في أول زيارة رسمية خارج الوطن بعد انتخابه لعهدة ثانية

الرئيس تبون.. رسائل وحدة عربية وتعاون إقليمي

فايزة بلعريبي

 الجزائر – مصر... تفعيل آليات التشاور الثنائي حول القضايا الإقليمية والدولية

الأمــن القومـي العربـي والأمـن الطاقوي... ملفـات مطروحة على طاولة النقـاش

5 ملايـير دولار قيمة التبـادل التجاري بين البلدين... طمــوح سيتحقـق قريبـا

أجمع متتبعون لزيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون،إ جمهورية مصر العربية الشقيقة، في أول زيارة عمل رسمية له خارج الوطن، بعد انتخابه لعهدة ثانية، أن هذه الأخيرة سيكون لها أثرها على الوحدة والتنسيق الإقليمي الإفريقي فيما يتعلق بالملف العربي- عربي، والتعاون الاقتصادي بعد لقاء عملاقين إفريقيين، ما يجعل تقارب الرؤى بينهما انتصارا للقضايا المطروحة إقليميا، على رأسها الأمن القومي الإقليمي والرهان الطاقوي والأمن الغذائي، الرفع من المبادلات التجارية من 800 مليون دولار حاليا إلى 5 ملايير دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة.

أوضح الخبير الاقتصادي فارس هباش، في اتصال مع “الشعب”، أن زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى جمهورية مصر العربية، تندرج ضمن مسعى الجزائر إلى تعزيز التعاون والتنسيق مع شركائها الاستراتيجيين، على المستوى الإقليمي، ومحاولة الجزائر -باعتبارها قد تقلدت دوما دورا محوريا في الملف العربي- العربي والملفات العربية- الإفريقية- حلحلة القضايا المطروحة إقليميا على رأسها العدوان الصهيوني على غزة وحرب الإبادة التي يتعرض لها الأشقاء بفلسطين المحتلة، إضافة إلى الحرب بلبنان والأوضاع بالسودان والملف الليبي.
وفي شق آخر، خاصة ما تعلق بالجانب الاقتصادي، يرى فارس هباش أن هذه الزيارة وإن كانت تفتح مجال النقاش حول عديد القضايا والرهانات المطروحة جيو-استراتيجيا بالمنطقة، إلا أن التعاون الاقتصادي والتجاري والشراكات الاستثمارية، سيحظى بنصيبه من النقاش، خلال زيارة العمل والأخوة هذه، في إطار الاستراتيجية الوطنية التي تنتهجها الدولة الجزائرية من أجل تنويع مصادر الدخل ومصادر الثروة خارج المحروقات وفتح آفاق وسبل الشراكات النوعية مع الدول الإفريقية، خاصة ما تعلق بالاندماج الاقتصادي والتكامل الاقتصادي والاستثمارات الأجنبية وتطوير مستوى التبادل التجاري بين البلدين في ظل الإمكانات الكبيرة والروابط التاريخية التي تجمعهما.

ميزات اقتصادية مشتركة

يقول فارس هباش، يمكن التنبؤ بطبيعة الملفات الاقتصادية المطروحة على طاولة النقاش حول التعاون الجزائري- المصري بخصوص ملفات السياحة، التجارة، الطاقة والطاقات المتجددة، بالنظر إلى المزايا التنافسية التي يتميز بها اقتصاد البلدين. ففيما يتعلق بملف الطاقة، أوضح المتحدث أن الجزائر، باعتبارها أكبر منتج ومورد للطاقة إفريقيا، فيمكن أن يسمح ذلك بتقارب جزائري- مصري حول ملف الطاقة وإمكانية تصديرها إلى مصر التي تضاعفت احتياجاتها من الطاقة، بالنظر الى التطور الصناعي الذي تمكنت من تحقيقه خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وإمكانية الاستفادة من الخبرة الجزائرية في مجال استكشاف، استخراج وإنتاج ونقل وتوزيع الغاز من المنبع الى المصب، عبر العملاق الطاقوي الجزائري “سوناطراك” التي تحتل المرتبة الثانية عشرة ضمن كبرى الشركات الطاقوية العالمية، ما يعزز التعاون بين البلدين في مجال الطاقة.
أما بالنسبة لمجال الطاقات المتجددة، تابع فارس هباش، فقد وضعت كل من الجزائر ومصر خططا طموحة لتطوير مشاريع الطاقات المتجددة، من خلال تبادل الخبرات فيما بينهما، خاصة وأن الجزائر تهدف الى تحقيق 27% من احتياجاتها من الطاقة من المصادر المتجددة بحلول سنة 2030، فيما تطمح مصر إلى الوصول الى 48% من احتياجاتها الطاقوية عبر الطاقات المتجددة خلال نفس الحيز الزمني.

