الرئيس محمود عباس خلال ندوة صحفية:

الجزائر دافعت بإخلاص وشرف عن القضية الفلسطينية العادلة

حمزة محصول

أثنى رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، أمس، على الدعم المادي والمعنوي الذي تقدّمه الجزائر للقضية الفلسطينية، وقال أنها بلد آمن ويشيع الاستقرار لمن حوله من الدول، مؤكدا مواصلة الكفاح السلمي لغاية تحقيق بناء دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف.

قال أبو مازن، في ندوة صحفية بمقر وزارة الخارجية أن «الجزائر عرفت دائما بكرمها وسخائها تجاه الشعب الفلسطيني، ولم تتوقف عن تقديم الدعم المادي والمعنوي والتدريبي والتعليمي للكوادر الفلسطينية».
وأضاف «لا ننسى ما قدّمته الجزائر ومازالت لفلسطين شعبا وحكومة، لقد دافعت بشكل مخلص ومشرف عن القضية في المحافل العربية، الإقليمية والدولية كافة».
وذكر محمود عباس، أنها «افتتحت مكتبا لحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية قبل انطلاقهما بسنتين وذلك عام 1963، حينما خصصت قيادة الجزائر آنذاك مكتبا لخليل الوزير أبو جهاد وقالت من هنا تنطلق الثورة الفلسطينية».
وتابع قائلا: « استضافت الجزائر عددا من كتائب الثورة بعد سنوات الضيق والعسرة، وعلى ترابها عقدنا العديد من مجالسنا الوطنية وعلى رأسها دورة إعلان قيام دولة فلسطين في 15 نوفمبر 1988».
وثمّن ما قام به الرئيس بوتفليقة، حين أخذ بيد الرئيس الراحل ياسر عرفات وقدّمه للأمم المتحدة رغم اعتراض كثيرين، ليلقي الخطاب الأول ويتم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني عام 1974.
وقال أبو مازن، أن جزائر اليوم طوت صفحة الدم التي عرفتها قبل عقدين وأصبحت بلدا أمنا وسكينة تشع باستقرارها على دول الجوار، مشيدا بمساعدتها للدول الأخرى التي تعرف أزمات، على غرار مالي وليبيا.
وعرج بعدها، على القضية الفلسطينية، قائلا «أن العملية السياسية تعترضها الكثير من العقبات وعلى رأسها، عدم التزام إسرائيل بالاتفاقات المبرمة معها وضربها بالشرعية الدولية عرض الحائط».
وشجب تهربها الدائم من استحقاقاتها الملقاة عليها من خلال استمرارها في عملية الاستيطان، وعدوانها المستمر على قطاع غزة وسياسة العقاب الجماعي والقتل».
وأشار عباس، إلى مواصلة إسرائيل في انتهاج المماطلة من خلال عدم تنفيذها لأي من بنود اتفاق أوسلو، ومضت في عمليات الاستيطان التي تعني استبدال الفلسطينيين أصحاب الأرض باليهود القادمين من مختلف أصقاع العالم.
وأكّد أن حصول فلسطين عام 2012 على مقعد عضو مراقب في الأمم المتحدة عام 2012، سيمكّنها من الانضمام إلى جميع منظمات واتفاقيات الهيئة ومن ثم ملاحقة إسرائيل في المحاكم الدولية، مجددا التمسك بحق العودة وبناء دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف.
وقال أن القرار العربي الموجه مؤخرا لمجلس الأمن، يراد منه تحديد تاريخ لإنهاء المفاوضات والاحتلال، سيتبع بوقف التعاون مع الحكومة الإسرائيلية  التي ستتحمل مسؤوليتها فيما بعد نظير استمرار غيّها وسياستها العدوانية.

