بدعوة من رئيس الجمهورية

الرئيس البنيني في زيارة دولة إلى الجزائر

حمزة محصول

يقوم رئيس جمهورية بنين توماس بوني يايي، اليوم، بزيارة دولة إلى الجزائر تدوم ثلاثة أيام بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حسبما أفاد به أمس، بيان لرئاسة الجمهورية.

وتهدف هذه الزيارة التي تندرج “في إطار علاقات الصداقة والتعاون التقليدية القائمة بين البلدين إلى بعث التعاون والتبادلات الثنائية”.
وأضاف المصدر، أن الرئيس البنيني سيلتقي والوفد المرافق له خلال إقامته بالجزائر برؤساء مؤسسات كما سيزور بعض المنشآت الاقتصادية.
وخلص البيان إلى أن المحادثات التي ستجمع الرئيسين بوتفليقة وتوماس بوني يايي، ستكون مناسبة “لتعزيز التشاور حول المسائل ذات الإهتمام المشترك لاسيما على صعيد القارة الإفريقية”.

ملفــات سياسيـة، أمنيـة واقتصاديـــة في الواجهـة

يحل رئيس جمهورية بنين، توماس بوني ياي، بالجزائر، في زيارة دولة تدوم 3 أيام، هدفها تعزيز  التعاون الاقتصادي النوعي والرؤى المنسجمة حول المسائل الأمنية والسياسية، التي تهم البلدين والقارة الإفريقية، في صدارتها محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان والحوار حول كيفية تسوية النزاعات سلميا اعتمادا على الآليات الإفريقية دون الاتكالية على الخارج.

تدرج زيارة الرئيس البنيني في اطار التفتح الذي قررته الجزائر على المحيط الإفريقي والمرافعة من أجل شراكة إفريقية ـ إفريقية في عالم مضطرب يميزه تراجع مخيف لأسعار البترول. وهو تراجع أدى بالرئيس بوتفليقة إلى مطالبة الدول الإفريقية المنتجة للنفط إلى الحوار والتشاور واتخاذ تدابير تضع حدا لهذا الانهيار.
على هذا المنوال تستمر الجزائر في استقبال رؤساء الدول الإفريقية من أجل دعم التشاور والحوار ليس فقط في زاوية العلاقات الثنائية بل العمل الإفريقي المشترك.
فبعد زيارات رؤساء تشاد إدريس ديبي إنتو، السنغالي ماكي سال والنيجري محامادو إيسوفو، يأتي الدور هذه المرة على بوني ياي كرابع رئيس يزور بلادنا منذ مطلع السنة الجارية.
وسبق لوزير الخارجية رمطان لعمامرة، أن أوضح في آخر ندوة صحفية له بشأن هذه الزيارات قائلا “أنها طبيعية وتدخل في إطارات العلاقات المميزة للجزائر مع إفريقيا ودول العالم، وتعكس من جانب آخر مكانة بلادنا على هذا الصعيد ودورها الريادي في تسوية الأزمات”. والأمثلة تقدمها جهود الوساطة الدولية التي ترعاها الجزائر لحل أزمتي مالي وليبيا.
واللافت في النشاط الدبلوماسي الجزائري المكثف هذه المرة، أن المجال الاقتصادي بدا يأخذ قسطا معتبرا من الاهتمام، من خلال منتديات للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين ونظرائهم من الدول الإفريقية المستضافة، أين تم فيها عرض فرص الاستثمارات والطموحات الاقتصادية للتشاد، السنغال والنيجر، والتي حصلت فيها الجزائر على تأكيدات بأن “مكانتها مضمونة في هذه المخططات الاقتصادية”.
زيارة الرئيس البنيني تدخل ضمن ما يمكن تسميته بـ«الأولوية الإفريقية في السياسية الخارجية الجزائرية”، والتي اتضحت خطوطها العريضة الموازنة بين المجالات السياسية والأمنية من جهة والاقتصادية من جهة أخرى.
وأكد الوزير الأول عبد المالك سلال ممثلا لرئيس الجمهورية في قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة هذا التوجه الجزائري الذي يستمد أسسه من الدبلوماسية الثورية التي سارت عليها بلادنا في تحركها الإفريقي والدولي.
ودعم سلال هذا الطرح لدى نزوله ضيفا على حصة حوار الساعة بالتلفزيون الجزائري، لافتا إلى تسطير برنامج واعدة للتصدر نحو الأسواق الإفريقية، وأعلن عن تنظيم ندوة اقتصادية افريقية بالجزائر في الأسابيع القليلة المقبلة.
تدشن زيارة بوني يايي، بعد لقاء كبار مسؤولي الدولة، بمنتدى رجال الأعمال المشترك، حيث يقدم الوفد البنيني المرافق مساء اليوم عرضا عن الواقع الاقتصادي وما يبذل من جهود لتحسين مناخ الاستثمار والنهوض بقطاعات الصناعة، الطاقة والصحة، التي تظل متواضعة على غرار معظم دول غرب إفريقيا،  واثبتت دراسات صدرت حديثا عن وجود كميات من البترول في بعض مناطق البنين.
وفي مقابل ذلك، يملك هذا البلد المجاور لنيجيريا والمطل على المحيط الأطلسي، إمكانيات لابأس بها في الميدانين الزراعي والصناعات الغذائية، ويعتبر القطن أهم مورد لها والذي تسميه بالذهب الأبيض  وتحصل من بيعه للخارج مداخيل مالية مهمة، كما تملك البنين إمكانيات معتبرة في الميدان السياحي الذي يساهم بـ2.5 في ناتجها الداخلي الخام.
وسيقف بوني يايي، في زيارته لبعض المناطق الصناعية الجزائرية، على إمكانيات المؤسسات الوطنية في مختلف المجالات، ويمكن أن يقتنع والوفد المرافق له أنها البديل الأمثل للمنتجات التي تقتنيها من دول أوروبية وآسيوية، بسعر (إفريقي معقول) وبمعايير دولية.
فالزيارة تدخل في تعزيز العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية وتبادل الخبرات، ولا يدخل ذلك ضمن توجهات البلدين فقط وإنما في إطار إستراتيجية طويل الأمد للاتحاد الإفريقي، تعتمد على تنمية التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء.
وإلى جانب هذا كله، ستكون الفرصة مواتية لبوني يايي، مناقشة مختلف المسائل السياسية والأمنية التي تخص الساحل الإفريقي وغرب إفريقيا مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتبادل وجهات النظر حول المجموعات الإرهابية الناشطة بالمنطقة على غرار جماعة بوكو حرام وتنظيمات إرهابية تجاوزت جرائمها الحدود والعقول.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024