الطاقات المتجددة البديل الحتمي لانهيار أسعار البترول

أكّدت الباحثة في الطاقات المتجددة بوحدة تنمية الأجهزة الشمسية ببوسماعيل، الدكتورة قصباجي نشيدة، على أن تكنولوجيا استخراج الغاز الصخري عبر العالم لم تبلغ بعد درجة متقدمة من تقييد المعارف الأدائية والتطبيقية ولاتزال جوانب عديدة منها خفية إلى حد الآن، على عكس الطاقات المتجددة المستخرجة من الشمس والرياح والتي تعتبر في الواقع صديقة للبيئة دون أن يقدح فيها أحد.
كما أفصحت الدكتورة قصباجي عن جملة من الحقائق العلمية والاقتصادية التي تثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن الغاز الصخري يعتبر ثروة محفوظة للأجيال القادمة ومكسبا طاقويا هاما لبلادنا في هذا الحوار المقتضب الذي خصت به “الشعب”.
^ «الشعب»: ما حقيقة ما يشاع حول الغاز الصخري بالجزائر؟
^^ قصباجي نشيدة: الغاز الصخري طاقة يمكن استخراجها بتقنية تكسير وإذابة الصخور الجوفية، إلا أنّ الخبرة الميدانية في هذا المجال عبر العالم كله تبقى محدودة جدا بحيث أنها انتشرت منذ سنوات عدة بالولايات المتحدة الأمريكية أين سجلت خطوات هامة في هذا المجال تعنى باستدراك مشكلة نفاد البترول كما طرحت القضية برومانيا بالقارة الأوربية، وأخيرا جاء دور الجزائر. وبهذه المعطيات يمكن الجزم بأن تكنولوجيا استغلال هذا النمط من الطاقة تبقى في طور البحث ولم تبلغ بعد درجة النضج.
^ وما الذي أضحى يثير الرعب؟
^^ ما يثير الرعب هنا يكمن في اعتماد تقنية استخراج الغاز الصخري على إذابة الصخور بالمياه، بحيث تحتاج التقنية إلى كميات هامة من الماء ومن ثم فقد أضحى سكان الصحراء يتخوفون كثيرا من استغلال المياه الجوفية المتوفرة لهذه التقنية وبروز أزمة مياه عندهم ويبقى هذا التخوف مشروعا، بالنظر إلى محدودية المياه المتوفرة بصحرائنا حاليا. فالمشكلة الرئيسة المطروحة تقتضي التكفل بمصادر المياه قبل الشروع في الاستخراج.
المشكلة تقتضي التكفل بمصادر المياه قبل الشروع في الاستخراج
^ وما البديل لاستدراك إشكالية نفاد البترول؟
^^ ما لا يخفى على أحد، أنّ الطاقات المتجددة المستخرجة من الشمس والرياح تطرح نفسها بديلا حتميا لانخفاض أسعار البترول في مرحلة أولى قبل نفاده، ربما مستقبلا. وفي حال استمرار انهيار أسعار البترول، فإن استغلال الطاقات المتجددة سيصبح أمرا تقنيا لا مفر منه، بالنظر إلى كون أسعار استغلالها ستصبح أكثر واقعية عقب انهيار أسعار النفط وأضحت المنافسة قائمة حاليا وتبقى على هذه الحال حتى مع الغاز الصخري. ونحن نركز كثيرا على الطاقات المتجددة، بالنظر إلى تطور البحث العلمي بشأنها، على عكس الغاز الصخري، الذي يحتفظ بعديد الجوانب المحيطة به في حكم المجهول ولم تبرز إلى العلن بعد. وتبقى معظم الدراسات المتعلقة به في طور التعديل والبحث ولم تبلغ بعد درجة التحكم الأمثل. مع الإشارة إلى أنّ فكرة إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية كان منذ سنوات مجرّد كلام عابر وحبر على ورق، بالنظر إلى تكاليفه الباهظة من جهة وارتفاع أسعار النفط. ولكن ذلك أصبح البديل الآمن حاليا، مقارنة مع التفكير في دعم الطاقات الإنتاجية بغاز صخري غير محمود العواقب.