بإرادة سياسية مستشرفة ويقظة ومواقف ثابتة

الجزائر.. مواكبة التحوّلات الدولية ضمن المرجعية النوفمبرية

آسيا قبلي

 

تسعى الجزائر، اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، إلى الحفاظ على سيادتها ووحدتها، في عالم متحول يغلب عليه التفكك والنزوع للعنف واستعمال القوة وتغييب القانون الدولي. كما تواجهها تحديات وتعقيدات أمنية مرتبطة أساسا بتلك التحولات وبطبيعة موقعها الجغرافي وجوارها الإقليمي الذي يقع في قلب التنافس الدولي.

تعتمد الجزائر، وفي الظروف والتحولات الدولية الراهنة المعقدة، على زخم ماضيها وثورتها المظفرة بما تحمله من مبادئ سامية للحفاظ على إنسانية العلاقات الدولية. لكن في الوقت نفسه، ومثلما جاء في رسالة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بمناسبة ذكرى عيد النصر، فقد بنت لنفسها حصنا منيعا ضد تأثير تلك التحولات، من خلال ترسيخ اللحمة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية.
وفي سياق تحقيق المصالح العليا للبلاد دائما، رسخت الجزائر، من خلال جملة من التدابير والممارسات، الوحدة الوطنية وتدعيم القيم المشتركة للشعب الجزائري، التي تنطلق منها أيضا في التعامل مع باقي دول العالم.
وسبق لرئيس الجمهورية، ومنذ 3 سنوات، أن أعلن أن يده ممدودة لكل أبناء الجزائر، ضمن مبادرة لمّ الشمل، بما يخدم تعزيز الجبهة الداخلية وزيادة الحس الوطني لدى الجزائريين وخاصة الشباب منهم.
ومن منطلق استشرافي، مثلما أكد رئيس الجمهوية، تواجه الجزائر بيئة إقليمية، على درجة معتبرة من التعقيد، بسبب تعدد التحديات والتهديدات الموجودة في جوارها الإقليمي والتي تفرض عليها يقظة واستعدادا دائمين.
ولعل أخطر تلك التعقيدات أو التهديدات، انتشار مختلف أنواع الجريمة المنظمة من مخدرات وأسلحة وجماعات إرهابية واتحاد هذه الأخيرة مع جماعات الجريمة المنظمة، ما فرض تحديا جديدا على دول المنطقة بأسرها، وعلى الجزائر خصوصا، لأنها تتحمل العبء الأكبر في مواجهة التهديدات، لأنها الوحيدة التي تملك جيشا منظما ومجهزا، إضافة إلى خبرتها في مكافحة الإرهاب.
وتعمل الجزائر على التأثير في القرار الإقليمي الدولي، انطلاقا من ثقلها الجيو-سياسي، وما تحوزه من قدرات ومكامن للقوة تجعلها فاعلا رئيسيا في الأحداث، على غرار جغرافيتها المتمثلة في الموقع والمساحة والقوة السكانية وجيشها المتطور ومواردها الطبيعية. وإذ تحرص الجزائر على الحفاظ على مصالحها العليا ومواجهة التحديات والتهديدات الأمنية الجديدة، فإنها تتمسك دائما بمبادئها التي قامت عليها ثورة نوفمبر المجيدة، وبنت عليها سياستها الخارجية، والمتمثلة أساسا في حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الغير، إلى جانب تغليب الحلول السلمية الدبلوماسية والسياسية في حال النزاعات ونبذ العنف. وهي مبادئ مكنتها من أن تكون طرفا موثوقا وآمن الجانب ومسموع الكلمة في مواقف كثيرة. واتضح ذلك جليا من تواجدها في مجلس الأمن الدولي، ومن الثقة التي منحتها إياها الدول الأفريقية بانتخابها نائبا لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، واعتراف الأمم المتحدة لها باعتبارها نصير الاتحاد الأفريقي في مكافحة الارهاب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19728

العدد 19728

الثلاثاء 18 مارس 2025
العدد 19727

العدد 19727

الإثنين 17 مارس 2025
العدد 19726

العدد 19726

الأحد 16 مارس 2025
العدد 19725

العدد 19725

الأحد 16 مارس 2025