بعد نجاح الجزائر في تجريم الفدية

تجفيف منابع تمويل الجماعات الدموية سيقضي على الإرهاب

إن مصادقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن على تجفيف منابع تمويل الجماعات الدموية سيكون قيمة مضافة لمكافحة الإرهاب ودعما لمجهودات الجزائر في التحسيس بضرورة اتخاذ كافة السبل للتضييق على الجماعات الإرهابية التي باتت تتخذ الكثير من الحيل والأساليب لتوسيع نشاطها واستقطاب العديد من المغرر بهم في مختلف القارات من خلال الاستثمار في حالات الفقر والحرمان والفراغ الروحي لتجنيد الشباب في صفوفها.
لقد قامت الجزائر من خلال تجربتها الكبيرة في مكافحة الإرهاب، بدراسات معمقة للتصدي لهذه الظاهرة التي ليس لها لا لون ولا دين ولا مكان معين، وبالتالي ضرورة استباق الإرهاب قبل التوغل والتجذر، وقد فهم العالم رسائل الجزائر بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، وباتت تجربتنا مرجعا لكل الدول التي كثفت من مستوى تعاونها مع الجزائر لوقف المد الإرهابي ومحاصرته.
إن دفاع الجزائر على ضرورة تجفيف منابع الإرهاب، جاء بعد اكتشاف علاقات كبار المهربين مع الجماعات الدموية التي تحالفت معها لضمان تمويل نشاطاتها وشراء الأسلحة للقيام بالاعتداءات، واتضحت هذه العلاقة أكثر في منطقة الساحل التي تبذل الجزائر قصارى جهدها للتصدي للإرهابيين في هذه المنطقة الحساسة وفي أقرب وقت، لأن بروز بوكو حرام كحركة إرهابية في نيجيريا وتصدير إرهابها للكاميرون والنيجر وهو ما يعني وصولها للحدود الجزائرية في ظل هشاشة بعض الجيوش الإفريقية في التصدي لهذا المد الجارف الذي يخلّف وراءه دمارا شاملا في كل الدول التي مر عليها، كما أن مبادرة الجيش التشادي قد تكون لها عواقب وخيمة في ظل قدرة الجماعات الدموية على الخداع وحروب العصابات والاستنزاف وبالتالي كانت الجزائر تنادي دائما بضرورة وضع استراتيجيات طويلة المدى تتضمن شقا أمنيا وتنمويا وتوعويا وتحسيسيا حتى تقضي على الإرهاب من الجذور.
إن التطورات الحاصلة في العلاقات الدولية وتنامي المد الإرهابي، جعل دولا افريقية وشرق أوسطية تدخل في فوضى خلاقة ستزيد من حدة المد الإرهابي لإبقاء دول الجنوب تحت التخلف والتبعية، لقد باتت اللعبة واضحة جدا وخاصة من خلال تعامل المجتمع المدني الغربي مع الهجمات الإرهابية فهي خط أحمر ضد مواطنيها ومباحة في دول الجنوب، الأمر الذي يزيد من غموض ظاهرة الإرهاب.
إن التهديدات الإرهابية في تصاعد مستمر والأخطر فيها هو انقلاب بعض الجماعات التي أنشأتها مخابر الاستخبارات لتصبح أكبر مهدد للغرب نفسه، وهو يتجاهل نداءات الخبراء لرفع مستوى الإرادة والتعاون مع دول مثل الجزائر لإنقاذ العالم من فوضى حقيقية ستهدّد بقاء الجميع وسيكون الوقت عندها متأخرا للتصدي للإرهاب.
حكيم/ب

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024