تـطـبيق “مصروفي”.. المعـرفـة في خدمة الــتـسوّق

علوني: خطابات رئيس الجمهورية شجّعتني على اقتحام حقل الرقمنة

في خطوة غير مسبوقة تعيد تعريف مفهوم التسوّق بالجزائر، أطلق الشاب الجلفاوي علوني محمد عبد الصمد تطبيق “مصروفي”، الذي يعدّ ثورة في عالم الشراء الرقمي. هذا الابتكار لا يقتصر على تسهيل التسوّق عبر الهاتف فحسب، بل يتيح استخدام نظام الدفع الآجل أو “الكريدي” دون الحاجة لدفع فوري، ممّا يقضي على المشاكل التي يواجهها كثيرون في التعامل النقدي.

تطبيق “مصروفي”، يدخل العالم الرقمي إلى قلب الجلفة، حيث يغيّر طريقة تعامل المواطنين مع التسوّق ويجعل حياتهم أسهل بفضل خدماته المتكاملة والمرنة. ومع الدعم القويّ من السلطات المحلية، على رأسهم والي ولاية الجلفة، يبدو أنّ هذا التطبيق سيحدث نقلة نوعية في السوق لم يسبق لها مثيل في الجزائر.

الدفع الآجل والتوصيل الفوري..

تحدّث الشاب محمد عبد الصمد علوني، البالغ من العمر 34 سنة، خريج هندسة معمارية، مع جريدة “الشعب” عن مشروعه الرائد “مصروفي” الذي يمثل نقلة نوعية في عالم التسوّق الرقمي بالجلفة، قال: “كانت الفكرة وليدة الحاجة، حيث كنت أعاني من آلام في الظهر، وتساءلت لماذا لا يوجد تطبيق يجلب المصروف للبيت”، من هنا جاءت فكرة تطبيق “مصروفي” كحلّ مبتكر لتسهيل عملية التسوّق.
 بعد عامين من البحث والتطوير، وبالتعاون مع خبراء محليين ودوليين، تمكّن علوني من إطلاق تطبيق “مصروفي” الذي يهدف إلى تبسيط حياة المواطنين من خلال تقديم تجربة تسوّق رقمية جديدة، من خلال نظام حديث يسهّل الشراء بالدفع الآجل، يعزّز ثقافة الدفع الإلكتروني ويقلّل الاعتماد على النقد.
يقول مؤسّس تطبيق “مصروفي”: لاحظت أنّ معظم الناس يعتمدون على الديون لتأمين احتياجاتهم اليومية، ممّا جعل فكرة تطبيق يعتمد على الدفع الفوري غير مجدية في البداية. لذلك قررت أن أركّز على تطبيق يتيح نظام الدفع الآجل (الكريدي)، وعندما بحثت على الأنترنت، اكتشفت أنّ مثل هذا التطبيق غير موجود في أيّ مكان بالعالم”..
ويضيف: “ولأنّ السوق هنا غير مهيكلة، والتجار يعتمدون بالكامل على الدفع النقدي ولا يستخدمون الوسائل الإلكترونية. كانت الحاجة واضحة إلى إعادة هيكلة السوق بما يتماشى مع مفهوم الرقمنة، وهو ما دفعني للتحرك، خصوصا بعد أن أعطتني خطابات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبّون حول الرقمنة دفعة قويّة لدخول هذا المجال”.
ويعمل تطبيق “مصروفي” على توفير تجربة تسوّق إلكترونية متكاملة، حيث يمكّن المستخدمين من طلب مجموعة متنوعة من المنتجات، بدءا من المواد الغذائية والأكلات الجاهزة إلى أدوات التجميل والأواني والألبسة، ويتم توصيلها مباشرة إلى باب المنزل. ويؤكّد علوني أنّ التطبيق يضمن حماية تامة لخصوصية المستخدمين، حيث لا يطّلع حتى عمال التوصيل على أيّ تفاصيل شخصية للزبائن.

