أسفيران: صدّرنـا أزيــد مــن 6 ملايــــين طــــــــــــنّ من الإسمنت في 2024
ينتظر أن يتعزّز إنتاج الجزائر من الإسمنت، مع دخول مصنعي عين الإبل بالجلفة وأولف بأدرار، وذلك تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، القاضية بالإسراع في إعادة تشغيلهما بأسرع وقت ممكن، ما يمنح كمية إضافية أولية من الإنتاج تقدر بـ 3 ملايين طنّ.
تمكّنت الجزائر في ظرف وجيز من تحقيق اكتفائها الذاتي من الإسمنت، والتوجّه إلى التصدير، مستحوذة على حصص سوقية معتبرة بكل من إفريقيا، وأمريكا اللاتينية وأوروبا الوسطى. ولم يتوقف طموح الجزائر عند هذا المستوى، حيث تحرص اليوم من خلال مجمّع «جيكا للإسمنت»، بعد أن تمكّنت من تلبية حاجيات السوق المحلية، وتصدير 6 ملايين طنّ من الإسمنت، إلى مواكبة التغيّرات البيئية وترشيد الطاقة من خلال مشروع لإنتاج الإسمنت الأخضر الصديق للبيئة.
وسيتعزّز إنتاج المجمّع من هذه المادة الحيوية، مع تشغيل مصنعي عين الإبل بولاية الجلفة وأولف بأدرار، واللذان تم استرجاعهما من عائدات الفساد المصادرة في إطار الأحكام القضائية، وسيسمحان بضخّ ما قيمته 6 ملايين طنّ، بطاقة إجمالية و3 ملايين بطاقة جزائية (1.5 مليون طن لكل مصنع). وتتّجه الجزائر، لتكون عملاق إفريقيا، في إنتاج الإسمنت، حيث ستعزّز صادراتها من هذه المادة باتجاه الدول الإفريقية عبر المعابر البرية مع دول الجوار.
وفي السياق، أوضح مدير الشراكة والتسويق، بالمجمّع العمومي «جيكا للإسمنت»، عز الدين أسفيران، في تصريح لـ «الشعب»، أنّ المجمع الذي يعود تاريخ إنشائه إلى سنة 2009، تمكّن من تحقيق أرقام يمكن وصفها اليوم بالقياسية كونها تسجّل لأول مرة في مسار المجمّع، والارتقاء بالجزائر إلى مصاف الدول المصدرة لمادة الإسمنت، بعد أن كانت أهم مستورد لهذه الأخيرة، حيث بلغ حجم صادراته -بعدما ساهم بشكل كبير في تلبية حاجيات السوق الوطنية- 6.40 مليون طنّ سنة 2023، بقيمة إجمالية تقدر بـ 24 مليار دج. مقابل 6 ملايين طنّ مسجّلة سنة 2024، وهو ما يمثل 18 مليار دج. في حين لم تتجاوز 1.4 مليون طنّ خلال سنة 2020.
حصّة سوقية معتبرة
وأشار أسفيران أنّ هذه الحصيلة قد تم تحقيقها، بفضل جهود ما يزيد عن 12 ألف عامل موزّعين عبر 22 فرعا تابعا لمجمّع «جيكا»، وكذا من خلال إستراتيجية المجمّع القائمة على الاستثمار في الكفاءات الوطنية والتوجه نحو الأسواق الخارجية، تنفيذا للتعليمات الصارمة لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، التي تهدف إلى تحرير الاقتصاد الوطني من التبعية للمحروقات وخلق موارد جديدة للعملة الصعبة، حيث يولي المجمع - يقول المتحدث - أهمية بالغة للعنصر البشري، من خلال تنظيم دورات تكوينية في جميع المهن والتخصّصات المرتبطة بمجال صناعة الإسمنت، بالإضافة إلى توفير بيئة عمل آمنة وصحية، لإنتاج الإسمنت والحصى والخرسانة الجاهزة للاستعمال والمواد الحمراء والرخام.
وبخصوص الخارطة السوقية للمجمع، قال أسفيران، إنّ مجمّع «جيكا» تمكّن من ولوج الأسواق الإفريقية، على غرار موريتانيا، ساحل العاج، السنغال، غانا والكاميرون، كمحطة أولى للإسمنت الجزائري، لتتوسع فيما بعد حافظة زبائن المجمّع إلى أمريكا اللاتينية، بكل من البيرو والبرازيل وجزر الكارييب وهايتي، وكولومبيا، كما تمكّن المجمّع من الاستحواذ على حصة سوقية بالقارة الأوربية بكل من من إيطاليا، اسبانيا، بولندا، بريطانيا، ما يجعل من «جيكا’ مؤسسة ناجحة في مجال التصدير، ومساهما فعّالا في تحرير الاقتصاد الوطني من التبعية.
تنوّع وجودة..
