شكلت محطة مميزة في احتفالية ستينية الثورة الجزائرية نالت حقها من التغطية الإعلامية واستحقت التنويه والإشادة؛ إنها جائزة أبناء نوفمبر التي نظمتها وزارتا المجاهدين والاتصال تم خلالها تكريم أحسن الكتابات والصور والرسومات عن الثورة التحريرية المجيدة التي حررت الإنسان والأرض وغيّرت مجرى التاريخ.
وقد تجاوب الصحافيون مع مبادرة المسابقة التي أشرفت عليها لجنة تحكيم ترأسها لمين بشيشي، أعضاؤها من خيرة الأساتذة والإعلاميين والإعلاميات، من خلال المساهمة بأجود ما أبدعه فكرهم مطلقين العنان للقلم والعدسة والكاميرا لتدوين شهادات حية عن صناع الحرية والمجد ورصد معارك ومحطات مضيئة من التاريخ الوطني الذي يحتاج إلى مزيد من العناية والتأليف من قبل أهل الاختصاص باعتباره ذاكرة الأمة وحصن هويتها وسيادتها على الإطلاق.
اتضح هذا خلال مسار المسابقة والإعلان عن الفائزين وتكريمهم. كما اتضح خلال تكريم أعضاء لجنة التحكيم الذي جرى بوزارة المجاهدين أمس الأول. وكم كانت الوقفة حاملة لدلالات وتعابير، عاد فيها الوزير طيب زيتوني إلى نقطة البدء، متوقفا عند أهمية الحدث، معطيا إشارات بوجوب الاهتمام بالتاريخ الوطني باعتباره أمانة في الأعناق.
تحدث عن هذه أيضا حميد قرين وزير الاتصال من قبل، مناشدا أكثر من مرة الصحافة بالتفتح أكثر على التاريخ الوطني وإعطائه مزيدا من الاعتبار وإيصاله للأجيال تطبيقا للقاعدة «شعب لا تاريخ له شعب لا مستقبل له».
وإعطاء الأهمية للتاريخ ليس بتغطية الأحداث ورصد المناسبات والأعياد، لكن تخصيص صفحة أو ركن يطلع النشء على أبرز الشخصيات والمواقف التي صنعت مجد الجزائر عبر العصور... وبذلك يرد على المشككين المتطاولين بالتأكيد على أن هذه الأمة تملك من الرصيد التاريخي ما يؤهلها لأن تكون في الصدارة. وتمتلك من النضال المتمادي لحفظ السيادة وتحصينها من أي طارئ واهتزاز وتحدي.
إنها مسؤولية متقاسمة وواجب وضعت أسسه وزارتا المجاهدين والاتصال في احتفائية الثورة التحريرية، جاعلة من جائزة أبناء نوفمبر أرضية انطلاق نحو تاريخ كل المحطات المنيرة لمعركة الحرية والمقاومة لاستعادة السيادة والحفاظ عليها أبد الدهر. هي وقفةٌ، مساهمةُ الإعلامي فيها، الشريك في كتابة التاريخ الوطني، فرض عين.