تذليــل العقبـات بتوفـير منـاخ وقوانــين مهمــة واستقطــاب الاستثمارات وتوفـير منظومة رقميـة
فتحت الجزائر ورشات متعدّدة ومشاريع تنموية كبرى من أجل ترقية الاقتصاد الوطني واتخاذ مسار تحول الجزائر إلى دولة ناشئة، ويربط رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كل ذلك، بآجال زمنية محدّدة. ما يستدعي تعبئة دائمة ومستمرة للقطاعات الوزارية المعنية وإظهار القدر الكافي من الصرامة في التعامل مع المعرقلين.
أكّد خبراء اقتصاديون، في اتصال مع “الشّعب”، أنّ رهان الوقت الذي يركّز عليه السيد رئيس الجمهورية، يعتبر عاملا حاسما في مدى نجاح البرنامج المسطر، حيث أكّد الخبير، الهواري تيغرسي، أنّ الرهان في إنجاز المشاريع التي أطلقها رئيس الجمهورية مرتبط بآجال الإنجاز، وهي مرتبطة بدورها بالإصلاحات الوطنية، واستقطاب التكنولوجيا، وقدرة القطاعات الوزارية على تنفيذ المشاريع لتحسين مناخ الاستثمار.
وأضاف تيغرسي، أنّ رئيس الجمهورية يعتمد مقاربة مبنية على متابعة ومراقبة المشاريع وما يعرقلها عن طريق عقد مجالس وزراء دورية، بشكل يكاد يكون أسبوعيا، وهو رهان تعمّد عليه الحكومة لتحسين المستوى المعيشي للمواطن وتعطي حلولا لتحقيق تنمية مستدامة، لبلوغ مؤسسات ناشئة بالأهداف نفسها، خاصة وأنّ للجزائر إمكانيات وموارد طبيعية هامة جدا.
وأكّد المتحدث، أنّ الإصلاحات الهيكلية والمدمجة والتي تعطي حلولا للمنظومة الاقتصادية وقيمة مضافة وفرص عمل، سيما وأننا نركز على الأمن الاقتصادي والوطني بمختلف فروعه، إلى جانب مضاعفة الجهد، مع تذليل العقبات من خلال توفير مناخ وقوانين مهمة واستقطاب الاستثمارات وانخراط كل المؤسسات الاقتصادية وتوفير منظومة رقمية للوصول إلى اقتصاد رقمي، وتوفير الدفع الرقمي، ورشات موجودة في الحكومة والبرلمان قيد التنفيذ.
وأوضح أنّ بلوغ هذه الأهداف يكون عبر مجموعة من الحلول التي باشرتها الحكومة، ويبقى مواصلة الإصلاح والولوج إلى كل الإمكانات الوطنية، واستغلال التجربة الأجنبية والتكنولوجيا الأجنبية والمحلية، من خلال استغلال العنصر البشري المؤهل والمؤسسات الناشئة والمقاولاتية، لأنّ الانخراط في هذا الإبداع ومرافقة الفكر الإبداعي سيعطي حلولا بأقل تكلفة للحفاظ على ثرواتنا للأجيال القادمة.
التوعية لتحفيز الإنجـاز
من جهته، شدّد الخبير الاقتصادي، عبد القادر سليماني، على الرهان الزمني في إنجاز المشاريع المهيكلة التي تعول عليها السلطات العليا، والتي بفضلها ستتحول الجزائر إلى دولة ناشئة في غضون سنتين إلى ثلاث سنوات.
مشيرا إلى أنّ الهدف الاستراتيجي للدولة هو بلوغ 400 مليار دولار ناتج داخلي خام في 2027، وبالتالي تصبح من أقوى الاقتصادات إفريقيا ومتوسطيا، بفضل مجموعة المشاريع الكبرى على رأسها غار جبيلات، ومشروع السكك الحديدية والفوسفات المدمج في تبسة، ومشروع الهيدروجين الأخضر والطاقة الكهربائية “سولار” لإنتاج 15 ألف ميغاوات، تتطلّب تكنولوجيات، إلى جانب المناطق الحرة على الحدود، وتوسيع الموانئ لاستقبال سفن شحن عملاقة، ومشاريع البقوليات والحبوب والحليب، ومواصلة التعويل على الطاقة الأحفورية.
ومن أجل تحقيق هذا وفي آجاله على اعتبار أهمية الوقت لكسب الرهان، يحب أن يكون هناك تنسيق أكبر وتناغم في الجهد الحكومي، ولجان مشتركة لإزالة العراقيل البيروقراطية خصوصا مركزيا ومحليا، بتوعية الولاة والمدراء الجهويّين بضرورة إماطة كل العراقيل وتجنيد كل الإمكانات الوطنية، من أجل أن تكون الإدارة مرافقة للمشاريع.
إلى جانب ذلك، يرى سليماني، ضرورة انخراط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والكبرى وشركات الإنجاز، وبالتالي سيكون هناك تكامل وعجلة تنمية متسارعة ومتناغمة للوصول إلى الهدف الأسمى وهو تحويل الجزائر إلى دولة ناشئة قوية، ومنه بلوغ السيادة الاقتصادية بأركانها وهي الأمن المائي والغذائي، والطاقوي، وتحويل المواد الخام لقيمة مضافة، والأمن الصحي، والأمن الرقمي برقمنة الاقتصاد، والأمن الاجتماعي.
الشراكة الأجنبية
يضاف إلى ذلك، حسب سليماني، في تحقيق هذه الأهداف الاعتماد على الشريك الأجنبي لاستقطاب التكنولوجيا ونقل الخبرة. وقد دخلت الجزائر في شراكات مع الصين وقطر وتركيا وإيطاليا، في مشاريع متنوعة وبالتالي هذا يسمح بتنويع مصادر الدخل والمزيج الاقتصادي.
وختم بالقول أنّ عامل الوقت مهم جدا للوصول إلى تنافسية أكبر عن طريق فتح أسواق جديدة، وبناء نسيج اقتصادي متكامل ومتجانس مبني على الشركات المصغّرة والناشئة والكبرى، وبالتالي يكون لدينا قطاع خاص قوي وعمومي مرافق، وكذا الشراكة الأجنبية، وبالتالي الوصول إلى اقتصاد سيادي.