طمأن الرأي العام حول “الشيست”

سحنون: الدراسات الجارية بعين صالح لتقييم احتياطي الغاز الصخري وليس للاستخراج

فضيلة/ب

أكّد سعيد سحنون، الرئيس المدير العام لمجمع سونطراك، أن احتياطي الجزائر من ثروة الغاز الصخري غير التقليدية ضخم ولا يقل عن سقف 40 ألف مليار متر مكعب، مطمئنا بأن الجزائر أمامها ما لا يقل عن 4 سنوات حتى تنهي تقييمها ودراستها للتجربة النموذجية التي انطلقت في أربعة آبار بحقل عين صالح ومرحلة الاستغلال التجاري والتسويق حسب تقديره مازالت بعيدة، وكشف بالموازاة مع ذلك عن الحاجة لكل الثروات على اعتبار أن احتياجات الاستهلاك الداخلي من المقرر أن تسجل ارتفاعا تصاعديا من 35 مليار متر مكعب خلال السنة الجارية إلى 50 مليار متر مكعب في آفاق عام 2025، نافيا توقيف عملية الحفر في الآبار التجريبية.

قال، سعيد سحنون، الرئيس المدير العام لمجمع سونطراك في ندوة صحفية نشطها حول الغاز الصخري أنه لا فرق بين عملية التنقيب عن غاز صخري غير تقليدي أو عن النفط التقليدي، وذكر أن طلب توقيف التنقيب واستغلال الغاز الصخري وكأنه يشمل التوقف عن استغلال جميع الثروة النفطية التي تزخر بها الجزائر بالنظر إلى الاحتياطات الكبيرة التي تمتلكها الجزائر ولا تقل عن حدود 40 ألف مليار متر مكعب، علما أن الطاقة الإنتاجية لبئر واحدة من الغاز الصخري، تعادل ما بين12 إلى 15 ألف متر مكعب.
الرهان على استحداث 2000 منصب شغل  
وجدّد المسؤول الأول على مجمع سونطراك طمأنته للمتخوفين من آثار استغلال الغاز الصخري بأن العملية لم تتعد تجربة نموذجية ستنتهي في البئر الثانية في حوض “احنات” خلال أيام قليلة فقط وعقب الانتهاء سيواصل التنقيب في أحواض لم يحدد تسميتها، وذكر في سياق متصل أنه لا يمكن تحديد جميع النتائج من كلفة وتقييم قبل ثلاث أو أربع سنوات من أجل التفكير للانتقال إلى المرحلة التجارية، موضحا أن توسيع الاستغلال من شأنه أن يستحدث في المنطقة نحو 2000 منصب شغل ستتكفل سونطراك بتكوينهم حتى يتحكموا في الجانب التقني، واصفا الموارد البشرية بالثروة الجوهرية. وعاد سحنون مرة أخرى في تطرقه لملف الغاز الصخري والتطورات الجارية فيه إلى أن الامتياز الحقيقي في استغلال الغاز الصخري يكمن في الانعكاسات الإيجابية على الجبهة الاجتماعية عن طريق استحداث فرص الشغل والطاقة ومساهمته في النمو الاقتصادي. وفوق كل ذلك من شأنه تنويع قاعدة الاحتياطات الطاقوية.
وأعلن الرئيس المدير العام لمجمع سونطراك في ردّه على سؤال يتعلق بعدم توقف مخاوف المحتجين بعين صالح واستمرار امتعاضهم وتحذيرهم من الآثار التي قد تسفر عنها عملية الحفر واستغلال الثروة غير التقليدية أن أبواب الحوار مفتوحة وهم على أتم الاستعداد للتحاور في إطار منظم وهادئ، ولم يخف أنهم دعوا المتخوفين لحضور ندوة سيؤطرها المهندسون والتقنيون بالمجمع والذين حسبه لن يدخروا جهدا أو معلومة للرد على انشغالات المواطنين وإطلاعهم على المعايير التي تعتمد في عملية الحفر والاستكشاف، وذهب سحنون في هذا الإطار إلى أبعد من ذلك من أجل إزالة أي لبس أو سوء فهم حول أهمية الغاز الصخري كثروة غير تقليدية من شأنها تنويع مصادر الطاقة عندما أشار إلى إمكانية أن تجرى العملية في نطاق منظم وشفاف ولا يتم إخفاء لا صغيرة ولا كبيرة عن المواطنين وسكان المنطقة. ووقف سحنون مطولا على أهمية هذا المصدر الطاقوي الذي من شأنه أن يوفر الطاقة للاستهلاك المحلي، واعتبره خيارا خضع للدراسة والتفكير العميق وفوق ذلك يستجيب لمتطلبات المواطنين.
