الرئيس تبون:
تعزيز التشاور والتنسيق لاسيما في القضايا التي تمس الأمن والاستقرار بالمنطقة
علاقاتنا على أحسن ما يرام.. بنيت على أسس قوية تعود إلى نضالنا المشترك
تاريخ طويل من التضامن العربي والتنسيق بين البلدين
نرحب بالاستثمارات المصرية في مختلف القطاعات خاصة في قطاع البناء
مهتمون بالاستفادة من الخبرة المصرية في إنشاء المدن الجديدة والبنية التحتية
مليار دولار حجم التبادل التجاري مما يعكس اهتماما متزايدا بتعزيز التعاون الاقتصادي
الشعب الفلسطيني يواجه الإبادة ويرفض التهجير القسري
كل الدعم للمبادرة المصرية الرامية إلى إدخال المساعــــــدات الإنسانية لغزة
بلادنا تعمل بمجلس الأمن للبحث عن حلول ووقف إطلاق النار بفلسطين
الحلّ في ليبيا يجب أن يكون ليبيًّا ليبيًّا عبر انتخابات حرة ونزيهة
ندعم الصلح بين الأطراف السودانيـــة ونتجنب الانحياز لطرف على حســــــاب آخر
الرئيس السيسي:
اللجنة العليا المشتركة التاسعة ستنعقد قريبا بالقاهرة لضبط مواضيع تعاون أكبر
فرص التعاون كبيرة وهو ما شكل محور اللقاء بين أعضاء وفدي البلدين
نوفمبر مناسبة عظيمة ولطالما كان الشعب الجزائري ونضاله من أجل التحرر محل إعجاب وتقدير واحترام الشعب المصري
معاملة كريمة تحظى بها الشركات المصرية بالجزائر سواء في الاستثمار أو غيره
أهمية استعادة الاستقرار بالمنطقة بعيدا عن التدخل أو محاولة التآمر أو إذكاء الفتن
نقف ضد أي محاولة للتهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة إلى خارجها
بلدانا لا يتدخلان في الشؤون الداخلية للدول ويعملان على تهدئة الأوضاع
وحدة واستقرار ليبيا من الثوابت.. وندعم الطرح الجـــــزائــــــري
أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، رفقة نظيره المصري السيد عبد الفتاح السيسي، على جودة العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات. وجددا التوافق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وبالأخص الوضع في غزة ولبنان، كما شددا على تغليب الحلول السلمية في الأزمات الداخلية للدول العربية بعيدا عن التدخلات الخارجية.
أدلى الرئيس تبون، أمس، رفقة الرئيس السيسي، بتصريح صحفي مشترك بالعاصمة القاهرة، عقب محادثات جمعتهما، تطرقا فيها إلى العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية في المنطقة، أين أكدا توافقا تاما حول آفاق الحلول والتسوية لجل الأزمات.
الثورة الجزائرية ومساندة الشقيقة مصر
بدأ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، زيارة عمل وأخوة إلى جمهورية مصر العربية، ليتوجه بعدها إلى سلطنه عمان، في إطار زيارة دولة.
الرئيس تبون، شكر نظيره المصري على تهانيه للشعب الجزائري، بمناسبة الذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية، وقال: «إننا لا نستطيع ذكر الثورة الجزائرية دون ذكر المساندة التي وجدناها آنذاك من قبل الشقيقة مصر، التي كانت يومها حاملة الشعلة القومية الوطنية العربية، ودولة مساعدة لكل الشعوب التي سعت للانعتاق من الاستعمار».
وعن أسباب الزيارة، أوضح رئيس الجمهورية أنه جاء إلى مصر «في زيارة أخوية ودية وتنسيقية تشاورية مع أخي الرئيس السيسي، لنعمق التشاور في عدة نقاط تهم الأمة العربية والمنطقة والعلاقات الثنائية»، ليؤكد على جودة العلاقات الثنائية بين البلدين، قائلا «إنها على أحسن ما يرام، يميزها التفاهم التام والرغبة في العمل مع بعض في كل المجالات، بما فيها استثمارات جديدة».
وكشف أن مصر تمثل أكبر مصدر للجزائر في المنطقة العربية، «حيث نستورد منها ما قيمته 1 مليار دولار ونطمح لما هو أكثر»، ليعبر عن ارتياحه لواقع الاستثمارات المصرية في الجزائر، والتي سيجري العمل على توسيعها بما فيها التي تتعلق بقطاع الطاقة. وأكد أن السوق الجزائرية مفتوحة أمام الشركات المصرية، إذ أعطى الإشارة الخضراء لوزير السكن «للتعاون مع الأشقاء المصريين بكل ما يتعلق بالهندسة المعمارية والبناء وبناء المدن الجديدة».
وأفاد الرئيس تبون بانعقاد اللجنة العليا المشتركة الجزائرية المصرية، مطلع سنة 2025، والتي ستعنى بدراسة الانطلاق في خماسي لعلاقات واستثمار وتبادل في كل المستويات.
وشدد رئيس الجمهورية على أن العلاقات الجزائرية المصرية «وطيدة وأخوية بنيت على أسس قوية جدا في نضالنا المشترك منذ أكثر من 70 سنة، حيث شاركنا مع بعض في الدفاع عن مقومات الأمة العربية».
توافق تام..
على صعيد الوضع الإقليمي، تطرّق الرئيس تبون إلى العدوان الصهيوني على قطاع غزة، واعتدائه على الأراضي اللبنانية، حيث أكد التوافق مع نظيره المصري على ضرورة التوصل إلى وقف العدوان والإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية.
