وحدات وفروع متعددة والهدف واحد

بحوث بمعايير دولية ترافق المؤسسات والمتعاملين

حبيبة غريب

 يعتبر مركز البحث العلمي والتقني للإلحام والمراقبة، من بين المراكز الإستراتيجية والرائدة في مجال الابتكار الصناعي بالجزائر، إذ يسهر على تطوير التكنولوجيات الصناعية والبحوث العلمية في مجال تأمين كل ما له صلة بالمعادن والتلحيم، حيث يتسع مجال نشاطاته إلى العديد من المجالات ويتعامل مع العديد من المؤسسات الكبيرة والهيئات السيدة، كقطاع الجيش الشعبي الوطني، الجمارك، وزارة الفلاحة، سوناطراك، وزارة الأشغال العمومية وغيرها.

أنشئ مركز البحث العلمي والتقني للإلحام والمراقبة بموجب المرسوم التنفيذي 92-280 المؤرخ في 06 جويلية 1992 مؤسسة عمومية ذات طابع علمي وتكنولوجي (EPST) تحت وصاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وقبل أن يصبح مؤسسة عمومية ذات طابع علمي وتكنولوجي (EPST)، مرّ المركز بعدة مراحل، انطلاقا من إنشاء مخبر التلحيم والمراقبة الغير متلفة (LSCND) سنة 1985 إلى غاية إنشاء مركز بحث ذي بعد وطني سنة 1992.
باشر المركز نشاطه بالشروع في تطبيق المهام الأساسية المتمثلة في برامج البحث الضرورية لتطوير التكنولوجيات الخاصة بالتلحيم والمراقبـــة المتلفــة وغير المتلفة والتي مازال يزاولها بعد مضي ما يقارب ثلاثين سنة من تأسيسه، بالرغم من توسيعه لمجال المهام ليشمل إنشاء هياكل تنظيمية جديدة لنقل التكنولوجيا وتسويقها وكذا لتثمين نتائج البحث.
ويعتمد المركز على كفاءات وطاقات معظمها شباب، تستفيد في إطار عملها بدورات تكوين وتأهيل تساعدها في مجاراة التطور السريع الذي يعرفه عالم التكنولوجيات والاختراعات الدقيقة في ذات المجال.
يقوم نشاط المركز الوطني للبحث العلمي وفقا لهيكل تنظيمي محكم، ينطلق من مركز المديرية العامة بالشراقة، ليشمل وحدات البحث العلمي، المصالح المشتركة، أقسام البحث العلمي، كقسم معالجة الإشارات والصور، قسم العمليات الكهربائية والمغناطيسية، التعدين والميكانيكا، اللحام وتقنيات الوصل، قسم التآكل، قسم الخصائص العملية للمواد، قسم الطلاء والإسقاط الحراري وقسم المواد المسطحة والمنظمة.
 كما يشمل المركز وحدات أخرى، مثل فرع الخدمات بوسماعيل بتيبازة، وحدة عنابة إلى جانب ورشة الإلحام والميكانيكا، ورشة المعايرة، التحليل والقياس وورشة المراقبة، التوصيف والقياس.
مهام تقنية بحثية في خدمة المجال الصناعي بالدرجة الأولى
 يشرف المركز على إنجاز مشاريع البحث اللازمة لتطوير التكنولوجيات الصناعية، لاسيما تقنيات التجميع، والمراقبة غير المتلفة والتآكل، إلى جانب تنظيم، تطوير وترقية ضمان النوعية ومراقبة النوعية للمنشآت الصناعية.
 ومن مهامه أيضا، التطوير والمساهمة في إنجاز الدلائل، المقاييس والمعايير الخاصة بتقنيات التجميع، بالمراقبة غير متلفة للمنشآت الصناعية وتآكل المواد المعدنية وكذا تحسين، تجريب واستعمال الأجهزة الخاصة بتقنيات التلحيم والمراقبـة والتحليل والقياس.
 تعكف المنشأة كذلك على مهمة “تطوير البحوث التطبيقية في مجالات التعديـــن والصلب، لاسيمـا إنشــــاء وتمييز الحديد وخلائطه، ناهيك على “ التحكم في تقنيات الميكاترونيك وتطويرها وكذا تقنيات الصيانة المطبقة على المنشآت الصناعية”.
 كما يولي المركز بحكم خصوصيته، اهتماما خاصا لكل ما هو متعلق بـ«تطوير برامج البحث في مجال الإنشاء والتميـيـــــز، ودراسة السلوك للمـــــواد غير معدنية خاصة المواد المركبة والسيراميك وغيرها...”، هذا إلى جانب “تطويــر برامج البحــث فـي مجال تكنولوجيـات دراسة سطــوح المــــواد وتطبيقاتهــا ضمان نقل المعرفة والمرافقة والتأهيل لفائدة القطاع الصناعي”.
