الدكتورة نوال عبد اللطيف مامي لـ «الشعب»:

كل الظروف متوفرة لتحقق المرأة الجزائرية ذاتها

حاورها: أمين بلعمري

تعود ذكرى اليوم العالمي للمرأة، الموافق لـ8 مارس من كل سنة، وككل مرة لا تمرّ هذه المناسبة إلا ونكتشف نموذجا آخر للمرأة الجزائرية التي تأبى إلا أن تؤكد أنها قادرة على أداء رسالة شهيدات نوفمبر الخالدات...
هي إحدى الناجحات التي استطاعت فرض وجودها في مجال البحث العلمي الجامعي واستطاعت الوصول إلى مناصب هامة وحساسة في الجامعة الجزائرية، إنها الدكتورة نوال عبد اللطيف مامي، نائب رئيس جامعة سطيف-2 للعلاقات الخارجية والمتحصلة على شهادة دكتوراه في الآداب واللغات وتشغل على مدار سنتين منسقة مغاربية لإحدى الشركات البحثية الطموحة في مجال حقوق الإنسان بين جامعات من شمال المتوسط ومن المغرب العربي. «الشعب» إلتقتها على هامش ملتقى حول حقوق الإنسان، احتضنته جامعة سطيف(2)، فكانت معها هذه الدردشة.

❊ الشعب: بما أنك إحدى الفاعلات في الحركية الأكاديمية بجامعة سطيف، كيف تقيّمين وضع المرأة اليوم وهي تحيي يومها العالمي؟
❊❊ الدكتورة نوال عبد اللطيف مامي: الأكيد أن وضع المرأة في العالم كله وفي الجزائر خاصة تحسّن بكثير مقارنة بالسابق. ولو أخذنا جامعتنا كعينة، فسنكتشف الحضور الكبير للمرأة، سواء تعلق الأمر بهيئة التدريس أو بالطلبة والباحثين، حيث يبلغ التمثيل النسوي نسبة 70 من المائة من الطلبة، وهذا عدد هائل يعكس ما أصبح متاحا أمام المرأة من فرص للالتحاق بالتعليم العالي والتدرج عبر مختلف المراتب البحثية.
 
❊ حتى نسلط الضوء أكثر على تجربتك الشخصية وأنت تشغلين منصب نائب رئيس الجامعة، كيف تقيّمين هذه التجربة؟
❊❊ قبل الكلام عن تجربتي، لابد من الإشارة بداية، إلى وجوب توفر ظروف ملائمة تمكن المرأة من فرض نفسها ولا أقصد هنا القوانين والتشريعات فقط، لأنها لا تكفي وحدها إن لم تتغير الذهنيات وهذا شيء مهم للغاية.
أما ما يخصني وما يتعلق بتجربتي، فيمكنني القول إنها رائعة، سواء تعلق الأمر بالمحيط العام أو بالمسؤول الأول عن الجامعة البروفيسور قشي الخير، الذي يعتمد الكفاءة معيارا وحيدا لاختيار معاونيه دون اعتبارات أخرى، وهنالك كذلك الوسط العائلي الذي شجعني وشدّ أزري.

❊ لكن ألا تعتقدين أن المرأة عليها أن تفرض نفسها وأن تخوض معركة من أجل ذلك؟
❊❊ بكل تأكيد على المرأة أن تناضل وتصمد وتعمل على فرض وجودها، لكن ينبغي أن يكون ذلك بذكاء بعيدا عن المواجهة والاستفزاز وبهذه الطريقة يمكنها أن تجعل الرجل يتقبّل حضورها ويتعاون معها ويساعدها على اقتحام مجالات ظلت حكرا عليه لزمن طويل. وعليه، فإن المرأة يمكنها اقتحام العديد من الميادين وتبوّأ مناصب حساسة واتخاذ قرارات مصيرية.

❊ كيف توفّقين بين المسؤوليات المهنية والالتزامات العائلية، خاصة وأنك ربّة بيت وأم لطفلين؟
❊❊ أقرّ أن هذا أمر صعب للغاية، وهو يستدعي الكثير من الصرامة والنظام، لهذا يبدأ يومي باكرا لكي أتمكن من أداء واجباتي العائلية من خلال توفير كل ما يلزم بيتي وشؤون زوجي وأطفالي، وبعد ذلك أتوجه إلى العمل بين الإدارة والتدريس والبحث الجامعي، هذا الأخير قد يرافقني، بحكم استمرارية البحث العلمي، حتى عند العودة إلى البيت وعليّ أن أقوم بالواجبين معاً ولكن مع الأخذ في الحسبان أن الأولوية القصوى للعائلة.

❊ الآن نعود إلى الكلام عن الوسط العائلي وعن مدى التفهم والمساعدة التي تجدينها، فما حدود ذلك؟
❊❊ نعم أجد تفهما كبيرا من زوجي الذي يساعدني في كل شيء، خاصة وأن سفرياتي وتنقلاتي كثيرة بحكم مسؤولياتي الأكاديمية. وبحكم أنني مكلفة بالعلاقات الخارجية، وهنا ژذكر أن زوجي اتصل بي هاتفيا في إحدى المرات وأنا في مهمّة خارج الوطن ليوقظني باكرا، حرصاً منه لكي لا تفوتني إحدى الاجتماعات.

❊ كلمة أخيرة حول المرأة الجزائرية...
❊❊ أرى أن المرأة الجزائرية اليوم تتوفر لديها كل الظروف لفرض نفسها وإبراز مهاراتها، لأنها تمثل نصف المجتمع وهي من يكمل النصف الآخر أي الرجل. وبحكم أنها مربية، فإن عليها إعطاء المثال وأن تكون القدوة في بيتها أولا وفي المجتمع ثانيا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024