سوق ثنائية

من جهة أخرى، وفيما يتعلق بمجال الصناعة، تحديدا مجال الإنتاج الصيدلاني، أوضح هباش أن الجزائر تمتلك قاعدة صناعية صيدلانية هي في توسع مستمر، في حين تمتلك مصر قاعدة صناعية دوائية متطورة، لبعث شراكات ثنائية قابلة للتوسع واكتساح السوق الإفريقية.
كما يمتلك البلدان إمكانات معتبرة للصناعة الغذائية، يمكن استعمالها كأرضية لبعث تبادل تجاري بينهما، حيث أشار المتحدث في هذا الصدد إلى ان مصر تعد من أكبر الأسواق العربية من حيث تعدادها السكاني، حيث يمكن أن تصدر لها الجزائر التمور وبعض المنتجات الغذائية، مقابل استيرادها الحمضيات من الشقيقة مصر.
وبما أن الجزائر أصبحت اليوم من أكبر منتجي الإسمنت والحديد ومواد البناء، استطرد ذات المتحدث، ستجد في السوق المصري زبونا مثاليا لمنتجاتها من الحديد الذي يكثر عليه الطلب من طرف المتعامل الاقتصادي المصري.

الأمن الغذائي.. رؤية مشتركة

ودائما في مجال التبادلات التجارية التي بلغت، بحسب ما أدلى به الخبير الاقتصادي، 800 مليون دولار، وفقا للإحصائيات الأخيرة على منصة وزارة التجارة وترقية الصادرات لسنة 2023؛ رقم يعتبر في تزايد مقارنة مع السنوات الماضية ومرشح للارتفاع الى 5 ملايير دولار خلال الثلاث سنوات المقبلة، في ظل التنسيق التجاري بين البلدين وتفعيل منطقة التجارة العربية الحرة، مع بعث في نفس الوقت المبادلات التجارية في مجال الصناعات الثقيلة وقطع الغيار والصناعات التحويلية.
 كما تطرق هباش إلى الصناعة، الزراعة والثورة التي تعرفها الجزائر في هذين المجالين، بعد توجهها إلى الزراعات الإستراتيجية بالجنوب الكبير وتشجيع الشراكات في هذا المجال، حيث يمكن للجزائر تعزيز إنتاجها الزراعي بالجنوب، والاستفادة من الخبرة المصرية في مجال إدارة الموارد المائية الجوفية. وكانت الجزائر ومصر قد أبرمتا مذكرتا تفاهم في مجال الزراعات الاستراتيجية على رأسها الحبوب.
ويمكن لكل من الجزائر ومصر تعزيز التعاون فيما بينهما فيما يتعلق بمجال الإسكان والعمران، خاصة وأن الجزائر تعتزم بناء مليوني سكن في إطار التزام رئيس الجمهورية الذي سيتجسد قبل نهاية العهدة الثانية، وهنا يمكن للبلدين تبادل الخبرات في مجال البنى التحتية وإنجاز المدن الكبرى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19607

العدد 19607

الإثنين 28 أكتوير 2024
العدد 19606

العدد 19606

الأحد 27 أكتوير 2024
العدد 19605

العدد 19605

السبت 26 أكتوير 2024
العدد 19604

العدد 19604

الخميس 24 أكتوير 2024