في سياق المساعي المبذولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وضمان استقرار السوق، أكّد وزير التجارة الداخلية وضبط السوق، طيب زيتوني، أنّ تموين السوق بالمواد الأساسية بشكل منتظم هو أمر ضروري، خاصة في فصل الصيف حيث يزداد الطلب، وشدد على أهمية توفير السلع التي يكثر استهلاكها بكميات كافية وبأسعار معقولة، من أجل حماية القدرة الشرائية للمواطن وضمان استقرار الأسعار.
وتنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تواصل السلطات العمل على ضبط السوق وحماية القدرة الشرائية للمواطن، وتشمل هذه الجهود مراقبة الأسعار وتوفير المواد الأساسية بكميات كافية، خاصة في الفترات التي يكثر فيها الطلب، كما يتم التصدي لكل أشكال المضاربة لضمان استقرار السوق وتلبية حاجيات المواطنين بشكل منتظم.
في هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي سعد سلامي، إن السياسات الاقتصادية لا يجب أن تكون مجرد رد فعل على ما يحدث في السوق، بل يجب أن تكون مبنية على التخطيط المسبق والاستعداد الجيد، خاصة في فصل الصيف، الذي يشهد ارتفاعا كبيرا في الاستهلاك بسبب الأعياد والمناسبات والحفلات.
وأوضح - في السياق - أنه من المهم متابعة السوق بشكل منتظم من خلال سياسات تموين مستقرة تساعد على توفير السلع دون انقطاع، والعمل على توفير المواد الاستهلاكية الأساسية بكميات كافية، خاصة في هذه الفترة التي يزداد فيها الطلب، كما أكد على ضرورة مراقبة الأسعار وضمان توفر السلع بشكل مستمر، لتفادي أي نقص أو ارتفاع غير مبرر في الأسعار
وشدّد سلامي على أهمية حماية المواطن من المضاربة والاحتكار والتلاعب بالأسعار، مضيفا أن نفس التحديات تتكرر كل سنة، لذلك من الجيد أن تقوم وزارة التجارة بسياسة استباقية كما فعلت هذا الموسم، من خلال برنامج خاص لمراقبة السوق في فصل الصيف، ودعا إلى تعزيز أجهزة الرقابة وعدم ترك السوق يتحكم فيه التجار فقط، سواء كانوا من تجار الجملة أو التجزئة أو حتى المستوردين، بل يجب أن تكون هناك متابعة دقيقة للمنتجات من المصنع إلى المستهلك، مع اعتماد نظام الفوترة ومراقبة أسعار الشراء والتكاليف لتحديد هامش ربح معقول.
وأكّد محدّثنا على أهمية تنظيم لقاءات دورية ومنتظمة تجمع بين وزارة التجارة وكافة الفاعلين في السوق، من جمعيات مهنية وفيدراليات وممثلي التجار، بهدف تعزيز التنسيق ووضع خطة عمل مشتركة تضمن تموين السوق بالمواد الضرورية بشكل مستمر ومنتظم، وتفادي أي اضطرابات أو اختلالات قد تؤثر على توازن السوق أو على القدرة الشرائية للمواطن، وأكّد أن هذا الحوار المفتوح مع الشركاء الاقتصاديين من شأنه أن يساهم في حل المشاكل في الميدان بشكل استباقي.
وفي ختام حديثه، اعتبر سلامي أنّ تصريحات وزير التجارة الأخيرة تعكس وعيا بأهمية الاستعداد المسبق ودراسة السوق واحتياجاته، وهو أمر إيجابي يجب مواصلته لحماية المستهلك، وضمان استقرار السوق الوطني.