توظيف 1725 أستـاذ مسـاعـد وتعميـق الإصلاحات

الجـزائر تكسب رهان تأسيس جامعــة الجـيل الرابـع

سارة بوسنة

عرفت الجامعة الجزائرية في سنة 2024 إصلاحات جوهرية وعميقة، مست الجانب البيداغوجي والخدماتي والبحثي، إذ انتقلت الأخيرة من جامعة تخرج الكفاءات إلى رافد من روافد التميز الاقتصادي.

واصلت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بداية من سنة 2024، مساعيها الرامية للوصول إلى نظام نوعي للتعليم العالي والبحث العلمي، من خلال اتخاذ جملة من الإجراءات، من بينها تطوير شبكة المدارس الوطنية العليا وتنويع مسارات التكوين للرفع من مستوى الأداء، إذ تعمل مصالح كمال بداري على تقريب الجامعة من محيطها الاقتصادي والاجتماعي وتكوين متخرجين قادرين على خلق فرص عمل والمساهمة الفعالة في تحقيق التنمية على المستويين المحلي والوطني، من خلال تضافر الجهود لكسب الرهانات ومواصلة الارتقاء بالجامعة الجزائرية الى أعلى المستويات.

تعميم الرقمنة

 سجل قطاع التعليم العالي في الجزائر تطورًا ملحوظًا وحركية متسارعة، تعكس الإصلاحات التي تبناها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون منذ توليه السلطة، وعملت الوزارة على تجسيد هذه الإصلاحات على أرض الواقع، حيث برزت معالمها من خلال رقمنة جميع مراحل التسجيلات الجامعية للسنة الثانية على التوالي، وإنشاء 54 منصة رقمية تغطي الجوانب البيداغوجية والخدمية والبحثية. بالإضافة إلى ذلك، تم تعزيز ارتباط الجامعة بمحيطها الاقتصادي والاجتماعي، مع التركيز على ترسيخ روح المقاولاتية والإبداع والابتكار في صفوف الطلبة. بعد تحقيق نجاح في مجال الرقمنة، قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال هذا الموسم، رفع مستوى التحدي بشكل أكبر، بالسعي للتحول من النموذج التقليدي للجامعة إلى نموذج جامعة الجيل الرابع 4.0. وفي هذا الإطار، تم اختيار 23 مؤسسة تعليمية عليا كنماذج أولية للشروع في هذا المشروع.
وتتفرد جامعة الجيل الرابع عن النموذج التقليدي، بتركيزها على التعلم النشط، واعتمادها على التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، بالإضافة إلى تعزيز روح المبادرة والريادة، والعمل على بناء شراكات متينة مع القطاع الخاص والمجتمع.
تدعمت الجامعة الجزائرية في سنة 2024، بحسب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بـ1725 أستاذ مساعد وهو ما سمح بخفض المعدل الوطني للتأطير البيداغوجي.

الجامعات الجزائرية تدخل التصنيف الدولي

في إنجاز غير مسبوق، تم تصنيف 21 جامعة جزائرية ضمن قائمة الجامعات العالمية لتصنيف «تايمز» (Times Higher Education) لعام 2024، مما يُبرز التطور الملحوظ في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر.
وجاءت في المرتبة الثانية جامعة عنابة، معززة مكانتها كواحدة من أبرز المؤسسات التعليمية في شرق الجزائر. وفقًا لتصنيف «تايمز للتعليم العالي» الخاص بالجامعات الناشئة لعام 2024 وحازت جامعة سطيف على المرتبة الثالثة، ما يؤكد تطور أدائها الأكاديمي والبحثي.
كما يُظهر تصنيف الجامعات الجزائرية لسنة 2024، تطورًا ملحوظًا في مستوى التعليم العالي والبحث العلمي في البلاد، حيث شمل التصنيف جامعات بارزة مثل البليدة-1، الشلف، بومرداس، قالمة، ورقلة، تيزي وزو، مستغانم، المسيلة، تلمسان، باتنة-2، بجاية، بسكرة، جيجل، الأغواط، ومعسكر.
كما تضمن التصنيف أيضًا، مؤسسات عريقة مثل جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف بوهران وجامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين بالعاصمة، مما يعكس الجهود المبذولة لتعزيز البنية التحتية الأكاديمية وتحسين جودة البحث العلمي، ودعم الابتكار لتنافس الجامعات الجزائرية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

