أستاذ العلاقات الدولية.. رشيد ساسان لـ “الشعب“:

“الإنتلجنسيا الأمريكية“ تعتبر الصحراء الغربية قضيـة تصفيـــة استعمـار

سفيان حشيفة

الموقف السابق ما هو إلاّ موقف ظرفي سيتغير بناءً على حسابات مصلحية أو اقتصادية

تعالت الأصوات الدولية، مجددًا، من أجل دعم تقرير المصير في جمهورية الصحراء الغربية وإنهاء الاحتلال المخزني، بعد تصريحات الدبلوماسي الأمريكي والمستشار السابق للأمن القومي بالبيت الأبيض، جون بولتون، في مقابلة نشرها الموقع الإخباري لصحيفة «إل إنديبندينتي» الإسبانية، شدد فيها على وجود حلّ وحيد لإنهاء هذا المشكل، وهو تنظيم الاستفتاء المقرر من طرف الأمم المتحدة لصالح الشعب الصحراوي.

أعادت شخصيات دبلوماسية بارزة في الولايات المتحدة الأمريكية، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، القضية الصحراوية من جديد إلى واجهة النقاش الدولي، في ظل تعنّت المستعمِر المغربي في الترويج لسرديته غير المقنعة والمرفوضة حول التسوية، وتماديه في عرقلة جهود تطبيق اللائحة الأممية المتعلقة بإقامة الاستفتاء وتقرير المصير للشعب الصحراوي، وفق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة باجي مختار في ولاية عنابة، الدكتور رشيد ساسان، إن مستشار الأمن القومي وسفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة السابق جون بولتن، أدلى خلال أسبوع واحد، بتصريحين لوسائل إعلام إسبانية، تعلقا أساسا بقضية الصحراء الغربية، وانتقد فيها بوضوح الموقف الداعم للطرح المغربي. وأوضح الدكتور رشيد ساسان، في حديثه لـ «الشعب»، بأن القراءة التحليلية لما ورد في تصريحات جون بولتن لوسائل إعلام إسبانية، تسترعي الانتباه إلى جوانب عدة، ربما كان أولها التوجه للصحافة الإسبانية ذاتها، بالنظر لكون إسبانيا دولة معنية مباشرة بالصراع، ودولة مستعمِرة سابقة للصحراء الغربية، وهي التي أدى انسحابها من الأقاليم الصحراوية المحتلة دون التحضير لما بعد الانسحاب إلى تسلل الاحتلال المخزني للاستيلاء على الأراضي ونشوء القضية الصحراوية.
كما أن تحليل مضمون التصريحات، بحسب ساسان، يجر المتابع إلى ملاحظة موقف «الإنتلجنسيا الأمريكية» المناهض للموقف الداعم للطرح المغربي تجاه الصحراء الغربية، حيث نبّه جون بولتن إلى أن الاعتراف بسيادة المغرب على الإقليم الصحراوي، كان في مقابل انخراط المخزن في «الاتفاقيات الإبراهيمية» مع الكيان الصهيوني، بما يجعله يتجاوز مستوى مجرد الاعتراف بالكيان المحتل، إلى الارتباط بهذا الاحتلال بآليات اقتصادية، سياسية وحتى أمنية، وهو الأمر الذي اعتبره بولتن خطأ ينبغي تصحيحه، على اعتبار أن المغرب كان مستعدا لإبرام الاتفاقيات الإبراهيمية من دون الحصول على الاعتراف المزعوم بمغربية الصحراء.
ويؤكد هذا المُعطى، أن الاتجاه الفاعل لدى النخب وصناع القرار الأمريكي يشير إلى اعتبار القضية الصحراوية قضية تصفية استعمار، والموقف السابق ما هو إلاّ موقف ظرفي قد يتغير بناءً على حسابات «مصلحية» أو اقتصادية، وفقا للمصدر ذاته.
وخلص أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة باجي مختار في ولاية عنابة، الدكتور رشيد ساسان، إلى أن تصريحات بولتن، لا يمكن أن تصدر عن شخصية فاعلة مثله داخل دوائر صنع القرار الأمريكي دون أن تتنبأ بتحول مرتقب في هذا الموقف لدى مختبرات التفكير العميقة والمجموعات الضاغطة الموجهة لاستراتيجيات السياسة الخارجية الأمريكية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19820

العدد 19820

السبت 12 جويلية 2025
العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025