تضطلع بمواقف سيادية وريادية في نصرة القضايا القارية بقيادة الرئيس تبون

الجزائر المنتصرة.. دور تاريخي وسندٌ دائم للاتحاد الإفريقي

آسيا قبلي

 بنـاء منظمة أكثر قوة ونفـوذا وتعـزيــز التعــاون والتضــامـن بـين الدول والشعوب

رفع الأداء.. تحقيـق الأجنـدة السيـاسيــة والاقتصاديـة وإرساء السلـم والأمن القـاري

تعهدت الجزائر، على لسان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بدعم جهود الرئيس الجديد للمفوضية الإفريقية، في خدمة مصالح القارة والاستعداد الكامل للعمل على تعزيز التعاون والتضامن بين الدول والشعوب، من أجل بناء اتحاد إفريقي أكثر قوة ونفوذا. وهي تعمل على المستويين القارئ الإقليمي والدولي من أجل تحقيق هذه الأهداف من منطلق شعورها بالمسؤولية تجاه القارة المستمد من دورها التاريخي في تأسيس الاتحاد الإفريقي.

تناضل الجزائر من أجل إعادة الرفع من أداء الاتحاد الإفريقي في تحقيق الأجندة السياسية والاقتصادية وإرساء السلم والأمن القاري. وترافع من خلال تواجدها في مجلس الأمن، بصفتها عضوا غير دائم، لإعادة الاعتبار للمنظمات القارية وعلى رأسها الاتحاد الأفريقي، في عهدتها الممتدة إلى نهاية 2025. إلى جانب عمل الجزائر العضو المؤسس للاتحاد الافريقي «منظمة الوحدة الأفريقية سابقا»، على تفعيل جهود التعاون والتضامن القاري من خلال أدوارها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية.
رسالة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لرئيس المفوضية الجديد محمد علي يوسف، تعتبر، برأي متابعين، تأكيدا على الدور الذي تضطلع به الجزائر في المرافعة لصالح القارة الافريقية، وإعادة الاعتبار للاتحاد الافريقي، باعتباره المخول الأول للتعاطي مع مشاكل وأزمات القارة، بعد تهميشه طويلا.
هذه المقاربة اتضحت في عديد الأزمات التي تم القفز فيها على صلاحيات مجلس الأمن والسلم الإفريقي، واللجوء مباشرة لمجلس الأمن، سيما في الأزمة الليبية، حيث كانت فرنسا ساركوزي وراء التعجيل باستصدار قرار من مجلس الأمن للتدخل، قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن والسلم الإفريقي، ما تسبب في أزمة في ليبيا امتدت لكل دول الساحل، وما انجر عنها من اضطرابات أمنية وسياسية وانتشار ظاهرة الإرهاب بشكل غير مسبوق.
وعليه، أثارت الجزائر خلال اجتماعات مجلس الأمن الدولي، موضوع تهميش المنظمة القارية وازدواجية المعايير في التعامل مع النزاعات في القارة، ودعت إلى العمل في إطار متعدد الأطراف لا يستثني الاتحاد الإفريقي. كما طالبت برفع الظلم التاريخي عن إفريقيا، التي تمثل دولها ربع عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، غير أنها تحرم من أي تمثيل دائم في المجلس.
إصلاح المنظمة القارية
يتجلى دعم الجزائر للاتحاد الإفريقي كذلك، من خلال الدعوة إلى إصلاح هذه الهيئة القارية بما يقود إفريقيا إلى مكانتها الدولية، وكذا المرافعة من أجل حق أفريقيا في التنمية لتمكينها من بسط اليد على ثرواتها واستغلالها بما يخدم مصالح بلدانها وشعوبها. وقد رافعت من أجل ذلك في مختلف المنابر الدولية، على غرار مجموعة دول الثمانية ومجموعة العشرين وكذا على مستوى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ودعت جزائر الأحرار من منبر مجلس الأمن الدولي، إلى معالجة أزمة المديونية وتعزيز الدعم الدولي والتكنولوجيا للنهوض بالقارة، ودعم مبادرة جنوب إفريقيا للنمو الشامل للأمن الغذائي ودعوة العالم من أجل خدمة التنمية في إفريقيا.
