قلدته جامعة اسطنبول الدكتوراه الفخرية، الرئيس تبون:

كل المجـالات مفتوحــــة أمــام المستثمــرين الأتراك

 استضافة المزيد من الطلاب الجزائريين في الجامعات التركية

غادر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، مساء أمس الثلاثاء، تركيا عائدا إلى أرض الوطن، بعد زيارة دولة دامت ثلاثة أيام، تلبية لدعوة من أخيه رجب طيب أردوغان، رئيس جمهورية تركيا الشقيقة.

كان في توديع الرئيس تبون والوفد الوزاري المرافق له، بمطار اسطنبول الدولي، نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي، ومسؤولون سامون في الجمهورية التركية.
وأشرف رئيس الجمهورية، أمس، باسطنبول، على افتتاح أشغال منتدى الأعمال الجزائري التركي، بعد أن تم تكريمه من طرف جامعة اسطنبول التي قلدته شهادة الدكتوراه الفخرية.
دعا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس، باسطنبول رجال الأعمال الأتراك الى الاستثمار في الجزائر في عدة مجالات، مؤكدا ان كل المجالات مفتوحة في اطار اقتصاد متكامل لفائدة البلدين.
وفي كلمة ألقاها خلال أشغال منتدى الأعمال والاستثمار الجزائري التركي، الذي عقد باسطنبول في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها الى تركيا بدعوة من نظيره التركي رجب طيب أردوغان، اكد الرئيس تبون ان الجزائر تتوفر على كل الإمكانات المالية والطبيعية والبشرية أمام المستثمرين الاتراك من اجل رفع حجم الاستثمارات.
في هذا السياق، ذكر الرئيس تبون أنه يعمل حاليا مع أخيه السيد أردوغان على «دعم المستثمرين الجزائريين والاتراك في اطار استثمار مربح للجميع وفي عدة قطاعات، على غرار النسيج وصناعة الحديد والفلاحة».
ولفت الى ان الباب «مفتوح للجميع»، مبرزا ان ابرام 16 اتفاقية تعاون، الأثنين، بين البلدين تعتبر «إضافة وركيزة صلبة للتعامل بين البلدين».
واكد الرئيس تبون، ان البلدين وصلا في مجال العلاقات الدبلوماسية والسياسية الى مستوى الأشقاء، داعيا المستثمرين الاتراك والجزائريين الى تعزيز العلاقات الاقتصادية والمالية.
وكشف رئيس الجمهورية أن مشروع قانون الاستثمار الجديد «على وشك» المصادقة عليه على مستوى مجلس الوزراء، قائلا إن هذا النص القانوني «سيكون في خدمة المستثمرين وسيفتح الآفاق ويوفر الحماية لهم».
وفي هذا الشأن، قال الرئيس تبون إن «الجزائر الجديدة ترتكز على تكريس المعاملات النزيهة والتنافس بين المستثمرين».
ولدى تطرقه للوضعية المالية للبلاد، أبرز الرئيس تبون مزايا الاقتصاد الوطني الذي حقق فائضا في الميزان التجاري، مع تقليص فاتورة الاستيراد من 60 مليار دولار إلى 32 مليار دولار بفضل تدعيم الإنتاج الوطني والسياسة الاقتصادية الجديدة.
وذكر رئيس الجمهورية بتحسن احتياطات الصرف الاجنبي بما يسمح بمواجهة احتياجات البلاد.
ومن بين القطاعات الهامة التي توفر فرص الاستثمار، أشار الرئيس تبون الى قطاع الفلاحة، لاسيما في الجنوب الجزائري، قائلا إن أراضي أدرار وعين صالح لوحدها تتوفر على أكثر من 3 ملايين هكتار جاهزة ولديها احتياطي من الموارد المائية يفوق 15 مليار متر مكعب سهلة التنقيب.
وأضاف الرئيس تبون بأنه تم تشكيل لجنة مشتركة يترأسها وزيرا خارجية البلدين من أجل التكفل بانشغالات ومشاكل المستثمرين، ستجتمع دوريا لهذا الغرض.
وأشار رئيس الجمهورية الى ان منتدى الأعمال والاستثمار الجزائري التركي، جاء في ظروف متميزة، حيث تحتفي الجزائر بـ60 سنة من الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية من المستعمر الغاشم وكذلك في إطار 60 سنة من إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وتركيا.
وقبيل انطلاق المنتدى، إلتقى الرئيس تبون برجال أعمال جزائريين وأتراك خلال اجتماع حضره الوفد الوزاري المرافق للرئيس وسفير الجزائر بتركيا وكذا سفيرة تركيا بالجزائر.
من جانبه، دعا نائب الرئيس التركي، فؤاد أوكتاي، المشاركين في المنتدى الى زيادة حجم الاستثمارات الثنائية بين البلدين، مبرزا أن «مسؤولي البلدين مستعدون لمنح كل التسهيلات اللازمة من اجل رفع حجم الاستثمارات على اساس مبدأ رابح-رابح».
