وجهـة تروي قصــص الماضــي وتهمـس بأحاديـث الطبيعة

السياحــة.. الورقـــة الرابحة في معركـة التنميـة الكــبرى

غنية زيوي

مع شروق شمس الخامس من جويلية، يحتفل الجزائريون بالعيد الثالث والستين لاستقلال البلاد، مناسبة وطنية راسخة في الأذهان تعكس كفاح الشعب وقيادته الحكيمة التي أعلت من شأن الوطن على مدى عقود من الزمن، ففي هذا اليوم المضيء، يتجدد العهد على المضي قدما في مسيرة النهضة والتقدم.

«الجزائر اليوم بعد مرور 63 سنة تحكي التاريخ، لا التاريخ يحكيها”، بهذه العبارة استهل عمي قسوس الشارف حديثه معنا وهو الذي كان شاهدا على مراحل تطور الجزائر في مختلف الميادين ولا سيما ما حققه قطاع السياحة من تطور ملحوظ، وبهذا يأتي العيد هذا العام مصحوبا بإنجازات نوعية، ليؤكد أن الاستقلال ليس مجرد حدث تاريخي بل محطة مستمرة لصناعة المستقبل.
وأشار عمي الشارف في حديثه والحسرة تملأ قلبه لما خلفه المستعمر من دمار وخراب في كافة المجالات الحياتية وترك آثار عميقة على المجتمع الجزائري، الأمر الذي تطلب نفسا طويلا وإرادة قوية لإعادة بناء الجزائر لتصل إلى ما هي عليه اليوم كقوة اقتصادية مهمة فرضت مكانتها في المنطقة.
وبالحديث عن القطاع السياحي وما طاله هو الآخر من طمس للمعالم الأثرية والتاريخية وللهوية الثقافية يقول محدثنا، أن السياحة كانت من بين الأولويات كيف لا والجزائر تطل على زرقة مياه المتوسط شمالا ونقاء كثبان الصحراء جنوبا، زاخرة بثروات من المقاصد السياحية المتنوعة، شهدت تطورات متفاوتة وعدة إصلاحات واستراتيجيات قصيرة وطويلة الأجل سعيا إلى النهوض بهذا القطاع وتحويل الجزائر إلى أحد مراكز الجذب السياحي من الدرجة الأولى.
ويضيف عمي الشارف أنه بفضل السياسة الرشيدة توالت الإنجازات وأضحت الجزائر خلال سنوات السبعينات من القرن الماضي وبداية الثمانينات من بين إحدى أهم الوجهات السياحية، حيث كانت تستقطب الملايين من السياح خصوصا من أوروبا، وعلى رغم حداثتها بالاستقلال حينذاك، فقد استطاعت أن تدعم القطاع السياحي بمجمعات فندقية كبيرة وفخمة، جعلتها تستوعب عددا كبيرا من السياح مادر عليها مداخيل هائلة، إلى غاية التسعينيات واجهت تحديات أمنية أثرت بشكل كبير على المشهد السياحي.
وبعدها يقول محدثنا والفرحة بادية على وجهه بدأت بوادر الانفراج تطفو على السطح بتولي الدولة اهتماما متزايدا بالسياحة مع إدراك أهميتها كقطاع اقتصادي واعد، وانتهجت السلطات المركزية استراتيجية جديدة، من خلال تشجيع الاستثمار السياحي وتحسين جودة الخدمات، حيث عرف القطاع ديناميكية غير مسبوقة بفضل الإرادة السياسية القوية والالتفاتة الجدية للنهوض بالسياحة وترقيتها وجعلها في مصاف القطاعات الكبرى.
وختم عمي الشارف حديثه بالإشارة إلى المؤهلات السياحية المتنوعة بتنوع طبيعتها وثقافتها وحضارتها ومعالمها الأثرية التي لا تقل أهمية عن البلدان التي زارها، والتي يجب استكشافها والحفاظ عليها وتحويلها إلى مورد اقتصادي هام ونقطة جذب سياحي.
فالجزائر وجهة تروي قصص الماضي وتهمس بأحاديث الطبيعة الخلابة، حيث تتجسد الروح العريقة في كل زاوية من زواياها، ويشعر الزائر بأن الزمن توقف، وأنه يعيش داخل قصة قديمة، وبينما نتعمق في سحرها، نجدها تخفي بين ثناياها آلام الماضي لا تمحوها الأيام ولا تبددها السنون، وتحمل في طياتها فجرا جديدا مليئا بالفخر والاعتزاز

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025