تجسيد مسعى القيـادة العليـا في البلاد في التوجّـه نحـو العمق الإفريقـي
فتح ممرّات للتنمية بمناطق الجنوب وترقية عالم الشغـل وتعزيــز بيئـة الاستثمــار
إنجاز خط السكة الحديدية غار جبيلات ـ بشـار يعتـبر خطـا حيويـا وضروريــا
خطا الأغواط ــ تمنراست والمنيعة ــ تيميمون..خطوط للمسافرين ونقــل البضائـــع
يمثل تجسيد مشاريع السكك الحديدية بجنوب البلاد، نقلة نوعية في التغلغل نحو العمق الإفريقي ويساهم في تجسيد سياسة التوجه الاستراتيجي للبلاد الرامية لتعزيز الصادرات، كما لها آثار إيجابية مباشرة على حركة التبادل التجاري البيني وبالتالي ترقية الصادرات نحو دول الساحل، كما ستفتح مشاريع السكك الحديدية، ممرّات للتنمية بمناطق الجنوب من ترقية عالم الشغل وتعزيز بيئة الاستثمار.
أمر الرئيس خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد مساء الأحد “بالشروع فورا في تجسيد مشروع خط السكة الحديدية الرابط بين الأغواط وتمنراست، وخط المنيعة ـ تيميمون ـ أدرار، لما يشكلانه من أهمية إستراتيجية بالغة للاقتصاد الوطني وأيضا للبعد الاجتماعي في الجزائر، التي دخلت وتيرة تنموية رائدة ذات الأثر الوطني والقاري والدولي”.
وعلى ضوء ذلك، قال الخبير الاقتصادي عبد الصمد سعودي لـ “الشّعب”، إنّ تطوير مشاريع خطوط السكك الحديدية في الجزائر التي تملك مساحة شاسعة، يعتبر خطوة اقتصادية مهمة ولها تأثيرات كبيرة على البلاد من مختلف النواحي الاقتصادية، السياسية، والاجتماعية.
وأكّد، أنّ خطوط السكة الحديدية تعتبر أفضل وسيلة لنقل البضائع والسلع والمسافرين على متنها، خاصة في البلدان التي تحتوي على مساحات شاسعة على غرار الجزائر.
وأفاد في السياق، أنّ إنجاز خط السكة الحديدية (غار جبيلات ـ بشار)، يعتبر خطا حيويا وضروريا، فمدينة بشار مرتبطة بوهران، لكن غار جبيلات لا يزال معزولا لذلك يجب نقل المادة الخام”الحديد”، في اتجاه وهران، مبدئيا أين يوجد ميناء أرزيو، لتموين مصانع الصلب في البلاد والتصدير نحو الخارج، مبرزا أنّ مشروعات السكك الحديدية توفر فرص عمل للجزائريّين، حيث تعتبر ممرّات للتنمية بامتياز، وتعزّز من بيئة الإستثمار”.
أما عن خطي السكك الحديدية، الأغواط ــ تمنراست، والمنيعة ــ تيميمون، فهي خطوط يتم استحداثها للمسافرين وحتى بالنسبة لنقل البضائع، لأنّ المنيعة وتيميمون هي مناطق فلاحية تحتوي على الكثير من السلع والخضروات التي تنتج خارج مواسمها، حيث ستمكّن هذه الخطوط من فتح ممرّات الاستثمارات، وفي تيميمون سيكون هناك تعاون مع الشركاء الايطاليين خاصة فيما يتعلّق بالحبوب والحبوب الزيتية وغيرها.
وأضاف قائلا: “فالمنيعة معروفة بتوفر المياه، لذلك فإنّ المنطقة ستمكّننا من تأمين احتياجاتنا الفلاحية في الجزائر من الخضر والفواكه، فالمشكل اليوم بالنسبة للخضر والفواكه ليس مشكل وفرة، لكن تركز بعض السّلع في مناطق محدّدة، على غرار واد سوف، بسكرة، معسكر وعين الدفلى، لتبقى باقي ولايات الوطن بعيدة عن الخضروات التي تنتج بكميات كبيرة”.
وتابع يقول “ وبالتالي، فإنّ السكة الحديدية هي التي ستكون أفضل وسيلة لنقل البضائع في المستقبل، وهو توجّه عام للدولة الجزائرية، أن تنشأ خطوط للسكك الحديدية لنقل البضائع والأشخاص لزيادة ورفع الدخل الوطني، ولتوفير هذه السلع والخدمات، والأمر المهم اقتصاديا أيضا أنّ السكك الحديدية قليلة الحوادث، ولا تكلّف خسائر اقتصادية في هذا المجال، ولا يوجد ازدحام وتقلّل الضغط في الطرقات، إضافةً إلى تقليل استخدام السيارات والعربات والشاحنات الخاصة لنقل البضائع، ممّا يقلل من استخدام الوقود”.
التكامل الاقتصادي
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أنّ خطوط السكك الحديدية في الجنوب ستجسد مسعى القيادة العليا في البلاد في التوجه نحو العمق الإفريقي، فولاية تمنراست التي ستصلها خطوط السكك الحديدية من الأغواط أو من الشمال، ستمكّنها اقتصاديا من الولوج إلى دول الجوار، مالي والنيجر وتصبح تمنراست عاصمة اقتصادية جهوية”
وأبرز ذات المتحدث أنّ هذه الحركية التجارية التي ستنتعش بإنشاء خطوط السكك الحديدية في المناطق التي حرص الرئيس على تجسيدها، وستعزّز مسعى البلاد في التوجّه نحو ترقية الصادرات خارج قطاع المحروقات في الساحل”.
إضافة إلى ذلك ــ يضيف المتحدث ــ فإنّ تقدم أشغال مشروع طريق تندوف (الجزائر)-الزويرات (موريتانيا) الذي يسير بوتيرة، سيساهم في نقل السلع، وتصدريها نحو موريتانيا، ومن ثم نحو السينغال وغينيا ودول غرب إفريقيا، لذلك فإنّ هذا التوجه يحتوي الكثير من الأبعاد الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية، ضمن المشاريع الاستراتيجية التي تجسدها الجزائر اليوم، وسيعود بالإيجاب على اقتصادنا الوطني وسيساهم في تحقيق التكامل الاقتصادي الإفريقي وترقية التجارة البينية”.