فضاء للترفيه ومقصد للكثيرين في موسم الحرّ

حـديقـة الـصـديـقية.. عنوان لـيالي صيف وهران

حبيبة غريب

«هنا وهران “لافتة مضاءة بأنوار ساطعة تزيد من رونق الجسر الرابط بين ضفتي البحيرة الاصطناعية التي تتوسط الحديقة وتقدم هي بدورها لوحات مائية وضوئية تسرّ الناظرين و تلهم هواة “السالفي” والصور والفيديوهات التذكارية…المكان حديقة الصديقية بقلب المدينة، والزمان ليلة من ليالي صيف الباهية وهران.

 تجمع حديقة الصديقية في تصميم ديكورها بين العراقة والأصالة والحداثة والتكنولوجيات الحديثة، فسيفساء، جداريات فنية، مؤثرات ضوئية ومائية، بحيرة اصطناعية ومساحات خضراء مترامية الأطراف، مسجد، ومحلات تجارية للأكل السريع والمقاهي وفضاءات الترفيه للأطفال، موزّعة هنا وهناك.
 كلّ هذا جعل منها ومنذ دخولها حيز الخدمة شهر جوان الماضي وتدشينها رسميا في الـ 5 جويلية بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب، مقصدا لساكنة وضيوف وهران كلّ يوم من الأسبوع وعلى مدار الـ 24 ساعة طلبا للنزهة والراحة والترفيه، هروبا من حرارة ورطوبة فصل الصيف.
شيّدت الحديقة الجديدة بحي الصديقية شرق وهران على مساحة 12 هكتار، خلفا لموقع باطيمات الطاليان” وما يميزها انفتاحها على عدّة أحياء من وهران شرق حي العقيد لطفي، و«حي الصديقية”، و«الزيتون”، وشارع الأليفة إضافة إلى قربها من عديد خطوط النقل.
وتقدّم لزوارها الكثير من فضاءات الترفيه على غرار ملاعب لكرة القدم والتنس والكرة الحديدية، إلى جانب الشاشة العملاقة التي تم وضعها لمتابعة الألعاب الأولمبية على المباشر.
ولاقت المبادرة استحسان الكثير من رواد المكان الذي أضحى البعض منهم مزارا يأتون إليه يوميا، وهو الحال بالنسبة لإبراهيم أب شاب لطفلين الذي صرح لـ “الشعب” أصبح هذا المكان قبلة وزيارته روتينا يوميا فبعد رجوعي إلى المنزل أصطحب أبنائي للعب وأستريح وأنا أراقبهم من ضغوطات العمل”.
 وتقصد رميساء مراهقة في العام 17 من عمرها المكان مع عائلتها عدّة ليال في الأسبوع، فهي تجد فيه كما تقول ضالتها لاقتناء أجمل الصور والفيديوهات، كونها تريد أن تصبح يوما مصورة فوتوغرافية محترفة”.
يأتي عمي “محمد” 70سنة من أجل الشاشة العملاقة لأنّها كما صرح “تعطيه ذلك الانطباع أنه متواجد حقا هناك في الملعب، كما نستمتع كثيرا بالأجواء التي يصنعها الشباب المتتبعين للمباريات والمشجّعين للألوان الوطنية، هذا يضفي الكثير من الشغف والمرح والحياة على المكان”.

رواق للفن التشكيلي مـفتوح على الـفضاء الـطلق

من بين الإنجازات الجميلة بحديقة الصديقية جدارية تتربّع على مساحة أكثر من 1000 متر مربع تفنن بعض المبدعين والفنانين التشكيليين في في إنجازها، وعكسوا عليها صورة طبق الأصل لجبل المرجاجو العديد وفضاء الأفق الجميل الذي أصبح هو الآخر من بين المقاصد البيئية والسياحية المميزة بعد عمليات التهيئة التي طرأت عليه.
وتعلو الجدارية على طول 12 طابقا البناية المحاذية لحديقة الصديقية وتزيدها الإضاءة المصمّمة بأحدث التقنيات ليلا جمالا.
ولم يقتصر إبداع الفنانين التشكيليين على جدارية “ الأفق الجميل” بل أطلقوا العنان بألوانها ومواهبهم فرسموها على جداريات المآرب التي تحدُ أحد جوانب الحديقة وعلى المحلات التجارية وحتى الأرضيات.
 وفي الجهة المقابلة، يقف مسجد “النعمان بن البشير” شامخا بقبّته ومنارته تزيد فيه الحركة أوقات الصلاة ويدخل رفع الآذان فيه فضاء الترفيه كلّه في صمت خاشع عميق، المجسد هو الناجي الوحيد من عملية إزالة عمارات “حي الطاليان”.
وقد استفاد من عملية ترميم وتهيئة وتجميل واسعة، جعلت منه تحفة معمارية من الطراز الرفيع خاصة مع استعمال الهندسة المعمارية الأصيلة.

”السلفي والمؤثرات المائية خلفي”

تعجّ الحركة ليلا بحديقة الصديقة والمتجوّل فيها يلاحظ اكتظاظا كبيرا فوق الجسر وعلى ضفاف البحيرة الاصطناعية، فكثيرة هي العائلات التي تفترش العشب من أجل الراحة وتناول وجبة العشاء والاستمتاع باللوحات الفنية الجميلة التي تشكّلها المياه والأنوار في وصلات زمنية متعاقبة.
 وبين الجسر الحديدي ولافتة “هنا وهران” يجد صيادو السالفي والصور التذكارية الجميلة والمؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي ضالتهم، ومادة دسمة لمحتوى يتباهون به على صفحاتهم ومواقعهم الالكترونية.
وما يميّز هذا الفضاء البيئي الجميل توفر الأمن وأيضا هو حرص القائمين عليه على نظافة المكان، من خلال تجنيد العمال في دوريات متعاقبة يجولون كلّ أركان الحديقة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024