البحث والتطوير محوران أساسيان لنشاط المركز
يعتبر مركز البحث العلمي والتقني في الإلحام والمراقبة (CSC) من بين  المراكز الرائدة في ميدان تخصصـه وهو الأول على المستوى الإفريقي بفضل دقة وعصرنة الخدمات التي يقدّمها.
 وتتمحور نشاطات البحث التي تزاول بمقر وحدة الشراقة التي تحوي أيضا مقر المديرية العامة حول محاور عدة نذكر منها : “ المراقبة الغير مدمرة (C ND) للمعادن، المواد المركبة والأنابيب بواسطة الموجات الفوق الصوتية بنوعيها الحجمي والموجه، تقنيـات معالجـة الإشــارة والصورة ثنائيـــــه وثلاثيــــة البعــد
 (2D 3D) واستعمالهـا في المراقبـة الغيــر مدمرة (C ND)
 ومن بين المشاريع التي يعكف باحثو المركز على دراستها وتحسينها: “تقنية تشخيصة المواد باستعمال طرق كهربائيــة ومغناطيسية، إلى جانب تطوير مختلف تقنيات التلحيم (MIG/MAG, TIG) لفائدة القطاع الصناعي.
و في هذا الصدد يمكن ذكر تقنية متطورة حديثة متحكم فيها في المركز، حيث تم اقتناء خلال سنة (2013) جهاز لهذا الغرض يستعمل في مراقبة الأنابيب بواسطة الأمواج فوق الصوتية الموجهة يمكّن من مراقبة كل أنواع الأنابيب (المستعملة في مجالات الري ونقــــل المحروقات) بما فيهــــــــا الموجـــــــــودة تحت الأرض دون اللجوء إلى استخراجها.
 وحدة عنابة  ...٫أو البحث العلمي في خدمة الصناعة والبيئة
وفي شأن آخر، يقوم المركز على مستوى وحدة البحث التطبيقي في الحديد والصلب (URASM) بعنابة بتطوير محاور بحث أخرى خاصة بتطوير طرق، أنظمة وبرامج معلوماتية جديدة، وإنجاز خبرات في المواد والمناجم ومراقبة النوعية، صناعة مواد ذات الاستعمال الواسع واستخلاص خصائصها.
وتقدم ذات الوحدة خدماتها لصالح مؤسسات صناعية كبرى مثل “أرسلور ميتال” و«فرسيال”، حيث تسهر على مسايرة نشاط هذه المؤسسات وتأهيل اليد العاملة بها وتزويدها بالخبرة الفنية اللازمة.
 تأهيل وفقا للمعايير الدولية لضمان الجودة والسلامة
ويعكف المركز اليوم على تطوير مختلف تقنيات التلحيم (MIG/MAG, TIG) لفائدة القطاع الصناعي.
وفي شأن آخر، يساهم مركز البحث العلمي والتقني للإلحام والمراقبـــــــــة عبر مصالحــــــــه الخدماتيـة، المخابر، والورشات، وشركة الخدمات في دعم القطاع الصناعي الوطني في مجال تخصصه حيث أنشأ لهذا الغرض فرع خدمات الأول في قطاع البحث العلمي الذي تحصل على شهادة الاعتماد وفقISO 17020 سنة 2009 وتتواجد خدماته عبر كامل التراب الوطني ولها شراكة مع شركات وطنية استراتيجية وأخرى أجنبية مثل مجمع سوناطراك وسونلغاز وورود وغيرها....
الطائــــرة بــــدون طيــــار أكــبر تحد لطاقـــــــم الباحثـــــــين
من بين المشاريع الحساسة التي تزاولها اليوم فرق الباحثين الشباب والواعدة بالمركز، مشروع إنجاز نموذج لطائرة بدون طيار (Drone)، الذي تنجزه مصلحة الميكاترونيك وعلم الطيران ببوسماعيل بتيبازة، التي تشكل بامتياز همزة وصــــل بين البحث العلمـــي والقطاع الصناعي وتشكل كذالك مكانا ملائما للتكوين التطبيقي للطلبة الجامعيين في طور التخرج.
ويعرف المشروع الذي هو 100 بالمائة من تصميم وتجسيد جزائري، حاليا مرحلته النهائية التجريبية، كما تستعد وحدة بوسماعيل للتحضير لمرحلة ثانية في تطويره.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024