أستاذ العلوم السياسيـة والعلاقات الدوليـة.. مبروك كاهـي لـ”الشعــب”:

الانحدارات والخروقات القانونيـة تتحمّلهـا المجموعـة الدولية

حياة. ك

الدولة الجزائرية  منخرطـة جدّيا في جهود حفظ السلـم والأمن الدوليـين

ما يزال صوت الجزائر يدوّي في المحافل الدولية على غرار مجلس الامن والأمم المتحدة.. لزعزعة ضمير المجتمع الدولي، الذي تخلى ـ بحسب المحلّل السياسي مبروك كاهي ـ عن مسؤولياته تجاه ما يحدث من تجاوزات خطيرة في الشرق الأوسط، سواء تعلق الأمر بالعدوان الوحشي للكيان الصهيوني، أو التطوّرات الأخيرة إثر الاعتداء السافر الذي تعرضت له جمهورية إيران الإسلامية من قبل هذا الأخير.

أفاد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور مبروك كاهي في تصريح لـ«الشعب”، أن الجزائر استنادا لما جاء على لسان ممثلها في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بن جامع، عبرت عن مخاوفها بشأن تردي الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
ويرى كاهي أن هذه المخاوف تجد مبررها في تقاعس الدول الكبرى في تطبيق القانون الدولي وإلزام الأطراف بتبني الخيارات السلمية، وعدم الكيل بمكيالين والسماح لبعض الأطراف أن تكون خارج القانون وتسمح لنفسها بالدوس عليه، وما يترتب عن ذلك من مخاطر حقيقية، تهدّد الأمن والسلم الدوليين.
 وأشار في هذا الإطار إلى أن هذه المخاطر، قد ازدادت وتفاقمت في الخمس سنوات الأخيرة، إذ باتت العديد من دول العالم لا سيما المناطق الأكثر توترا، تميل إلى حلّ خلافاتها ونزاعاتها عن طريق الحروب والأعمال العسكرية العدائية.
 يعتقد كاهي أن فشل مجلس الأمن في وضع حدّ للتجاوزات الخطيرة في منطقة الشرق الأوسط في ظل توسّع دائرة العدوان الصهيوني من فلسطين، إلى لبنان لتمتد إلى إيران، سيؤدي بالضرورة إلى فقدان الثقة في القانون الدولي الذي يحث على أهمية الحوار والطرق السلمية لحل الخلافات والنزاعات التي انتشرت في مختلف قارات العالم، وفي إفريقيا بين المغرب والصحراء الغربية.
كما لفت المتحدث إلى البدائل والرؤى التي قدمتها الدولة الجزائرية لتعزيز دور منظمة الأمم المتحدة للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، عن طريق التعاون والاتحاد الإفريقي الذي من شأنه أن يعطي دفعا قويا لحل العديد من المشاكل التي تعاني منها القارة الإفريقية، وذلك من خلال تبني مقاربة الأمن والتنمية.
وأشار كاهي إلى أن العالم يجب أن يرتكز على هذا المبدأ الذي يعزّز السلم والأمن الدوليين، مما يزيل العديد من العقبات ويساهم في تقارب الشعوب وازدهارها وتحقيق العدالة الدولية في التقسيم العادل للثروة ضمانا لحق شعوب المعمورة الاقتصادي والسياسي في تقرير مصيرها والحفاظ على أمنها وسلامة وحدتها الترابية.
 واعتبر المتحدث أن الجزائر - من خلال ما جاء على لسان السفير بن جامع - تؤكد على انخراطها بشكل حقيقي وجدي في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وأنها في سباق مع الزمن لتدارك الوقت ووقف الانحدار قبل الانزلاق الخطير الذي تعرفه منطقة الشرق الأوسط، ولديها قناعة أن تحكيم العقل وتغليب الحكمة هما السبيلان الحقيقيان للحفاظ على العالم من مخاطر النزاعات النووية غير التقليدية لا سيما أن النزاعات الأخيرة وقعّت بين دول تملك السلاح المدمر والفتاك.
 في السياق، أضاف كاهي أن عودة الثقة في المنظمة الأممية التي تجمع المنتظم الدولي لا بد أن يكون عن طريق الإصلاح الذي لطالما نادت به الدولة الجزائرية، فإصلاحها، لا سيما مجلس الأمن الدولي، هو صيانة للأمن والسلم الدوليين، كما يمكن من خلال الحلول الدبلوماسية احتواء الأزمة المشتعلة في الشرق الأوسط في إطارها الإقليمي، مذكرا بما جاء في كلمة بن جامع الذي اعتبر من خلالها أن الوقت يمكن تداركه ووقف الانحدار قبل الانزلاق الخطير لا زال ممكنا ومتاحا، لتفادي الآثار الكارثية لاستخدام الأسلحة النووية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19808

العدد 19808

السبت 28 جوان 2025
العدد 19807

العدد 19807

الخميس 26 جوان 2025
العدد 19806

العدد 19806

الأربعاء 25 جوان 2025
العدد 19805

العدد 19805

الثلاثاء 24 جوان 2025