في إطار المخطط الاتصالي للجيش الوطني الشعبي

وسائل الإعلام تزور المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات ببرج البحري

سعاد بوعبوش

حظيت مختلف وسائل الإعلام، وفي مقدمتها «الشعب»، بزيارة ميدانية موجهة إلى المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات ببرج البحري، وذلك في إطار المخطط الاتصالي للجيش الوطني الشعبي لسنة 2014 القاضي بفتح أبوابه للتعريف بنشاطات وحداته المختلفة عبر التراب الوطني.

تعتبر المدرسة العسكرية المتعددة التقنيات، مؤسسة تعليم عال تابعة لوزارة الدفاع الوطني، وهي تحت الوصاية البيداغوجية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تختص في منح تعليم متدرج جامعي وما بعد التدرج لتكوين مهندسي الدول، باحثين وأساتذة، إلى جانب تربصات تساير التطور العلمي والتقني بهدف تطوير وتوفير الإمكانيات اللازمة للتكوين الجيّد الذي تضعه المدرسة تحت تصرف الطلبة.
وصادف أن تزامنت هذه الزيارة، مع إحياء الذكرى الـ47 لتأسيس المدرسة التي سيتم الاحتفال بها 25 ديسمبر من كل سنة، والبداية كانت بعرض شريط وثائقي يعرف بالتاريخ الثري لمدرسة عريقة حيث كانت سنة 1945 بمثابة مدرسة مهنية للطيران وورشة للفرنسيين لتتحول سنة 1963 إلى ثانوية تقنية للطيران تحت وصاية المصلحة الثقافية الجامعية الفرنسية مهمتها تكوين الحاصلين على شهادة البكالوريا التقنية والتقنيين السامين وكان خلال هذه الفترة عدد الجزائريين قليلا.
وخلال السنوات الأولى من الاستقلال، أحسّت السلطات العليا للبلاد وقيادة الجيش الوطني الشعبي، بأهمية التحكم في التكنولوجيا والتعاون التقني مع الدول فتقرر إنشاء المدرسة الوطنية للمهندسين والتقنيين بالجزائر، ما سمح لوزارة الدفاع ببسط وصايتها لتصبح بذلك صرحا للتعليم العالي ومهمتها تكوين مهندسين وتقنيين ذوي كفاءات عالية لتسيير مصالح البلاد.
وفي سنة 1970 جاء قرار جزأرة الكفاءات العلمية بتكثيف دورات التربص والإتقان لتخرّج سنة 1973 الدفعة الأولى من المهندسين تحت إشراف الرئيس الراحل هواري بومدين وجسدت بذلك قرار الاعتماد على الكفاءات الوطنية، ليتم في السنة الموالية أول إصلاح للمدرسة من خلال تمديد مدة تكوين المهندسين إلى خمس سنوات بدلا من أربع سنوات بالإضافة إلى دورات تكوينية أخرى.
وفي عام 1977 تم استقبال العنصر النسوي الذي أثبت إمكانيات هائلة واستعداده للتكوين، وبعد مرور 10 سنوات أصبحت المدرسة تكوّن في تخصصات عديدة كتقنيين في الميكانيك والإلكترونيك ودراسات سامية، ليتم في 1982 التوجه نحو البحث العلمي والتكوين الإلكتروني والتوقف عن استقبال المترشحين في دور التقنيين الساميين عام 1994 ورفع التحدي والرهان بالتحوّل إلى مدرسة عسكرية متعددة التقنيات عام 1995 وتصبح بذلك تقدم تكوين مهندس وتكوين ما بعد التدرج لتسلم أول شهادة دكتوراه عام 2002، وتصبح فيما بعد نواة لبعض المشاريع العسكرية على غرار مشروع الطائرة البعدية الجزائرية.
من جهة أخرى، سمحت الزيارة بالتقرب والتعرف على مختلف وحدات التعليم والبحث للمدرسة في مختلف التخصصات التقنية رفقة الرائد عبد الغني بشينية رئيس قسم الاعلام والاتصال، ويتعلق الأمر بالكهرباء التقنية حيث تتوفّر الوحدة على ثلاثة مخابر ويتم على مستواها التحضير لـ 07 رسائل دكتوراه منها اثنتان جاهزتان حسب ما أكّده العقيد الزاوي.
بالإضافة إلى وحدة البحث والتعليم للإعلام الآلي حيث يتم تكوين الطلبة المهندسين وما بعد التدرج، ناهيك عن التكوين المتواصل من خلال تربصات دورية في قاعدة المعطيات وكل المواضيع المتعلقة بالحوسبة والتنسيق مع بعض المؤسسات المدنية كسونلغاز وموبليس وغيرها.
كما تم الاطلاع على وحدة البحث والتعليم في الإلكترونيك حيث يقوم الطلبة بتعلم كيفية إنجاز الدائرة الإلكترونية والتعامل مع الليزر والألياف البصرية، ناهيك عن وحدة الآلية التي تتوفر على ثلاث مخابر في الإعلام الآلي والنظام الرقمي والآلية، بالإضافة إلى وحدة البحث والتعليم للكيمياء التي تتوفر هي الأخرى على أربعة مخابر من بينها مخبر الكيمياء الماكرو جزئية أو ما يعرف بالمواد المتماثلة.
وبغية توفير كل الإمكانيات التي يتطلبها التكوين الجيد هناك مطبعة تتولى إنجاز كل النشريات والمطويات المتعلقة بنشاط المؤسسة بالطريقة الرقمية أو الكلاسيكية، بالإضافة إلى مكتبة بسعة 120 قارئ و51 ألف مرجع، حيث تشكل 70 بالمائة منها كتب علمية تقنية و30 بالمئة ثقافة عامة، إلى جانب ربطها بشبكة الأنترنت عالية التدفق، ناهيك عن منطقة رياضية متنوعة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024