وقال رئيس الجمهورية، «إننا نتألم لما يجري في غزة، ولبنان.. نتألم جراء الإبادة اليومية في غزة والمجاعة التي تسبب فيها المستعمر الصهيوني، حيث هناك ندرة في المياه والأدوية والأكل، وما يجري إبادة كاملة الأركان».
وحيّا الرئيس الشعب الفلسطيني على صموده وتحمله «ما لا يتحمله إلا القليل من البشر من أجل البقاء في أرضه، ورفض التهجير مرة أخرى»، مؤكدا وجود مساعٍ لإنقاذ الموقف من خلال مبادرة الرئيس المصري للتوصل إلى هدنة تسمح بإدخال كل ما يحتاجه الغزاويون.
في المقابل، أوضح رئيس الجمهورية بأن الجزائر ترفض دخول طرف آخر لتسيير الأراضي الفلسطينية من غير الفلسطينيين، بمساعدة الشقيقة مصر أو الجزائر، وذلك في فترة ما بعد العدوان الصهيوني الحالي.
وأكد في السياق، أن الجزائر تعمل كل ما بوسعها في مجلس الأمن، من أجل التوصل إلى حل أو على الأقل إيقاف الإبادة، مشددا على أن الموقف الجزائري الذي لن يتغير هو أن الحل الجذري لن يتحقق إلا «بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف».
وبخصوص الوضع في ليبيا، أكد رئيس الجمهورية، توافقه مع الرئيس السيسي على أن الحل لن يكون إلا ليبيا- ليبيا والحل الجذري في الانتخابات التي تعطي الشرعية لمن هو قادر على تسيير ليبيا.
وتأسف الرئيس تبون على الاقتتال الداخلي الجاري في السودان، معتبرا الأمور صعبة «بين الأشقاء لا تصح دينيا ولا أخلاقيا»، مبرزا أن الجزائر ومصر، لا تتدخلا أبدا بين الأشقاء إلا من أجل الصلح، وترفضان إسناد طرف على حساب آخر، درءاً للفتنة، مفيدا بأنهما على دراية تامة بكل المخططات التي تحاك ضد المنطقة، ليضيف قائلا: «ونتمنى أن تجري الرياح بما لا تشتهي سفنهم».
الوصول إلى آفاق أرحب
الرئيسان عبد المجيد تبون وعبد الفتاح السيسي، اتفقا على استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين في جميع القضايا التي تهم الأمة العربية أو العلاقات الثنائية، ودعمها لتصل إلى آفاق أرحب.
وفي السياق، أكد الرئيس المصري متانة العلاقات بين البلدين، مهنئا الرئيس تبون والشعب الجزائري بمناسبة «الذكرى العظيمة المتمثلة في الذكرى السبعين للثورة التحريرية الجزائرية، والتي كانت محل إعجاب وتقدير واحترام لتضحيات الشعب الجزائري ونضاله، أين قدم أكثر من مليون شهيد».
كما هنأ الرئيس السيسي، رئيس الجمهورية، بمناسبة إعادة انتخابه لعهدة رئاسية ثانية في سبتمبر الماضي، مشيدا في الوقت ذاته باستمرار نسق التعاون الثنائي، من خلال اللجنة المشتركة التي تنعقد قريبا بالقاهرة «بما يترجم التفاهم والتوافق مع الجزائر والمعبر عنه منذ أول لقاء جمعه بالرئيس تبون».
وسجل الرئيس السيسي باحترام كبير «المعاملة الكريمة التي تحظى بها الشركات المصرية، في الجزائر، سواء في الاستثمار أو التي تقوم بمشروعات.
وبخصوص الأوضاع في المنطقة، أبرز الرئيس المصري أن هناك «مخاطر شديدة موجودة مع الحرب في غزة ولبنان ثم ليبيا والسودان»، لافتا إلى وجود توافق تام مع الجانب الجزائري على أهمية استعادة الاستقرار في المنطقة، بعيدا عن التدخل أو محاولة التآمر أو محاولة إذكاء الفتن بين الدول.
وبخصوص الوضع في غزة، قال الرئيس السيسي إن هناك «إجماعا عربيا على أهمية إيقاف إطلاق النار وإدخال المساعدات»، مشيرا إلى أن «حجم المعاناة ضخم جدا في قطاع غزة المحاصر».
وكشف السيسي عن مبادرة طرحتها بلاده قبل أيام قليلة «قامت على تحريك الموقف ووقف إطلاق النار لمدة يومين ويتم تبادل 4 أسرى صهاينة مع بعض الأسرى الفلسطينيين، ثم خلال 10 أيام يتم استكمال الإجراءات والتوصل إلى إيقاف كامل لإطلاق النار». وأكد أن بلاده ضد أي محاولة للتهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة إلى خارجها، لأن الأمر ليس في صالح القضية الفلسطينية. وأفاد الرئيس المصري بوجود توافق مع الجزائر، على أهمية منع امتداد الصراع الموجود في لبنان وانحساره والوصول إلى حالة من الاستقرار للأوضاع المضطربة جدا في منطقتنا «حتى لا يتعرض الإقليم إلى حرب أوسع وتنزلق إلى وضع أخطر».
وبشأن الأوضاع في السودان، أكد الرئيس السيسي، على أهمية وقف إطلاق النار والوصول إلى حكومة تؤدي الانتخابات واستعادة الاستقرار، مضيفا بأنه يتفق مع الرئيس تبون في أن البلدين «لا يتدخلان في الشؤون الداخلية للدول ويعملان على تهدئة الأوضاع».
ونفس الموقف في ليبيا، حيث دعم الرئيس المصري الطرح الجزائري من خلال دعم مسار يؤدي إلى تنظيم الانتخابات، والوصول إلى قيادة شرعية تكون محل دعم، مفيدا بأن «وحدة واستقرار ليبيا يعد من الثوابت».