توظّف الكاتبة حياة بن بادة قلمها في خدمة الإنسانية، وزرعت في كلّ شبر من قلبها قضية. فهي تحتفظ بحساسيتها وتكتبها في أوراق.
في هذا الحوار تكشف تفاصيل عن مسارها الأدبي.
^ الشعب: من تكون حياة بن بادة؟
^^ الكاتبة حياة بن بادة: كاتبة شابة، مواليد عام 1990، من مدينة غرداية. متحصّلة على شهادة الليسانس والماستر في الترجمة من جامعة الجزائر، وشهادة الماستر في علم النفس الصحّي من جامعة الجزائر. مارست التدريس في الجامعة لسبع سنوات، درّست الإنجليزية ومقاييسها في أقسام عديدة في كلّ من جامعة غرداية وجامعة الجزائر 3. كما مارست الترجمة والعلاج النفسي، ثمّ عملت مترجمة في ديوان وزير الشؤون الدينية والأوقاف، ويستقرّ بي المشوار حاليًا في وزارة المالية. أكتب باللّغتين العربية والإنجليزية.
-كم عدد الأعمال الأدبية التي يحملها رصيدك؟
صدر لي منذ سنة 2019، كتاب أدبي بعنوان “غبار من روح” عن دار فواصل للنشر والإعلام، ثمّ كتاب نفسي “سنعيدها سيرتها الأولى” سنة 2021 عن دار خيال، وأخيرًا رواية “ما سلككم في سفر” سنة 2024 عن منشورات المثقف العربي. لديّ بعض القصائد الشعرية باللغة الإنجليزية، سبق نشر بعضها في وكالة الأنباء الأمريكية.
- أيّ هذه الأعمال الأقرب إليك؟
«غبار من روح” هو الأقرب إلى روحي، لما يحمله في طيّاته من معانٍ وتضامن مع الإنسان. خضت فيه تجربة عميقة مع الكتابة وكان القلم في أوج عطائه. هو كذلك يجمع فلسفتي بين سطور نصوصه، واكتشفت من خلاله موهبتي في النثر، وأحببت هذا النوع من الكتابة جدًا.
-ماذا عن عملك الذي شاركتِ به في الطبعة المنصرمة من الصالون الدولي للكتاب في الجزائر، المعنون “ما سلككم في سفر”؟ ولماذا اخترت هذا العنوان؟
«ما سلككم في سفر” رواية اجتماعية من أدب المذكرات. تناولت شتى القضايا الاجتماعية والإنسانية. تدور أحداثها بين لندن ومدينة غرداية، حيث حاولت التعريف بخصائص هذه المنطقة وأهلها وثقافتها. كما عرّجت على حلب في بعض الأحداث.
الرواية متنوّعة بتنوّع أحداثها وشخصياتها. الفصول تتوزّع بين السرد من قبل الراوي وأحيانًا البطلة، ممّا يجعلها مختلفة في أسلوبها. تبدأ الرواية في الزمن الحاضر سنة 2019، ثم تتنقل بين الماضي والحاضر. العنوان مستوحى من الآية القرآنية “ما سلككم في سقر”، ويعبّر عن فكرة السفر وأسبابه. الرواية تحتوي على مقاطع شعرية باللغة الإنجليزية، ممّا يجعلها موجّهة لقارئ يتقن اللغتين العربية والإنجليزية.
- هل الرواية سيرة ذاتية؟
قد يعتقد البعض ذلك، نظرًا لتناولها لمنطقتي وثقافتها. لكنّ الرواية ليست سيرة ذاتية. البطلة تحمل بعض أفكاري وخيالي وفلسفتي، لكنّها شخصية مستقلّة تمامًا.
- من هي الشخصية الأدبية التي أثرت فيكِ وترينها قدوة؟
لم أتخذ قدوة محدّدة، لأنّ الكتابة تجربة شخصية. لكنّني تأثرت بأسلوب نزار قباني في التعبير العاطفي، وأُعجبت بفكر وأدب جبران خليل جبران. قرأت معظم أعماله وكتابات المنفلوطي قبل العشرين من عمري.
- كيف ترين واقع الكتابة الأدبية في الجزائر؟
الكتابة في الجزائر تحمل محاسنها، لكنّها تحتاج إلى إعادة نظر وهيكلة. بعض الأعمال تعاني من ضعف اللغة والأسلوب وغياب النقد البنّاء. النقد الهادف مهمّ لتحسين مستوى الأدب، ونحن بحاجة إلى الإبداع لإثراء الساحة الأدبية مثل السابقين.
- كلمة أخيرة للكتّاب الصاعدين؟
تعلّموا وتريّثوا ولا تتباهوا بالكثرة، فالأدب لا يعترف إلا بالجودة. للنقّاد: لا تغيبوا حتى لا تُغيّبوا. لصنّاع الثقافة: ادعموا المميّزين لأنّهم سيمثلون الوطن على الساحة الدولية.