مكافحة الهجرة غير الشرعية في البحر الأبيض المتوسط

مقاربة الجزائر تجمع بين البعد الإنساني والتعاون الأمني

 

أكد النائب عن المجلس الشعبي الوطني، ناصر بطيش، تبني الجزائر لمقاربة متوازنة في ملف الهجرة، إلى جانب التزامها بالحوار بين الحضارات كخيار استراتيجي لضمان الأمن والاستقرار في الفضاء المتوسطي، مشيرا إلى أن هذا الأخير أصبح محورًا لتحديات معقدة تتداخل فيها قضايا الهجرة والتوترات الجيوسياسية والتحديات الأمنية.
جاء ذلك، في مداخلة له في أشغال المنتدى حول مستقبل المتوسط، المنعقد بغرناطة الإسبانية، قدم فيها رؤية الجزائر تجاه عديد القضايا التي تهم المنطقة. وأشار بطيش، إلى أن الهجرة في البحر الأبيض المتوسط لم تعد مجرد حركة تنقل بشري، بل تحولت إلى قضية استراتيجية ذات أبعاد اقتصادية وأمنية وإنسانية.
وفي هذا السياق، جدد رفض الجزائر «الحلول الأمنية البحتة، مع التركيز على التصدي للشبكات الإجرامية التي تستغل المهاجرين، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة الظاهرة بفعالية».
وأوضح أن الجزائر وباعتبارها دولة عبور ومقصد للمهاجرين، تعتمد على إطار قانوني وتنظيمي صارم ينظم دخول وإقامة الأجانب، إلى جانب قوانين لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين.
وقال، «منذ بداية عام 2024، تمكنت السلطات الجزائرية من ترحيل 8.000 مهاجر غير نظامي إلى بلدانهم الأصلية، وتفكيك عدة شبكات إجرامية دولية متورطة في هذه العمليات». مفيدا بأن المقاربة الجزائرية لا تقتصر على الجانب الأمني، بل تضع الكرامة الإنسانية في صميم سياستها، حيث تضمن احترام حقوق المهاجرين، خاصة النساء والأطفال، وتوفر لهم الرعاية الصحية والخدمات الأساسية، مع إتاحة حق الطعن في قرارات الإبعاد لمن لديهم روابط عائلية في الجزائر.
وترى الجزائر -يضيف المتحدث- أن الحل الجذري للهجرة غير النظامية يكمن في معالجة أسبابها العميقة، عبر دعم الاستقرار والتنمية في دول المصدر، بما يوفر بدائل حقيقية للشباب، بعيدًا عن مخاطر الهجرة غير الشرعية.
إلى جانب ملف الهجرة، تناول النائب ناصر بطيش خلال المنتدى مسألة السلام والاستقرار في المنطقة المتوسطية، مؤكدًا أن الأمن لا يتحقق بالقوة وحدها، بل بالحوار والتفاهم المشترك.
وأشار إلى أن الجزائر، بتاريخها وموقعها الجغرافي، تنتمي إلى فضاءات ثقافية متعددة، مما جعلها نموذجًا في تعزيز الحوار والتسامح والتعايش السلمي. وهي مبادئ تجسدها الجزائر من خلال مبادراتها الدولية، أبرزها إقرار «اليوم الدولي للعيش معًا في سلام»، الذي تبنته الأمم المتحدة عام 2017، ليكون موعدًا سنويًا لترسيخ ثقافة السلم والتعايش.
وأكد بطيش، أن مواجهة الفكر المتطرف لا تقتصر على الحلول الأمنية، بل تتطلب الاستثمار في التعليم والتوعية، من خلال نشر قيم التسامح منذ الطفولة، وتعزيز دور الفضاء الرقمي في التصدي لخطابات الكراهية، التي أصبحت تنتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
في سياق آخر، شدد البرلماني الجزائري على أن الإرهاب والجريمة المنظمة يشكلان تهديدًا متزايدًا لأمن واستقرار الفضاء المتوسطي، مما يستدعي استجابة جماعية فاعلة.
وقال، إن «الجزائر، التي عانت من الإرهاب في تسعينيات القرن الماضي، تمتلك تجربة رائدة في مكافحته، وترى أن التصدي له يتطلب تجفيف منابعه الفكرية والمالية، وتعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين دول المتوسط، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الاتجار بالبشر، وتهريب المخدرات والأسلحة، باعتبارها من أبرز مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19750

العدد 19750

الأربعاء 16 أفريل 2025
العدد 19749

العدد 19749

الثلاثاء 15 أفريل 2025
العدد 19748

العدد 19748

الإثنين 14 أفريل 2025
العدد 19747

العدد 19747

الأحد 13 أفريل 2025