الحافظة الإلكترونية

في سنة 2024، تدعم قطاع الخدمات الجامعية، في شقه الخاص بالإطعام، بالحافظة الإلكترونية والتي تتيح للطلبة التعبئة الرقمية لرصيدهم الخاص بثمن خدمة الإطعام وتفادي طابور شراء التذكرة الورقية، حيث يستفيد الطالب الجامعي من خدمة الإطعام بمجرد تمرير بطاقته الذكية عبر الجهاز المخصص لذلك والمتواجد بمدخل المطاعم المركزية ومطاعم الإقامات الجامعية.
وتساهم هذه العملية في مواصلة جهود عصرنة القطاع وتطبيق مبادئ الحوكمة، وذلك في إطار تحسين الحياة الطلابية وتعزيز جودة خدمات الإطعام، بالإضافة إلى ترشيد النفقات وضمان التحكم الكامل في سير العملية بشكل دقيق ومضبوط. وشهدت الجامعة الجزائرية، في شهر نوفمبر الماضي، وتحديدا جامعة سعيدة، إنجاز أول نظام تشغيل حاسوبي جزائري 100% «توزيعة لينكس» باستعمال الأنظمة الحرة والمفتوحة.
ويعتبر المشروع خطوة جديدة ومهمة تساهم في تعزيز مكانة الجامعة الجزائرية في إطار الجزائر الجديدة، من خلال تبني نظام تشغيل الحواسب الجزائرية المبني على برمجيات مفتوحة المصدر. كما سيساهم هذا النظام في تطوير الأنظمة المعلوماتية في البلاد وتحسين أدائها، بالإضافة إلى تعزيز مستوى الأمان السيبراني لها.
ويعد استحداث نظام «توزيعة لينكس» الجزائري، خطوة هامة تجمع بين سهولة الاستخدام والأمان، مما سيسهم بشكل كبير في تحسين أداء أنظمة التشغيل لحواسيبنا، لاسيما في تعزيز حماية وتأمين نظم المعلومات. كما يتيح هذا النظام فرصة لإرساء اقتصاد تكنولوجي مفتوح في الجزائر، مما يساهم في دفع عجلة الابتكار والتطور في المجال الرقمي.
استجابت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بصفة فورية، للمطالب المرفوعة من طرف أصحاب المآزر البيضاء وهذا للعودة إلى مقاعد الدراسة وتفادي شبح السنة البيضاء، بحيث فتح وزير التعليم العالي والبحث العلمي شخصيا، نقاشا مثمرا مع ممثلي طلبة العلوم الطبية، بالتنسيق مع الوزارات الأخرى، بحيث وعد الأخير بحل جميع المشاكل والتكفل بمطالبهم.
 ومن المنتظر أن يعود طلبة الطب للدراسة في 5 جانفي 2025 واستئناف الأنشطة البيداغوجية عبر الكليات لمواصلة البرنامج السنوي لهاته الفئة، حيث نادت الكثير من النقابات، على غرار الاتحادية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، بالإضافة إلى الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين والمنظمة الوطنية للطلبة الأحرار، طلبة الطب للعودة إلى مقاعد الدراسة لإنقاذ الموسم الجامعي 2024/ 2025 وتفادي أي تعطيل للسير العام للدراسة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19871

العدد 19871

الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
العدد 19870

العدد 19870

الإثنين 08 سبتمبر 2025
العدد 19869

العدد 19869

الأحد 07 سبتمبر 2025
19868

19868

السبت 06 سبتمبر 2025