أكدت الروائية والشاعرة ربيعة جلطي، أن المثقف الجزائري في حالة يرثى لها، حيث يعيش نوعا من التمزق تتخلله أشواك تنغز قلبه، وتدخله في عالم إحباط جعلته يظلم تاريخه والحقائق التي تتمتع بها الجزائر، واعتبرت اللغة قبر من لا يعرف كيف يتعامل معها.
وتأسفت جلطي، لدى نزولها ضيفة على منتدى الكلمة امس بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي بالعاصمة، لتقصير الكتابات الجزائرية في حق أبطالها وبطولاتها الكثيرة وعلى رأسها ما تعلق بالثورة التحريرية، حيث قالت «ثورتنا مقدسة عند كل العرب، ونحن لم نعطها حقها في كتاباتنا»، على عكس باقي الدول التي تتخذ من كل حدث ومناسبة أرضا خصبة للإنتاج كما هو الحال في التحولات الأخيرة التي مست العالم العربي، حيث أسالت عديد الأقلام حبرا عن ميدان التحرير، بنغازي، البوعزيزي، وغيرها، في حين تزخر الجزائر بأحداث وحقائق بإمكانها إثراء رفوف مكتبات العالم.
كما تحدثت جلطي عن مشاركتها الأخيرة في ملتقى المرأة والرواية ببنغازي الليبية، والتي اعتبرتها بالناجحة، حيث أولت الجهات المنظمة للتظاهرة اهتماما كبيرا بروايتها الأخيرة (نادي الصنوبر) التي حققت ذروتها في المبيعات، واعابت الإعلام المسيّس الذي افقد الثقافة نكهتها الخاصة وغطاها بلثام أخفى خاصيتها وما تحقق في ساحتها، حيث قالت في هذا الصدد «حضورنا في الفعاليات والتظاهرات الثقافية الدولية ينزع عنا الغشاوة ويقربنا من الواقع الحقيقي الذي تعيشه الساحة الثقافية في كل دولة»، مبينة أن المثقفين لديهم منطق آخر غي المنطق السياسي الآني والديبلوماسي، حيث يعتمد على التلقائية في معاملاته ويبتعد عن المسائل الآنية السياسية التي «لا تطول وتزول بزوال الأحداث والوقائع».
ومن جهة أخرى ثمنت صاحبة «الذروة» الدور الكبير الذي تلعبه اللغة في الارتقاء بالعمل الروائي، باعتبارها العنصر الحامل والمعمق للحدث، والمحرك الحقيقي للشخوص والوقائع، حيث قالت «اللغة قبر من لا يعرف كيف يتعامل معها»، مبرزة الخطر الذي تشكله اللغة تجاه الكتابات، كما حدث عند عديد الأدباء والمثقفين، الذين، حسب جلطي، سقطوا في متاهة التكرار وعدم التجديد ليطلقوا الإبداع، قائلة «المبدع الذي لا يعرف خطورة اللغة يستطيع ان يقضي على نفسه.. والروائي الذي لا يجدد يترك عشق قرائه للمطالعة متحرر من الروتين».