الجزائر قطعت أشواطا كبيرة في المجال.. خبراء عرب:

مشروع الرئيس تبون لإنجاز مليوني مسكن.. رائد عربيا

زهراء. ب

لا بديل عن إنشاء مدن قادرة على الصمود أمام الكوارث

ناقش خبراء ومختصون عرب في مجال الإسكان، في اليوم الثاني من أشغال مؤتمر الإسكان العربي الثامن، المنعقد بالجزائر في الفترة الممتدة من 17 إلى 19 ديسمبر 2024، آليات إنشاء مدن مستدامة آمنة قادرة على الصمود لا تتأثر بالمخاطر الطبيعية أو التكنولوجية، تستخدم فيها مواد صديقة للبيئة، تستجيب لاحتياجات المواطن العربي، وتحقق رفاهيته وتحسن من جودة الحياة.

قال بلحاج عيسى عمر المدير العام للمركز العربي الوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى، في تصريح لـ «الشعب»، على هامش انعقاد المؤتمر بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، إن المشاركين في ورشة السكن اللائق والآمن ميسور التكلفة، ناقشوا كل ما يتعلق بالمدن والبنايات الآمنة وحمايتها من الكوارث الطبيعية أو غير طبيعية، أي من صنع الإنسان، أو بعض الكوارث الناجمة عن النزاعات والحروب.
وأشار بلحاج، إلى أن المقترحات المرفوعة صبت في ضرورة اعتماد الوقاية من المخاطر قبل حدوث الكوارث الطبيعية، موضحا أن الوقاية من الزلازل أصبحت تستعمل فيها اليوم كل التقنيات، مستشهدا بما حققته الجزائر في هذا المجال، حيث قال «إنها قطعت أشواطا كبيرة في هذا المجال منذ 1980 إلى يومنا هذا، حيث راجعت مؤخرا الكود الوطني لمقاومة الزلازل في الجزائر».
أما على مستوى الدول العربية، فتوجد لجنة تسمى الكودات العربية المشتركة على مستوى جامعة الدول العربية، وآلية التنسيق العربي للحد من مخاطر الكوارث. وهاتان الآليتان تعملان بالتنسيق مع بعض، على أمل أن تصل إلى وضع كودات تطبق في الدول العربية للوقاية من هذه الكوارث، سواء الزلازل أو الفيضانات أو الرياح العاتية وغيرها..
أما بخصوص النزاعات، فذكر المتحدث أنه على مستوى الجامعة العربية، يوجد بنود تنص على أن الإسكان وإعادة الإعمار تكون في إطار العمل العربي المشترك، سواء بفلسطين أو الصومال أو سوريا أو اليمن أو غيرها من الدول.
بدوره، أكد فوزي بودقة أستاذ جامعي عضو اللجنة العلمية للمؤتمر الثامن للإسكان العربي، أن استدامة العمران في المنطقة العربية، تقتضي الأخذ بعين الاعتبار احتياجات السكان والمجتمع الراهنة والمستقبلية؛ بمعنى التوفيق بين احتياجات اليوم واحتياجات الغد، لأن ما يهم المواطن العربي اليوم، أن يكون لديه سكن آمن وميسور التكلفة، لذلك نسعى اليوم أن تكون لدينا مدن مستدامة آمنة قادرة على الصمود، لا تتأثر بالمخاطر الطبيعية أو التكنولوجية.
وعن أهم المقترحات التي رفعها الخبراء العرب، خلال مناقشاتهم بالورشات، كشف المتحدث عن تقديم 8 بحوث في ورشة جلسة المدن المستدامة وجودة الحياة، أوصت بتعميم استخدام الذكاء أو ما يسمى «سمارت فيل» وإنشاء مدن ذكية تستعمل بعض التقنيات المتطورة، مثلا في كيفية تسيير النقل الحضري، في معرفة تطورات المناخ والاستباقية في حدوث المخاطر ومحاولة التخلي عنها.
ومن بين القضايا الهامة التي طرحها ممثلو الدول العربية على طاولة مؤتمر الإسكان العربي الثامن، إزالة المباني العشوائية، قضايا تتعلق بالنقل، وتسيير المدن، عن طريق مقاربة تشاركية تجمع الدولة، القطاع الخاص والمجتمع المدني.
وفي تقييمه لتجربة الجزائر في مجال الإسكان، وصف بودقة تجربة الجزائر في هذا المجال بـ «الرائدة»، خاصة تطبيق وتنفيذ مسعى الرئيس تبون إنجاز مليوني وحدة سكنية، معتبرا هذا «تحديا كبيرا جدا»، وقال «هناك جهد واضح وملموس في هذا الميدان، وفي ميدان المدن المستدامة بإنشاء مدن وأقطاب حضرية جديدة».
من جهته المهندس معتز الشوارب من الأردن، عضو مجلس نقابة المهندسين الأردنيين، سلط الضوء على أهمية معالجة مخالفات البناء دون رخصة، باشتراط قبلي لشهادة المطابقة التي هي مسؤولية مشتركة بين المكتب الهندسي المصمم وصاحب البيت، ونقابة المهندسين المعماريين، ثم تذهب الى الجهة الإدارية المسؤولة.
من جهته، المختص في الهندسة المعمارية مزيان وسام عبد الرحمان وسام أستاذ بجامعة قسنطينة-3، تحدث عن ضرورة تقييم التجارب والأعمال الميدانية والاستفادة من الكفاءات المختلفة بالدول العربية، لأنه مهما كانت هناك فوارق تنموية في الموارد الأولية والإمكانات، لكن يوجد قاسم مشترك يختلف عن التجارب الغربية، لذلك يجب الاستفادة من التجارب المشتركة للعرب لتحقيق نقلة وقفزة نوعية لبناء عمران يلائم ويتماشى مع الاحتياجات والمتطلبات العربية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19651

العدد 19651

الأربعاء 18 ديسمبر 2024
العدد 19650

العدد 19650

الثلاثاء 17 ديسمبر 2024
العدد 19649

العدد 19649

الأحد 15 ديسمبر 2024
العدد 19648

العدد 19648

السبت 14 ديسمبر 2024