رؤية استشرافية لقطاع استراتيجي

شهادات تخرج تفيد الاقتصاد الوطني والمقاولاتية

فنيدس بن بلة

تكوين موارد بشرية في صيانة السكن وتسيير العمران

أعطى الوزير نورالدين بدوي، رؤية استشرافية لقطاع التكوين والتعليم المهنيين الذي بات حلقة أساسية في تأهيل الموارد البشرية وتزويدها بالمعارف والعلوم والتقنيات التي تيسر لهم سبل اقتحام عالمي الاقتصاد والتشغيل. وهو عالم بات يفرض شروطا على الوافدين من مراكز التكوين والمدارس دون القبول بأي كان.

وذكر بدوي من “منتدى الشعب”، أنه حريص على إعطاء القطاع ديناميكية يفرضها الظرف من خلال التمادي في فتح تخصصات آنية تستجيب للسياسة الوطنية الاقتصادية والبرنامج الخماسي الذي يراهن على الكفاءات البشرية في تجسيده بامتصاص يد عاملة مؤهلة لخلق الثروة والقيمة المضافة والشغل بعيدا عن الريع النفطي، في زمن يعرف خلاله سوق المحروقات اهتزازا واضطرابا.
وقال بدوي، الذي أكد أكثر من مرة، إنه جاء من الميدان ويحمل رصيدا في معرفة المحيط الثابت والمتغير تكوّن لديه من خلال تأدية مهام والٍ في مختلف جهات الوطن، إن الرهان يكمن في مد جسور التواصل والاتصال مع غالبية الشباب المتردد في التفتح على التكوين المهني والاندماج في صيرورته ولا يمتلك القناعة الكافية بما حققه من قفزة نوعية ومن حتمية اعتباره موطن النجاة وبر الأمان للتسلح بمهارات حرف ومهن تخرجهم من البطالة المقيتة وتحررهم من السقوط في اليأس والتشبع بعقلية كاسدة فاسدة “كل ليس على ما يرام”.
«لا يمكن التباهي بالأرقام والقول لدينا 600 ألف متربص عبر التمهين، 280 ألف مسجل لدورة مارس الداخل. بل الإجابة على السؤال الكبير، كيف السعي لاستقطاب العدد الهائل من الشباب الذي لا يثق في التكوين المهني ولا يراه مخرج الأزمة، نحو ليس فقط الحصول على منصب عمل، بل تكوين مقاولات تساهم بدورها في محاربة البطالة”، هكذا ذكر بدوي الحضور، مرافعا لرؤية جديدة ومقاربة أخرى تستجيب للطموحات والتطلعات.
كانت الأبواب المفتوحة للشباب المقاول، المنظمة عبر مختلف مناطق الوطن وجهة مميزة للمترددين وغير المقتنعين بجدوى التكوين المهني ودوره في تأهيل المورد البشري، ظل القطاع يروج عبر حملات التحسيس والتعبئة بأنه الشريك القوي للشباب والإطارات والموظفين في كسب المهارات لتأدية وظيفة منتجة ناجعة تجعلهم فاعلين في معركة البناء الاقتصادي وليس مجرد رقم كاسد.
من هنا كان التفكير الجدي في إعطاء القطاع المهني بعدا آخر ووظيفة بعيدة عن “التكوين من أجل التكوين” بمنح شهادات كاسدة لا تصلح لتأدية وظيفة تحتاجها المؤسسة متعددة المهام. جاءت تخصصات تستجيب لحاجيات ملحة ومطالب عبّر عنها، منها الإكثار من تكوين الشباب في مجال الترصيص إلى درجة لم يعد هناك عجز في هذا المجال السنوات القادمة.
فتحت تخصصات في مجال البناء والتبليط والأشغال العمومية، حتى تصبح هذه المهن متوفرة يلجأ إليها وقت الحاجة ويستعملها المقاول والمرقون في إنجاز السكن والعمران.
إنها مسائل تخضع للتخطيط والبرمجة وتفتح بشأنها ورشات في مختلف القطاعات. يحرص عليها قطاع التكوين المهني الذي أمضى 15 اتفاق - إطار مع مختلف الوزارات والجمعيات، تجعل منه الراعي الوحيد لتأهيل الموارد البشرية وتخرج كفاءات للمحيط الاقتصادي وغير الاقتصادي.
فتح القطاع المهني تخصصات في مجالات عدة، منها التسويق بالمراكز التجارية مع الأمل أن تتوسع إلى السكن والعمران؛ ذلك أن هناك جهود حثيثة تبذل وأموال ترصد بحجم ميزانية دول. مدن جديدة شيّدت، لكن لابد من تكوين موارد بشرية في صيانة العمران، بما فيه القديم الذي يشكل ذاكرة الأمة وعقلها ووجهة حضارتها وثقافتها.
نقول هذا، لأن هناك أحياء بالمدن الجزائرية عتيقة تعد خزانا للموروث الثقافي الحضاري الوطني عبر العصور، وتكوين موارد بشرية في الترميم، الصيانة والتسيير، تزيد من قيمة هذه التجمعات، باعتبارها مقصدا سياحيا لا يقدر بثمن.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024