الحوار... الخيار المناسب في الفضاء المتوسطي

ورشات مفتوحة لترقية التنمية المستدامة

جمال أوكيلي

تنشط مؤسسة للحوار جنوب - شمال للمتوسط، في إطار إرساء آليات شراكة مع الحكومات من أجل إضفاء طابع المتابعة لانشغالات الساكنة، خاصة تلك التي تقطن في الأرياف وكذلك السعي قصد إثارة المسائل الملحة كالهجرة إلى الضفة الأخرى.
ولا تتوقف المؤسسة عند هذا الحد، بل أنها تعمل جاهدة للتكيف مع المستجدات الحيوية التي لها علاقة مباشرة بالشؤون العامة للناس، من خلال الاقتراحات العملية الصادرة عن لقاءاتها المكثفة مع كل النشطاء في ما يعرف بالمجتمع المدني، ففي كل مرة يحتضن بلد معين أشغال هذه المؤسسة، لإعداد برامج متوجهة لكل القطاعات التي لها علاقة بالعناوين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الكبرى.
وترى السيدة ياسمين طاية، عضو ناشطة في المؤسسة، أن مفهوم الحوار شمال - جنوب قائم في الوقت الحاضر وعملنا محدد في ضفة المتوسط، لذلك نحاول أن نحسس كل المعنيين بأهمية إقامة الحوار لطرح المواضيع التي تتطلب أن تحظى بكل اهتمام السلطات العمومية، وفي كثير من الأحيان ترفع تلك التوصيات إلى الحكومات لإخطارها بقطاع معين يتطلب المزيد من الاهتمام في الميدان.
وركزت السيدة طاية على النقطة المتعلقة بالحوار مع الجهات التي بإمكانها أن تستمع لهذه المؤسسة وهذا ما حدث مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي الذين أبدوا اهتماما خاصا لما يجري من حوار بين الناشطين لضبط جملة من الإشكاليات الآنية الجديرة بأن تكون محل أخذ ورد، لمحاولة على الأقل التوصل إلى حد أدنى من التفاهم حولها، وإن كان الأمر صعبا أحيانا إلا أن  التواصل يبقى مفتوحا مع كل الأطراف التي ترغب في مرافقتنا في هذا العمل.
لذلك، فإن الناشطين في هذه المؤسسة يسعون لتمرير رسالة، مضمونها محاولة مساعدة السلطات العمومية في المتوسط على التكفل بانشغالات هذا القضاء، من خلال طرح توجهات جديدة للعمل بها، تكون في قطاعات استراتيجية قادرة على النهوض بها وفق الإرادات المتوفرة لدى الحكومات المعنية، التي ترغب حقا في أن تعمل على أساس هذه النظرة الواقعية الصادرة عن برامج واضحة في هذا الإطار، كانت نتاج تجاذبات حادة بين المشاركين، وبالتالي فإنها تنقل إلى صانعي القرار قصد الحسم والبت فيها وهذا بمراعاة قدرات كل بلد.
وإن كانت مثل هذه المهمة صعبة أحيانا ومعقدة أحيانا أخرى، فانه، بحسب السيدة طايا،، فإن هناك إرادة قوية لا تلين من أجل، على الأقل، توعية الجميع بالضرورة القصوى للانتقال إلى حالات أحسن ووضعيات أفضل في مجالات عديدة وميادين متنوعة.
لذلك، فإن خيار الحوار يبقى الأكثر استساغا واتباعا، كونه قرّب بين هؤلاء الناشطين والحكومات لتنبيه هذه الأخيرة أو بالأحرى دق الناقوس حيال ملفات عديدة على أكثر من صعيد، الغاية من ذلك السير على منوال إحداث التغيير المرتقب على الأقل في زوايا معينة، تكون محل انشغال النشطاء، كالحفاظ على الطابع الفلاحي للأرياف والتشديد على هذا الجانب لدى السلطات العمومية، والبحث عن السبل الكفيلة بترسيخ تلك الصورة لدى الناس.
ويدرك جيدا أعضاء هذه المؤسسة، أن مهمتهم لها أبعاد إنسانية، تتوجه إلى عمق الأشياء، وهذا من أجل إعداد برامج عملية وتطبيقية قابلة لأن يؤخذ بها في الميدان، وذلك لتجاوز القراءات الأخرى، خاصة السياسية منها. لذلك يعمل هؤلاء الأعضاء على إقامة خطط واضحة تعرض على تلك الحكومات من أجل السعي للعمل بها، وهذا هو أمل السيد كرونر نائب رئيس المؤسسة مكلف بالخزينة الذي ينشط ضمن هذه التوجهات.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024