كما أوضح أن العلاقات الجزائرية التركية «تمر بمرحلة جديدة» بفضل المجهودات المبذولة من الطرفين وذلك لتعزيز التعاون في كل المجالات، في إطار الشراكة الاستراتيجية المستمرة بين البلدين، مؤكدا «وجود بيئة عمل محفزة للمستثمرين وتحقيق نتائج مرضية بالنسبة للمبادلات التجارية الثنائية» التي بلغت 4.2 مليار دولار السنة الماضية، بارتفاع بنسبة 35٪.
تقليد الرئيس تبون درجة الدكتوراه الفخرية
تقلد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس، درجة الدكتوراه الفخرية في العلاقات الدولية، من طرف جامعة اسطنبول، على هامش زيارة الدولة التي يقوم بها إلى تركيا منذ الأحد بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
تم تسليم الدكتوراه الفخرية لرئيس الجمهورية وإلباسه الزي الأكاديمي وتعليق شارة جامعة اسطنبول، التي تعد أكبر وأقدم جامعة في تركيا، من طرف رئيس الجامعة الدكتور محمود أك، بحضور نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي، أمام كبار دكاترتها.
وجاء ذلك «تقديرا لجهود رئيس الجمهورية في تعزيز التعاون الدولي وجهوده من أجل احترام قيم الديمقراطية وكذلك تعزيز العلاقات العريقة بين الجزائر وتركيا».
وعقب تقليده درجة الدكتوراه الفخرية، ألقى رئيس الجمهورية كلمة عبر فيها عن شكره لجامعة اسطنبول، معتبرا أن هذه الدكتوراه هي شرف يضاف إلى العلاقات الطيبة بين الجزائر وتركيا.
كما أشاد الرئيس تبون بما وصلت إليه تركيا تحت قيادة الرئيس أردوغان وسعيه لتطوير بلاده في جميع المجالات.
وأكد رئيس الجمهورية أن وقوفه في رحاب جامعة اسطنبول العريقة، هو عرفان بمكانة التعليم الذي يعتبر «أساس الحرية والتنمية والانعتاق».
وخلال مراسم تسلمه الدكتوراه الفخرية، من طرف جامعة اسطنبول، أعرب الرئيس تبون عن أمله في أن تتكثف العلاقات بين الجامعات الجزائرية والتركية، مذكرا بالقرار الذي اتخذه وبلغه لوزير التعليم العالي وعمداء الجامعات، بأن «الجامعة الجزائرية اليوم مستقلة وتختار التوأمة التي تناسبها».
وقال رئيس الجمهورية: «الجامعة التي تريد التوأمة مع اسطنبول فلها ذلك، ومن تريد التوأمة مع القاهرة فلها ذلك، ومن تريد التوأمة مع السوربون فلها ذلك، حتى نتفتح نهائيا على عالم العلم، وهو الضمان لاستقلالنا وقوة اقتصادنا».
وعبر الرئيس تبون عن سعادته بالوقوف في رحاب جامعة اسطنبول العريقة، التي وصفها بـ»محراب من محاريب العلم وقطب حضاري إنساني يؤمه طلاب العلم والمعارف ليقفوا على عراقة الحضارة في جمهورية تركيا الشقيقة».
وأعرب رئيس الجمهورية عن شكره لمسؤولي جامعة اسطنبول عن شهادة الدكتوراه الفخرية، متمنيا لهم النجاح في الاعتناء بهذه الجامعة، «لتبقى معلما عريقا وشاهدا على أصالة الدولة التركية وعلى مواكبتها للحداثة التي تتجلى في ما تعرفه تركيا من تقدم ونماء تحت القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس أخي العزيز طيب رجب أردوغان».
وذكر في هذا السياق، بأن أسس الثورة الجزائرية والحركة الوطنية للتحرير من الاستعمار الفرنسي الغاشم كانت بدايتها التعليم، على يد الشيخ والإمام عبد الحميد بن باديس، مذكرا أيضا بأن «الجهل أداة من أدوات الاستعمار، بدليل أن الاستعمار الفرنسي تفنّـن في زرع الجهل في صفوف الجزائريين والجزائريات».
ولما استرجعت الجزائر سيادتها واستقلالها، يضيف السيد تبون، كان عدد الجزائريين الأميين يمثل 90٪ من المواطنين، قبل أن تنطلق الجزائر في برامج قوية جدا في إطار تعليم أبناء وبنات الجزائر على أساس أن «الحرية الحقيقية هي التعليم».
وانتقل عدد الطلاب الجزائريين سنة 1956 من 1800 طالب إلى أكثر من مليون و700 ألف طالب اليوم في مختلف الجامعات الجزائرية، مع بلوغ عدد الطلبة المتخرجين من الجامعات الجزائرية ما يقارب 250 ألف جامعي سنويا.
وانتقل عدد الجامعات، يضيف رئيس الجمهورية، من 3 أو 4 كليات فقط أيام الاستعمار، الى أزيد من 100 جامعة ومركز جامعي عبر الوطن و14 مدرسة عليا وطنية لمختلف الشعب وبالأخص مدرستين أنشئتا السنة الماضية، المدرسة الوطنية العليا للرياضيات والمدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي، مع وجود 15 مليون متمدرس وطالب، أي ما يمثل 30٪ من سكان الجزائر.
ولفت الرئيس تبون إلى ان التعليم في الجزائر منذ الاستقلال كان وما زال مجانيا في كل المستويات، حتى نسمح لكل الجزائريين والجزائريات بالاستفادة من التعليم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024