مساعٍ لتحسين وضعية صناعة أعلاف الأحيـاء المائية

إجراءات تحفيزيـة لتطوير شُعبة تربية المائيـات

سفيان حشيفة

تحقيق الاكتفاء الذاتـي من الأسماك وخفض أسعارها محليـا

وجّهت الجزائر اهتماما بالغا لتطوير شعبة تربية المائيات، من أجل إيجاد موارد صيدية بديلة للرّفع من كفاءة القطاع البحري واستحداث مصدر دخل جديد للاقتصاد الوطني، من شأنه تحقيق الاكتفاء الذاتي المستدام من منتجات الأسماك وخفض أسعارها في الأسواق المحلية.

نشاط تربية المائيات عرف تطوراً تقنياً في الخمس سنوات الأخيرة، وصار يحظى باهتمام كبير من قبل السلطات المركزية والولائية، لاسيما بعد تعيين الوزير يوسف شرفة على رأس القطاعين الأخضر والأزرق، الذي أعطى دفعة معنوية لكل الشُّعَب الفلاحية، ورافع بقوة خلال اجتماعاته المركزية وخرجاته الميدانية على النهوض بهذا المجال الإنتاجي الحيوي، وترقيته حتى يكون أثره في مستوى التطلعات لوضعية سوق الأسماك بمختلف أنواعها.
وترأس وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري يوسف شرفة، مؤخراً، اجتماع عمل مع منتجي أغذية الأسماك، بغية بحث الإمكانات المتوفرة في هذا المجال، وتحديد الاحتياجات الوطنية من الأغذية لتطوير شعبة تربية المائيات، حسب ما أوضحه بيان للوزارة.
ووفقاً للمصدر، اندرج هذا الاجتماع الذي حضره منتجون متخصصون في صناعة الأغذية السمكية على المستوى الوطني، وإطارات عن القطاع على المستويين المركزي والمحلي، في إطار إعداد ورقة طريق خاصة بتنمية قطاع الصيد البحري وتربية المائيات، مع التعرف على النسيج الصناعي المتخصص في صناعة أغذية الأسماك وطاقته الإنتاجية، فضلاً عن دراسة الإجراءات والآليات الكفيلة بإعادة إطلاق الإنتاج الوطني لأغذية الأسماك من أجل تغطية احتياجات نشاط الأحياء البحرية والقارية.

تكثيف نشاط تربية الأحياء المائية

ذكّر وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري يوسف شرفة، خلال الاجتماع المذكور، بأن شعبة تربية المائيات تدخل ضمن أولويات القطاع، نظرا لمساهمتها في تحقيق الأمن الغذائي، بحيث سيتم، ابتداءً من سنة 2025، إعادة إطلاق الإنتاج الوطني من أغذية الأسماك لتغطية الطلب المتزايد من جهة، وتقليص استيرادها من الخارج من جهة أخري.
كما استمع الوزير لتدخلات وانشغالات المتعاملين الاقتصاديين، تمخّض عنها اتخاذ جملة من القرارات، أهمها مرافقة المتعاملين الراغبين في الحصول على العقار لإنجاز مشاريعهم في مجال صناعة أغذية الأسماك، وتشغيل مصانع أغذية الأسماك المُتوقفة، وإقحام الديوان الوطني لأغذية الأنعام ONAB في عملية إنتاج أغذية الأسماك، وكذا إعادة إطلاق تربية المائيات بصفة مكثّفة في البلاد، بحسب ذات البيان.

تنويع الموارد الصيدية السمكية

وتعليقاً على الموضوع، قال الخبير المهني في تربية الأحياء المائية بالأوساط العذبة، علال خباب، إن شعبة تربية المائيات صارت موازية لقطاع الفلاحة، وعرفت نموا متزايدا خلال السنوات الأخيرة في الجزائر، نظير إقبال المتعاملين على الاستثمار فيها، متوقعاً ازدهارها في الأمد القريب.
وأكد خباب في اتصال مع «الشعب»، أن تربية المائيات من أحدث المجالات الإنتاجية في البلاد، وسيكون لها دور مهم في استدراك النقص الحاصل في منتجات الأسماك البحرية، وهو ما ينسجم مع خطط تحقيق الإكتفاء الذاتي والأمن الغذائي في المنتجات الصّيدية الوطنية.
واعتبر محدثنا، اتخاذ إجراءات لتنمية وتكثيف إنتاج شعبة تربية المائيات، يمثِّل دعامة حقيقية لتنويع مصادر الموارد الصيدية البحرية، وسيساهم في توفير مناصب عمل كثيرة في أوساط الشباب وخريجي معاهد التكوين والجامعات المتخصصين في هذا الجانب، منوهاً إلى أن المرحلة المقبلة ستعرف استخدام الوسائل التقنية الحديثة في عمليات الاستزراع السّمكي.
علاوة على ذلك، اقترح علال خباب، تنويع الثروة السمكية المعنية بمجال تربية المائيات، من خلال السماح بإنتاج أنواع سمكية أخرى غير سمك البلطي الأحمر المنتشر محليا، وذلك لإتاحة خيارات الشّراء لدى المستهلكين، بالإضافة إلى تعزيز وضعية صناعة أعلاف الأحياء المائية في الجزائر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19654

العدد 19654

الأحد 22 ديسمبر 2024
العدد 19653

العدد 19653

السبت 21 ديسمبر 2024
العدد 19652

العدد 19652

الخميس 19 ديسمبر 2024
العدد 19651

العدد 19651

الأربعاء 18 ديسمبر 2024