كشف يوسف يوسفي، وزير الطاقة، النقاب عن مشاريع إستراتيجية في قطاع المحروقات، غايتها إحداث قفزة نوعية تواجه التحديات الراهنة التي يعيشها البترول جراء انهيار الأسعار.
وقال يوسفي، خلال إشرافه يوم الخميس، على مراسم إمضاء بروتوكول اتفاق بين سوناطراك والأمريكية “جنرال الكتريك”، لإنشاء شركة مختلطة مختصة في إنجاز التجهيزات الصناعية النفطية والغازية، أن هذا التوجه خيار استراتيجي يعطى للجزائر قوة إضافية ويمكنها من اقتحام الصناعات الطاقوية من الباب الواسع.
وذكر الوزير في رده على سؤال “الشعب”، أن الجزائر قررت اقتحام عالم التكنولوجيا الطاقوية المتطورة للغاية والتسلح بآخر ما بلغته من أجل صناعة بترولية وغازية رائدة مراهنة على الشراكة مع كبريات الوحدات العالمية وأكثرها تقدما وتجربة غايتها ليس فقط تصنيع التجهيزات محليا واستعمالها في رفع الإنتاج والاستهلاك بل اقتحام الأسواق الخارجية.
وشدّد الوزير في إعطاء أمثلة عن الشراكة بين سوناطراك “ وجنرال الكتريك” لإنجاز وحدة مشتركة يحكمها قانون جزائري وتستند إلى القاعدة الاستثمارية 51/ 49، على حتمية دخول هذا المعترك الطاقوي الذي تحتكره شركات قليلة العدد، لكن ذات وزن يحسب لها الحساب.
وقال في هذا الصدد: “الجزائر مصممة على امتلاك المعرفة العلمية التكنولوجية لإقامة قطب صناعي في مجال المحروقات يساهم في تنويع الاقتصاد الوطني وزيادة المداخيل والإيرادات خاصة مع موجة انهيار أسعار البترول. وهي وضعية تفرض مواجهتها بمشاريع جديدة تراهن الجزائر عليها في تعزيز قدراتها الطاقوية وصيانة استقلالية القرار الاقتصادي وكسر التبعية.
وحسم يوسفي في مراسم حفل بروتوكول الاتفاق الذي حضرته السفيرة الأمريكية والسفير البريطاني وممثل عن السفارة الإيطالية، حول ما يروج من تأثير تراجع أسعار البترول على مشاريع الطاقة والبرامج المسطرة وقال أن كل شيء ينفذ في الميدان ويجسد برؤية استشرافية واقعية تفرض عقلانية التسيير ونجاعة المصاريف ورشادتها.
وحسب الوزير، فإن الشراكة المبرمة مع المؤسسة الأمريكية ذات الوزن والقوة، من أجل إنجاز التجهيزات الصناعية في مجال الطاقة،هو تأكيد صريح على جدوى محيط الأعمال والاستثمار بالجزائر وثقة ممنوحة لسوناطراك كمتعامل استراتيجي. وهي ثقة تمنح لسوناطراك من قبل الشركة الأمريكية التي تنشط بالجزائر منذ 40 سنة وانتزعت أكبر الصفقات وأكثرها قيمة واعتبارا منها ما أمضته مع مجمل سونلغاز لصناعة تربينات الغاز.
وجاء بروتوكول التفاهم لإنشاء الشركة المختلطة بين سوناطراك والمتعامل الأمريكي، بعد مفاوضات وترتيبات حوار مجدي أفضى إلى قناعة بجدوى المشروع الاستراتيجي الذي يتجاوب مع إرادة الجزائر وعزمها اقتحام تكنولوجيات صناعة الطاقة وعدم الإبقاء على التبعية للخارج وإملاءاتها وما تحمله من خطورة تمسّ بالسيادة والاستقرار والتطلع لبناء نسيج اقتصادي تلعب فيه صناعة الطاقة الدور المحوري.
أكّد على هذا سحنون الرئيس المدير العام لسوناطراك مبرزا التحديات الواجب مواجهتها اعتمادا على نظرة بعيدة الأفق وموارد بشرية تتحصل على التكوين الدائم من أجل أن تكون في المستوى والتطور العلمي المعرفي في قطاع المحروقات.
من جهته، ذكر المدير التنفيذي فروع المساهمات بأهمية المشروع واصفا الشراكة بالمربحة للطرفين الجزائري والأمريكي. وذكر سيمونوللي أن جنرال إلكتريك تخوض تجربة أخرى مع سوناطراك في سبيل دخول عالم النفط من بوابة التكنولوجيا المتطورة وتجهيزات الصناعة الطاقوية كل الرهان.