حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية ليست خيارا بل التزاما
الكيان الصهيوني يهدف إلى طرد الشعب الفلسطيني من وطنه
الفلسطينيون مرعوبون وعاجزون ومدمرون عقب استئناف الاحتلال عدوانه
المحتلّ يعتبر العاملين الإنسانيين أهدافا مشروعة
40 ألف فلسطيني نزحوا قسرا من ديارهم خلال الشهرين الماضيين
بنــــــــاء 10.300 وحدة سكنيــــــة و49 موقـعــــا استيطانيـــــا صهيـــــــــونيا جـــــــديــــــدا
أكدت الجزائر، من نيويورك، على لسان ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، على ضرورة العودة الى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتنفيذ جميع مراحل الاتفاق الذي خرقه الكيان الصهيوني.
في كلمته، مساء الجمعة، خلال اجتماع مجلس الأمن الشهري حول «الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية»، أشار بن جامع إلى أن «الصور المرعبة» لضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة -والتي عبر بشأنها عن اعتقاده بأنها أصبحت جزءاً من التاريخ في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في جانفي الماضي- «قد عادت إلى الظهور الآن».
وأوضح الدبلوماسي الجزائري، أن الفلسطينيين في قطاع غزة «مرعوبون وعاجزون ومدمرون»، عقب استئناف الاحتلال عدوانه، الثلاثاء الماضي، والذي خلف في ليلة واحدة استشهاد أكثر من 400 فلسطيني، بينهم 174 طفلا و89 امرأة و32 مسنّا وأصيب أكثر من 500 آخرين(...) لافتا إلى أنه ينبغي إضافة هذه الأرقام إلى أكثر من 17 ألف طفل و12 ألف امرأة وألفي مسن، استشهدوا منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأضاف بن جامع، أن العدوان الصهيوني خلف مقتل أحد موظفي مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع وخمسة من عمال وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ما يعني أن الاحتلال يعتبر العاملين الإنسانيين «أهدافا مشروعة».
في هذا الصدد، أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة أن «حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة واحترام مبادئ مثل التمييز والتناسب، ليست خيارا بل التزاما».
وشدد بن جامع على ضرورة العودة الى وقف إطلاق النار وتنفيذ جميع مراحل الاتفاق، لتحقيق وقف دائم وكامل لإطلاق النار، مشيرا إلى أنه «لا يجب أن تكون هناك ازدواجية في المعايير عندما يتعلق الأمر باحترام القانون الدولي».
وأكد بن جامع، أن أساليب الإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني لا تقتصر على غزة فقط، «بل هي واضحة في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة»، لافتا إلى أن الكيان الصهيوني يهدف من خلال ذلك إلى «إبادة آفاق الدولة الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني من وطنه».
وهدف الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية -يضيف الدبلوماسي- واضح وهو «السيادة الكاملة عليها»، معتمدا في ذلك على «القتل والتشريد القسري ونزع الملكية والاستيطان والهدم».
من هذا المنطلق، أشار بن جامع إلى أن ما يقرب من 900 فلسطيني في الضفة الغربية استشهدوا منذ السابع من أكتوبر 2023، بينهم 180 طفلا، وأصيب 4 آلاف آخرين، كما أن 40 ألف فلسطيني قد نزحوا قسرا خلال الشهرين الماضيين، حيث أن مخيمات اللاجئين، مثل جنين وطولكرم، خالية تماما من سكانها وتم تدمير مئات المنازل مع هدم أكثر من 500 منزل وهياكل أساسية مدنية مؤخرا في جنين، فيما بلغ نزع ملكية الأراضي الفلسطينية مستويات «لم يسبق لها مثيل».
وأضاف المتحدث، أنه في الآونة الأخيرة، أصدر الاحتلال الصهيوني أوامر إخلاء للأراضي الواقعة غرب جنين لأول مرة منذ اتفاقيات أوسلو، كما يتم في نفس الوقت بناء أكثر من 10.300 وحدة سكنية، إضافة إلى بناء 49 موقعا استيطانيا صهيونيا جديدا، ما يعتبر «رقما غير مسبوق».
أما فيما يتعلق باعتداءات المستوطنين، أبرز المتحدث أن التقارير وثقت ما متوسطه 118 حادثة عنف للمستوطنين ضد الفلسطينيين كل شهر، مع استمرار هذه الاعتداءات في ظل «الإفلات التام من العقاب»، مشددا على أن «هذه الأعمال هي انتهاكات صارخة لقرار الأمم المتحدة ولا سيما القرار 2334».
وأمام هذه الانتهاكات والمجازر المرتكبة في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشريف، أكد بن جامع أن مصدر المعاناة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالنسبة لجميع الأطراف هو الاحتلال الصهيوني الذي طال أمده، مشيرا إلى أنه «لا يمكنك احتلال أرض وحرمان شعبها من حقوقه وإذلاله وإزهاق أرواحه وتوقع تحقيق الأمن».
وأوضح من هذا المنظور، أن «الأمن الحقيقي لا يمكن تحقيقه إلا بالوسائل الدبلوماسية، من خلال الحوار والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني»، فيما أن الاحتلال وللأسف «يخلق واقعا جديدا من شأنه أن يجعل إقامة دولة فلسطينية أمرا مستحيلا»، في تحدٍّ للإرادة الجماعية للمجتمع الدولي ومجلس الأمن. وتساءل السفير: «متى سنرتقي إلى مستوى التزاماتنا ونفرض احترام وتنفيذ قراراتنا الجماعية بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف؟».