تسوّق بأسلوب جديد وتسهيلات متنوّعة

ويشير علوني إلى أنّ “تطبيق مصروفي” يوفر تجربة تسوّق متكاملة من خلال ثلاث خدمات رئيسية وهي: “الشراء المباشر، التوصيل إلى المنزل، والدفع الآجل. هذا النظام يتيح للزبائن شراء كلّ ما يحتاجونه بدون الحاجة إلى الدفع الفوري، حيث يتم خصم المستحقات لاحقا من الراتب، دون إضافة أيّ زيادات على الأسعار أو فرض رسوم إضافية في حال تأخر الراتب. كما أنّ خدمة التوصيل تكون بتكلفة رمزية، وتتوفر من الساعة 8 صباحا إلى غاية الـ11 ليلا”.
وذكر علوني أنّ تطبيق “مصروفي” يسعى إلى توسيع نطاقه ليشمل المحلات التجارية الإلكترونية، ممّا يتيح لأيّ شخص يمتلك محلا أن يبيع عبر هذا التطبيق، وذلك بهدف إنشاء فضاء تجاري رقمي متكامل، يوفر للتجار إمكانية الوصول إلى شريحة أوسع من الزبائن، ويضمن لهم الراحة والمرونة في عملية الشراء، وأوضح أنّ “هناك من التجار من يعتمدون على برنامج “TPE”، والذي يتطلّب جهازا خاصا ويشكّل جهدا إضافيا للحصول عليه وتشغيله، ولكن “ مصروفي “ يكون الدفع أكثر سهولة باستخدام البطاقة الذهبية أو الاستفادة من نظام الدفع الآجل، حيث يتم اقتطاع المبلغ مباشرة من الراتب وتحويله إلكترونيا إلى حساب الشركة”.
 ووفقا لعلوني، فإنّ الخدمة تهدف إلى “رفع الحرج عن المواطن الذي قد يحتاج للاقتراض من أصحاب المحلات، ممّا يمنحه خصوصية وكرامة في تسديد مصروفه”، على حدّ قوله.

شعبية ونجاح واسع..

يؤكّد علوني أنّ المشروع قد تم تمويله بالكامل من ماله الخاص، كما ساهم في تحفيز الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. حتى الآن، وفر المشروع 10 وظائف مباشرة و40 وظيفة غير مباشرة، منها فرص عمل لنساء حرفيات يقمن بإعداد وجبات الطعام عبر التطبيق، وكلّ ذلك كان في إطار توجيهات رئيس الجمهورية بشأن الرقمنة ودعم الشباب والمشاريع الناشئة.
منذ إطلاقه قبل ستة أشهر، لاقى تطبيق “مصروفي” إقبالا واسعا من جميع فئات المجتمع، حيث أثبت جدارته كحلّ مبتكر ومريح لتلبية احتياجات التسوّق اليومية. ويسعى مؤسّس التطبيق، الشاب علوني محمد عبد الصمد، لتوسيع المشروع ليشمل العاصمة والولايات الأخرى، لتلبية الطلب المتزايد وتقديم خدمات أوسع.
ونال “مصروفي” إشادات متعدّدة من المستخدمين. حيث أبدى الأستاذ ج. حسين، موظف في قطاع التربية إعجابه قائلا: “لقد أعفانا هذا التطبيق من القلق، خصوصا في الأوقات التي تكون فيها الجيوب فارغة، مزية “الكريدي” جعلتنا نتجنّب الإحراج عند الاستدانة، وأتمنى أن يعرف المزيد من الناس عن هذه الخدمة”.
أما ح. رضا، موظف في الصندوق الوطني للتقاعد، فقد أشار إلى سهولة الاستخدام، قائلا: “الخدمة توفر لي الوقت والجهد، حيث يمكنني الآن التسوّق من المنزل دون الحاجة للخروج”. ومن جهته ش. طيب، فنّان، فقد اعتبر أنّ نظام الكريدي الذي يوفره “مصروفي” هو ميزة غير متاحة في أيّ مكان آخر، وقد علق زبون ٱخر قائلا “التطبيق وفر علينا كثيرا من الجهد، ونحن مستعدون لدعمه لضمان استمراريته حتى في أصعب الظروف”.

دعم السلطات المحلية

أعرب الشاب علوني محمد عبد الصمد عن شكره العميق للسلطات المحلية، وعلى رأسها والي ولاية الجلفة الذي “قدّم دعما لامشروطا لمشروعي، فقد قام الوالي بتدشين مقر الشركة، وشارك في الاجتماع مع الهيئة التنفيذية، حيث تم الترحيب بالمشروع كخطوة هامة في إطار الرقمنة ودعم المشاريع الشبابية” وأضاف:« كما قام الوالي بزيارة ثانية مع رئيس المجلس الأعلى للشباب، حيث قدّم المشروع لعدد من الوزراء، مع التركيز على الرقمنة ودور المشروع في دعم الشباب”.