رؤيـة شاملـة للمّ الشمل وإعـادة الإعتبـار للرّموز التاريخيــة
أشاد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أمس من وهران، بالجهود الكبيرة التي يبذلها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في سبيل صون الذاكرة الوطنية وتعزيز مكانة الأسرة الثورية، معتبراً أنّ هذه المساعي تشكّل إحدى الركائز الأساسية في مسار بناء جزائر قوية، منتصرة بتاريخها، ومتفائلة بطاقاتها وطموحاتها.
وأكّد الوزير أنّ رئيس الجمهورية جعل من تثبيت الذاكرة الجماعية مشروعاً وطنياً يُعزّز الوحدة ويغرس الأمل، في إطار رؤية شاملة تهدف إلى لمّ الشمل، وإعادة الإعتبار للرموز التاريخية، بما يُسهم في ترسيخ الهوية الوطنية ومواصلة مسيرة البناء والتنمية.
ثمّن وزير المجاهدين العيد ربيقة في كلمته الإفتتاحية للملتقى الوطني الذي نظمته الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير بوهران، بمناسبة الذكرى 63 لعيد الاستقلال، «ما قام به السيد رئيس الجمهورية، في سياق رؤيته الوطنية الشاملة لترسيخ معالم السيادة في شتى المجالات، من خلال تعزيز الأمن والدفاع عن القرار الوطني وتمكين الجزائر من استعادة موقعها الطبيعي كدولة ذات سيادة كاملة، قادرة على أن تُقرّر مصيرها وتخاطب العالم من موقع الندّية والكرامة، وبما يعكس عمق تاريخها وعراقة أصالتها».
كما أشاد الوزير في ذات المقام» بالجهود الجبّارة التي تقوم بها المؤسّسات الأمنية وعلى رأسها أفراد جيشنا الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، وقوات أمننا الـمَيَامِين، حَفَدَةِ الشّهداء، في توفير الأمن والأمان في مختلف ربوع الجمهورية، وحماية مؤسّسات الدولة والذَوْدِ عن حِمَى الوطن.
واعتبر الوزير أنّ «تكريم المجاهدين من كبار معطوبي الثورة التحريرية، هو عربون وفاء من الدولة الجزائرية تحت قيادة السيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي يولي بالغ الاهتمام لخدمة المجاهدين وأرامل الشهداء وذوي الحقوق والتكفّل بانشغالاتهم الاجتماعية والحفاظ على ذاكرتهم المجيدة».
وقال ربيقة متحدّثا عن الملتقى الوطني الذي حمل شعار «ذاكرة لا تموت وأمة لا تقهر» أنه «يكتسي دلالةً وطنية عميقة، كما يشكّل مناسبة مجيدة تمنحنا فرصة ثمينة لتأمل الأبعاد السامية لذاكرتنا الجماعية، بما تحمله من دروس للتاريخ، وقيم للوفاء، ومسؤوليات نحو الحاضر والمستقبل». وأكّد ربيقة أنّ «الخامس من جويلية 1962 ليس تاريخًا لنهاية الاحتلال وفقط، بل هو بداية لمسيرة بناء الدولة الجزائرية الحرة، المنتصرة، بفضل تضحيات ملايين الشهداء والمجاهدين والمعطوبين، الذين جسّدوا أسمى معاني الفداء والإباء»..
وأبرز الوزير في ذات السياق أنّ الملتقى يمثل «رسالة للأجيال الصاعدة، مفادها أنّ الاستقلال هو حصيلة تضحيات جسام، بالدموع والدماء، وأنّ الحفاظ عليه يتطلّب وعيًا دائمًا، ومواطنةً فعالة، والتزامًا راسخًا بمسيرة البناء التي لا تقلّ شرفًا عن معركة التحرير الوطني».
ومن جهته، أعلن المجاهد ميلود محمد المكلف بالثقافة والتاريخ بالجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني، عن استعداد الأسرة الثورية» للتصدي لكل الحملات الخارجية التي تستهدف الجزائر، وعلى رأسها أبواق فرنسا الاستعمارية وأصوات اليمين المتطرّف الحاقد، مؤكّدين أنّ الجزائر ستظل صامدة على كل من تسول له نفسه المساس بكرامتها وتاريخها وهويتها».
كما نوه المتدخل لدى قراءته للبيان الختامي للملتقى بـ»التزام رئيس الجمهورية الراسخ بحماية الذاكرة الوطنية وتجسيد تعهدات بيان أول نوفمبر المجيد، في إطار التزاماته الأربع والخمسين». وأشار المجاهد ميلود محمد إلى «أهمية الوعي الراسخ لضرورة الحفاظ على الدولة الجزائرية وصون سيادتها ووحدتها الوطنية، بالمساندة والإلتفاف حول الجيش الوطني الشعبي الباسل الذي يظل الدرع الحامي والحصن المنيع لهذا الوطن العزيز».