كما حثت الدول الأفريقية داخل الاتحاد الإفريقي على توحيد المواقف والدفاع عن سيادة الدول الإفريقية، وليكون الاتحاد في خدمة دوله وتأكيد الوحدة لتبرز القارة على الصعيد الدولي بموقف موحد وقوي.
من أجل تكامل قاري
تركز الجزائر على مؤهلات الدول الأفريقية الاقتصادية للدفع بالتكامل القاري، من خلال مشاريع قارية وإقليمية لتحريك عجلة التنمية. وبدأت في ذلك بنفسها من خلال مد الخطوط البرية والجوية والبحرية لتصل بينها وبين باقي دول القارة، ومنها الطريق العابر وأنبوب الغاز بين نبيجيريا والجزائر مرورا بالنيجر، وكذا مد الألياف البصرية، وتعزيز التجارة مع العمق الافريقي بفتح المناطق الحرة، وفتح فروع البنوك وغيرها من الخطوات العملية لدعم تكامل القارة الذي يصبو إليه الاتحاد الافريقي.
إلى جانب ذلك، تخصيص مليار دولار أمريكي لفائدة الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، موجهة لتمويل مشاريع تنموية في الدول الإفريقية. كما تعمل بجهد على الرقي بالتنمية الإفريقية، في إطار آلية التقييم من قبل النظراء، التي صادقت عليها 46 دولة من أصل 55.
نصير الاتحاد الإفريقي
ويأتي استتباب الأمن في القارة وإسكات البنادق على رأس أولويات أجندة أفريقيا 2063، التي ساهمت الجزائر بفعالية في صياغتها، سيما من خلال إيجاد حلول سريعة لظاهرة الإرهاب عبر جهود نصير الاتحاد الإفريقي لمكافحة الإرهاب، ممثلا في شخص رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذين يرافع في مختلف المنابر الدولية، من خلال معادلة الأمن والتنمية من أجل أن تتخطى أفريقيا العقبات الأمنية، ومكافحة ظاهرة الإرهاب؛ التهديد الأكبر للقارة.
من ذلك أيضا، نقل التجربة الجزائرية في مكافحة الظاهرة، على اعتبار أنها الدولة الوحيدة في العالم التي استطاعت القضاء على الظاهرة بمفردها، وهذا يساهم في تعزيز التكامل الإقليمي في إطار الاتحاد الأفريقي لمواجهة التهديدات العابرة للحدود، وذلك بالتوازي مع ما تم ذكره من جهود تتعلق بالتنمية.
ويأتي تعهد الجزائر بدعم رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي من منطلق دورها التاريخي في تأسيس المنظمة القارية، فهي عضو مؤسس لمنظمة الوحدة الافريقية في 25 ماي 1963 وطالما رافعت من أجل تحرير القارة من الاستعمار ومازالت تفعل من أجل إنهاء آخر بؤرة استعمار في الصحراء الغربية.
كما أنها كانت وراء تحويل المنظمة إلى الاتحاد الإفريقي عند ترؤسها القمة 35 لمنظمة الوحدة الإفريقية، في جويلية 1999 على تحديث وظائف هذه المنظمة وتفعيل عملها، وهو ما تحقق في 9 سبتمبر من نفس السنة، خلال القمة الاستثنائية بسرت (ليبيا)، التي ترأستها الجزائر وإعلان ميلاد «الاتحاد الإفريقي». الذي ترسم تأسيسه في 9 جويلية 2002 بدوربان في جنوب إفريقيا، لتكون بذلك الجزائر أحد أعمدة هذا الاتحاد.
كما تعتبر الجزائر عضوا فعالا في تأسيس مبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا «نيباد» و»الآلية الافريقية للتقييم من قبل النظراء»، واستحداث «مجلس السلم والأمن الإفريقي» و»البرلمان الإفريقي».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19724

العدد 19724

السبت 15 مارس 2025
العدد 19723

العدد 19723

الخميس 13 مارس 2025
العدد 19722

العدد 19722

الأربعاء 12 مارس 2025
العدد 19721

العدد 19721

الثلاثاء 11 مارس 2025