شراكة مع 5 مؤسسات أجنبية في الأفق
تطرّق الرئيس المدير العام لمجمع سونطراك لعدة مشاريع شراكة في استغلال الغاز الصخري مع 5 مؤسسات أجنبية من بينها “أنداركو، وإيني وأنيسمو..” بهدف التحكم في التقنية التكنولوجية ولتوضيح الرؤية وتدقيق المفاهيم، حتى تتواصل عملية الحفر والاستكشاف في ظروف معقولة وأوضاع جيدة، كون الجزائر بحاجة ماسة إلى عروض خدمات بمستوى عال، وفنّد أن بعض الدول الأوروبية تخوفت من استغلال الغاز الصخري وأحجمت عن ذلك مفضلة استيراد التقليدي منه، عندما قال أن عددا من الدول شرعت في استكشاف استغلال الغاز الصخري وتوجد في مرحلة التجريب على غرار كل من جنوب إفريقيا وأندونيسيا والأرجنتين وكندا والسعودية، بينما الولايات المتحدة الأمريكية دخلت مرحلة الإنتاج التجاري، وفيما يتعلق بالعربية السعودية لم يخف أنها رصدت ما لا يقل عن 7 ملايير دولار لتطوير وتفعيل استغلال الثروات غير التقليدية ما يعكس اهتمامها الكبير بهذه الثروة رغم أنها من أكبر المنتجين ولديها الريادة عالميا في الاحتياطي في مجال النفط.
وبخصوص ما يتعلق بالشراكة تحدث المسؤول الأول بمجمع سونطراك مؤكدا أن تعاون سونطراك مع شركائها مستمر ومتواصل ويوجد مشروع شراكة عملاق مع فينزويلا من أجل تسويق المحروقات الجزائرية. إلى جانب ترقب زيارة وفد سونطراك إلى مصر في الأيام القليلة المقبلة إلى جانب الشراكة مع كينيا.
وركّز سحنون الرئيس المدير العام في مداخلته على التحسيس وإعلام الرأي العام الوطني بأن المهندسين والتقنيين الجزائريين يتحكمون في تقنيات الحفر والتنقيب عن الغاز الصخري، وسونطراك المؤسسة ذات طابع يتسم بالمواطنة حريصة على الحفاظ على البيئة وكل نطاق المحيط وكذا المنشآت البترولية والغازية.  
يذكر أن مجمع سونطراك سينظم ندوة حول الغاز الصخري ينشطها برفسور من أكبر الجامعات الدولية في إطار حملة التحسيس التي أبدى الرئيس المدير العام سعيد سحنون أنهم مستعدون لتفعيلها وتعميقها حتى تصل المعلومة واضحة وصحيحة لجميع المواطنين في أبعد نقطة من الوطن، وما تجدر إليه الإشارة فإنه بخصوص استفسارات رجال الإعلام عن حصيلة المجمع السنوية وعد سحنون بتنظيم ندوة صحفية قريبا لتقديم الحصيلة.
 وتم عرض شريط وثائقي يفنّد المخاوف التي تروج أن استغلال آبار الغاز الصخري يهدد البيئة والانسان، إلى جانب تقديم إطارات في مجمع سونطراك لشروحات بشكل مستفيض حول الدراسات التي يشترط أن تجرى على الصعيد الجيولوجي على وجه الخصوص حتى يتأكد من أنه لا خطر على أي مجال ليتم البدء في دراسة المشروع من أجل الشروع في التحضير له.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024