم: أسامة إفراح
07
مارس
2015
شوهد:610 مرة