لا يمكن إلا أن تكون في صف قضيتنا وقضية الإنسانية جمعاء.. وزير الخارجية:

الجزائر صاحبة المواقف الثابتة لن تتوانى عن تقديم الدعم الكامل لفلسطين

علي عويش

لتكن رسالتنا واضحة وهادفة وكلمتنا واحدة وموحدة.. ولنكن بنيانا مرصوصا حول أشقائنا الفلسطينيـين

ثلاثة أخطار كبيرة تهدّد وجود الفلسطينيين وحقوقهم وتاريخهم 

نقف ضد مخطّطات تهجير الفلسطينيين قسراً وفصل غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية 

حالة تيه وتوهان ونزعة أحادية يعيشها العالم نتيجـة تراجع النظام الدولي وتآكل مؤسساتـه

في سياق القمة العربية غير العادية، التي عُقدت بالقاهرة، ألقى وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، كلمةً عكست مدى التزام الجزائر الراسخ والمبدئي بالقضية الفلسطينية، موضحاً موقفها الثابت في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكداً على أهمية التكاتف العربي لمواجهة التحدّيات الراهنة.

جاء خطاب رئيس الديبلوماسية الجزائرية، ليسلّط الضوء على حجم المخاطر التي تواجه الشعب الفلسطيني في ظل محاولات تصفيته وتدمير مشروعه الوطني، والتهديدات التي تتعرّض لها الأراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال الصهيوني.
وعبر عطاف، عن الموقف الثابت والراسخ للجزائر في دعم القضية الفلسطينية. وتُعتبر هذه الكلمة دعوة قوية للعالم العربي من أجل التكاتف والوقوف صفّا واحداً مع الشعب الفلسطيني في مواجهة التحدّيات التي تعصف بمستقبله.
الجزائر بقيادتها الحكيمة وبدبلوماسيتها المتّزنة، تؤكّد، مرة أخرى، على ضرورة احترام السيادة الفلسطينية وتثبيت حقوق الفلسطينيين في كافة المحافل الدولية، مع تعزيز التضامن العربي والعمل المشترك في سبيل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
 استهل أحمد عطاف كلمته بالإشارة الى حالة «التيه والتوهان» التي يعيشها العالم اليوم، نتيجة تراجع النظام الدولي وتآكل مؤسساته، «والنزعة الأحادية والاستخفاف بالقانون الدولي وكذا فرض منطق القوة»، ما جعل العالم يتجاهل مبادئ القانون الدولي ويعتمد على منطق القوة لفرض الحلول.
 ولم يُفوّت عطاف الفرصة للتوضيح، أن الشعب الفلسطيني الذي يواجه أشدّ التحدّيات وأكثرها قسوة، لايزال مصمماً على فرض مشروعه الوطني، رغم كل المآسي التي تتوالى عليه. موضحا، أن التهديدات التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني اليوم، هي «الأخطر على الإطلاق، حيث أجملها في ثلاثة أخطار كبيرة تهدّد وجود الفلسطينيين وحقوقهم وتاريخهم».
وقال عطاف، «إن الشعب الفلسطيني في غزة يواجه خطر التبديد بعد محاولات الإبادة، والتصدير بعد مصادرة أرضه، وخطر إجهاض مشروعه الوطني من خلال تجريده من حامليه»، مضيفا: «وفي جملة معبرة واحدة، الخطر اليوم هو خطر إخراج شعب من التاريخ، وهو الشعب الفلسطيني ومنع دولة من دخول الفضاء الجيوسياسي، وهي الدولة الفلسطينية».
واستعرض الوزير موقف الجزائر، الذي لا يمكن إلا أن يكون في صف الأشقاء الفلسطينيين، وأن الجزائر، صاحبة المواقف الثابتة، لن تتوانى عن تقديم الدعم الكامل لهم على مختلف الأصعدة. ولفت إلى أن الجزائر تقف ضد مخطّطات تهجير الفلسطينيين قسرا من أراضيهم، كما تُعارض محاولات فصل غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية، وتُدين بشدّة المناورات التي تهدف إلى ضم الضفة الغربية وانتزاعها من حضنها الفلسطيني.
وشدّد عطّاف على ضرورة أن تظل القضية الفلسطينية في قلب أولويات العالم العربي، وأن تبقى ثابتة في جدول أعمال المجتمع الدولي، قائلا: «إن الجزائر لا تكتفي بتوجيه الرفض لهذا الواقع المأساوي، بل تؤكّد أيضاً على ضرورة احترام استقلالية القرار الفلسطيني»، مجدداً التأكيد على أهمية «تمكين الفلسطينيين من المشاركة الفعّالة في تحديد مصيرهم، وأن الترتيبات التي تجري بعد العدوان على غزة يجب أن ترتكز في الأساس على تثبيت حقوق الفلسطينيين، وأن لا تكون خطوة نحو تهميشهم أو تقزيم دورهم».
ودعا البلدان العربية إلى الالتفاف حول «الأشقاء الفلسطينيين، فهم بحاجة إلى دعمنا في تثبيت وقف إطلاق النار، وبحاجة إلى دعمنا لإطلاق جهود إعادة الإعمار، وبحاجة إلى دعمنا لإذكاء شعلة الحل الدائم والعادل والنهائي، عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة وعاصمتها القدس الشريف».
واختتم عطاف كلمته، بالدعوة إلى ضرورة توحيد الصف العربي في مواجهة التحدّيات المتزايدة، موضحا أن الدعم العربي للفلسطينيين يجب أن يكون شاملاً، بدءًا من تثبيت وقف إطلاق النار، وصولاً إلى إعادة الإعمار وتعزيز الجهود لتحقيق حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية. كما شدّد على أن الجزائر ستكون دائماً فاعلة في هذا المجال، مؤكداً على دورها في مجلس الأمن الدولي وفي السعي لتثبيت الحقوق الفلسطينية على الساحة الدولية.
وأبرز الوزير أهمية الوحدة العربية في هذه المرحلة، مشددا على أن تكون الرسالة العربية واحدة، وأن يكون الصف العربي متماسكاً وقوياً في دعم القضية الفلسطينية التي هي قضية الفلسطينيين «وقضية الإنسانية جمعاء»، قائلاً: «فلتكن رسالتنا واضحة وهادفة، ولتكن كلمتنا واحدة وموحدة، وليكن صفّنا بنياناً مرصوصاً حول أشقائنا الفلسطينيين، وحول قضيتهم وقضيتنا وقضية الإنسانية جمعاء».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19716

العدد 19716

الأربعاء 05 مارس 2025
العدد  19715

العدد 19715

الثلاثاء 04 مارس 2025
العدد 19714

العدد 19714

الإثنين 03 مارس 2025
العدد 19713

العدد 19713

الأحد 02 مارس 2025