وبالنسبة لمختلف المنتجات التي ينتجها المجمّع، أوضح محدثنا أنّ المجمّع من خلال شركات الإسمنت التابعة له، ينتج 05 أنواع من الإسمنت المطابقة للمعايير الوطنية والعالمية، وهي»جيكا بنيان» الذي يستخدم في أعمال التشطيب وأشغال البناء الصغيرة، و»جيكا بيطون» الذي يستعمل في أشغال الخرسانة الجاهزة والمسلحة، والملاط الموجه لكبريات الأشغال الخاصة بالهياكل القاعدية والبنى التحتية، إلى جانب «جيكا مضاد»، وهو نوع من الإسمنت المقاوم للكبريت، يستعمل في تنفيذ أشغال البناء في الأوساط عالية الملوحة والرطوبة، مثل المنشآت المينائية والمناطق الصحراوية، و»جيكا بتروليوم»الموجه لإنجاز وتدعيم الآبار النفطية.
في هذا الصدد، أفاد أسفيران أنّ المجمّع عقد شرع في إنتاج الإسمنت البترولي «جيكا بتروليوم»، عبر فرعه شركة الإسمنت لعين الكبيرة، بعد أن تحصل سنة 2019 على شهادة المطابقة لدى المعهد الأمريكي للبترول، علما أنّ هذه المادة كان يتم استيرادها مقابل مبالغ معتبرة بالعملة الصعبة. كما تحصلت ذات الشركة الفرعية، إلى جانب مؤسسة الإسمنت ومشتقاته للشلف وشركة الإسمنت لحجار السود بسكيكدة خلال سنوات 2022 و2023 و2025، على شهادات المطابقة للمقاييس الأوروبية CE، لتمكينها من ولوج السوق الأوروبية وتسويق منتجاتها من الإسمنت.
وفيما يتعلّق بمجال التركيب الصناعي، أشاد المتحدث بجهود شركة الصيانة للشرق، التي نجحت مؤخّرا في تصنيع آلة شحن البواخر، في سابقة هي الأولى من نوعها في الجزائر، وتتمثل وظيفة هذه الآلة، التي تبلغ نسبة إدماجها الوطني 95%، في تعبئة وشحن البواخر خلال وقت قصير، ممّا يمكّن من رفع وتيرة استغلال أرصفة الموانئ خلال عمليات الشحن والتفريغ. في نفس الوقت تقوم حاليا ذات الشركة بإنجاز 05 مستودعات جوارية لتخزين الحبوب في كل من ولايات سكيكدة، بسكرة، المسيلة، وميلة، وذلك بنسبة إدماج وطنية تبلغ 100%.
إستراتيجية هيكلية بمعايير دولية...
منتجات متنوعة ومنحنى تصاعدي للنتائج المحصلة تقف وراءه، حسب المتحدّث، سواعد جزائرية موزّعة على 22 شركة فرعية منها 14 مصنعا للإسمنت موزعة عبر التراب الوطني، بطاقة إجمالية تبلغ أكثر من 20 مليون طنّ سنويا، تمكّن المجمّع من خلالها تحقيق نسبة 50 بالمائة من السوق الوطنية، كما يضم المجمّع شركات متخصّصة في تقديم منتجات وخدمات أخرى، على غرار شركة الحصى للجزائر «SGA» بالبليدة. الشركة الصناعية لمواد البناء الجزائرية «SIMCA» بالجزائر العاصمة، وشركة توزيع مواد البناء «صوديسماك» الجزائر، إضافة إلى شركتان للتركيب والصيانة الصناعية، شركة الصيانة الصناعية والأفران بالبليدة، شركة الصيانة للشرق بقسنطينة، وشركة متخصّصة في المرافقة التقنية، ممثلة في مركز الدراسات والخدمات التكنولوجية لصناعة مواد البناء ببومرداس، وشركة متخصّصة في التكوين وتطوير الكفاءات ممثلة في مركز التكوين في الهندسيات والاستشارة بالجزائر وشركة للحراسة والأمن.
وعلى ذكر الحراسة والأمن، وفيما يتعلّق بتدابير الصحة والسلامة والبيئة، خاصة وأنّ طبيعة وظروف نشاط المجمّع، تتطلب إجراءات وقائية صارمة حفاظا على صحة وسلامة العمال من جهة وعلى نظافة البيئة من جهة أخرى. في هذا الصدد، أشار المتحدث إلى أنّ كل المصانع التابعة لمجمع «جيكا» مجهزة بأحدث التقنيات المتمثلة في مصافي تنقية الغبار،إضافة إلى ذلك اتخذ المجمّع بعدة تدابير كمعالجة المياه المستعملة، حملات التشجير، حرق النفايات في أفران المصانع، وإعادة تهيئة المحاجر، كما يسعى المجمّع أيضا إلى خفض تكاليف الإنتاج، وترشيد الطاقة وإنتاج إسمنت أخضر صديق للبيئة.
