استعرض، أمس، المجاهد وعضو في المجلس الوطني للمجاهدين بوعلام شريفي، ظروف تأسيس مجموعة الـ٢٢ التي حضرت لثورة الفاتح نوفمبر ١٩٥٤، قائلا «أن هذا الاجتماع الذي نظم بمنزل الياس دريش بالمدنية هو البداية للتحضير الفعلي للثورة بكل جوانبها العسكرية، السياسية، الثقافية والاجتماعية، وهي نهاية لنشاط كل الأحزاب الوطنية والجمعيات وإنضواء الشعب الجزائري تحت لواء جبهة التحرير الوطني، كما أن الاجتماع الذي ضم نخبة من المناضلين المؤمنين بالعمل المسلح لتحرير الجزائر، هو خاتمة للصراعات والتأويلات السياسية».
وأضاف المجاهد أن قيمة الثورة تكمن في إنسياق الشعب تحت قيادة واحدة وليس كأحزاب أو أفراد، مشيرا لدى تدخله بالندوة التاريخية التي نظمتها جمعية المنبر الثقافي بمقر جريدة «الشعب» أن ظروف الثورة لم تسمح لقادة الثورة بالاتصال بكل المناضلين المتواجدين عبر التراب الوطني، بحكم أن البعض منهم اعتقل والآخر اختفى وهذا الأساس حددت القائمة بـ٢٢ عضوا، كما أن اختيار منزل المناضل دريش الياس كان بحكم موقعه الاستيراتيجي .
وقال ـ أيضا ـ أن دريش الياس هو من أعضاء المنظمة الخاصة، ومن الرفقاء المقربين للشهيد ديدوش مراد، وقدم كل ما لديه لخدمة الثورة هذه الحقيقة يغفلها الكثيرون.
وفي هذا السياق، أبرز عضو المجلس الوطني للمجاهدين الخلاف الذي كان بين المصاليين وأعضاء اللجنة المركزية حول طريقة العمل المسلح، ورغبة مصالي في تزعمه. مما دفع كل من محمد بوضياف، ديدوش مراد، مصطفى بن بولعيد والعربي بن مهيدي للانفصال عنهم والتحضير للعمل العسكري أي اللغة التي يفهمها الاستعمار.
مضيفا بأن لجنة الستة المنبثقة عن هيئة الأركان التي شكلها المرحوم بوضياف هي التي تكفلت بصياغة بيان أول نوفمبر، وتقسيم الجزائر الى خمسة مناطق ومنطقة الصحراء أجلت فيما بعد، وتم توزيع الأعضاء الستة على هذه المناطق، وفي هذه النقطة، قال بوعلام شريفي أن بيان الفاتح نوفمبر يحمل أبعادا كثيرة عن حاضر ومستقبل الجزائر، كلما قرأناه. مؤكدا أن الثورة التي ترسخت في البلديات، والدوائر ما بين ١٩٥٥ و١٩٥٦ لم تندلع من العدم، واعتمدت على رجالها.
وبالمقابل، لم ينف المحاضر بأن مصالي الحاج هو أب الوطنية وكون العديد من المناضلين، لكن عندما تكون المسألة قضية الشعب لا يمكن التفريط فيها من أجل الشخص، وأنه عندما يكون القادة متشبعون بالوعي الوطني فهم يعرفون ما يصلح للشعب وينجحون في تحقيق هدفهم. مشيرا الى أنه للأسف الزعامات ما تزال موجودة في الوطن العربي.
وبالموازاة مع ذلك، أوضح بوعلام شريفي أن هناك فرق بين مفهوم الثورة التي تعني مقاومة الشعب للوجود الاستعماري وثقافته المغرضة وكل شئ سلبي يريد به محو الهوية الوطنية، وهي باقية ببقاء الجزائر في حين مفهوم الحرب الذي أطلقه الاستعمار الفرنسي لتقزيم كفاح الشعب يكون بإعلان العدو عن هزيمته والتي تعني نهاية الحرب. مضيفا بأن هذا الخطأ يقع فيه الكثير من الجزائريين خاصة المثقفين.
المجاهد بوعلام شريفي يرفع اللبس
عدم الخلط بين مفهومي الثورة والحرب
سهام بوعموشة
شوهد:328 مرة