لعمامرة:
سنظل سندا صلبا للقضية الفلسطينية المشروعة


أكّد، وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، أمس، ارتياح الجزائر للهبة الدولية مع الشعب الفلسطيني من خلال اعتراف عدد من الدول والبرلمانات الأوروبية بدولية فلسطين، وشدّد أن الأوان قد حان لأخذ المبادرة  وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
ح. محصول
قال لعمامرة «أن الجزائر ستظل سندا صلبا للقضية الفلسطينية المشروعة إلى غاية استرجاع كامل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
وجدّد في كلمته، بالندوة التي نظمت بمقر الوزارة على شرف الرئيس الفلسطيني محمد عباس، مساندة الدولة الجزائرية للخطوات التي قامت بها القيادة الفلسطينية لتوحيد الصف وتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام.
وأدان لعمامرة، سياسات الاحتلال الإسرائيلي القائمة على الاستيطان، محاولات تهويد القدس، اجتياح قطاع غزة وقصف الشعب الأعزل، الحصار وطمس التراث الثقافي الإنساني، مشيرا إلى انسداد أفق السلام جرّاء تلك الممارسات المكرّسة في عقيدة الصهاينة.
وأوضح أن إسرائيل، ضربت عرض الحائط كافة القرارات الدولية والاتفاقات والمحادثات، مؤكدا أن «السياسات العدوانية للاحتلال لم تكن لتستمر لولا دعم وتواطؤ بعض القوى الدولية».
وذكر الوزير، بالمكانة الخاصة التي تحظـى بها القضية الفلسطينية لدى الشعب الجزائري، وقال أن التحرك الدبلوماسي الجزائري ـ الفلسطيني أصبح شاهدا على تلاحم الثورتين في سبيل نيل الحرية والاستقلال.
وحيا رئيس الدبلوماسية الجزائرية، صمود الشعب الفلسطيني الذي يحمل حسبه دلالات قوية بدأت تجني ثمارها الأولى، ليعبر عن ارتياح الجزائر للهبة الدولية الأخيرة مع الشعب الفلسطيني التي تجلت باعتراف السويد، وبرلمانات بريطانيا، فرنسا، إسبانيا، لوكسمبورغ، البرتغال والاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين.
واعتبر أن هذه التحركات الدولية تبيّـن نفاد صبر جزء معتبر من المجموعة الدولية حيال سياسة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال لعمامرة أن الوقت قد حان لأخذ زمام المبادرة وتحمل المسؤولية لإنهاء الاحتلال، داعيا إلى تكثيف المساعي الدولية وتذكير هيئة الأمم المتحدة، بمسؤوليتها الأساسية والتاريخية وتكريس حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي السياق، دعا وزير الخارجية، مجلس الأمن الدولي، للتعامل بإيجابية وجدية مع قرار اللجنة التابعة للجامعة العربية الموجه في 17 ديسمبر الجاري، والذي طالبت فيه بتحديد تاريخ انتهاء المفاوضات وإنهاء الاحتلال.
وأفاد المتحدث، باستمرار دعم الجزائر للقضية الفلسطينية العادلة، مذكّرا بالدور الذي لعبته على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 التي اعترفت حينها بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني. وعبّر عن أمله في أن تكون 2015 سنة للاعتراف الكامل بدولة فلسطين.
وحلّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمقر وزارة الخارجية، مرفوقا برئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، وحضر ندوته بقاعة المحاضرات الكبرى، عدد من أعضاء الحكومة وممثلي السلك الدبلوماسي، ووقع في النهاية على السجل الذهبي للوزارة واطلع على معرض للصور، فيما استهل اللقاء بشريط وثائقي عن ذكرى إعلان قيام دولة فلسطين من الجزائر بتاريخ 15 نوفمبر 1988.


...غرس شجرة زيتون تعبيرا عن علاقات الأخوة الجزائرية ـ الفلسطينية

قام رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، أمس، بغرس شجرة زيتون بالساحة الداخلية لوزارة الشؤون الخارجية (الجزائر العاصمة)، تعبيرا عن علاقات الأخوة والصداقة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.
وكان الرئيس محمود عباس، لدى غرسه شجرة الزيتون، مرفوقا برئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، ووزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، بحضور عدد من أعضاء الحكومة وإطارات في الدولة.
وغادر رئيس دولة فلسطين محمود عباس، أمس، الجزائر بعد زيارة دولة استغرقت ثلاثة أيام بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
وكان في توديعه بمطار «هواري بومدين» الدولي، رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح،  والوزير الأول عبد المالك سلال، ووزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024