الباحث في علم المناعة، الدكتور طه خالدي:

نعيش مؤشرات إيجابية قد تنبئ بنهاية الجائحة

خالدة بن تركي

اعتبر المختصون في مجال الصحة تسجيل صفر إصابة بكورونا مؤشرا إيجابيا يبعث على الطمأنينة، خاصة مع استمرار تسجيل حالات تعافي بعض المصابين الذين أصيبوا بالفيروس خلال الأيام الماضية. لكن الدراسات العلمية أكدت على ضرورة استقرار الأرقام لمدة ستة أشهر من أجل التأكد من النتيجة، في حين قال آخرون إنه من المبكر الحديث عن نهاية الجائحة.

أكد الباحث في علم المناعة الدكتور طه خالدي لـ «الشعب»، أن الوصول إلى صفر إصابة بعد سنتين من الجائحة في البلاد مؤشر إيجابي يفتح الباب أمام الكثير من الاحتمالات، لكن المؤكد أنه نتيجة جهد كبير للأطقم الطبية التي كانت في مجابهة فيروس غير مرئي يصعب التعامل معه، أفقدها السيطرة أحيانا، هذا ما عاشته خلال الموجة الثالثة، غير أنها تحكمت في زمام الأمور وأصبحت تملك التجربة الكافية في التعامل مع الوباء والتكفل بالحالات الوافدة.
 وفي تشريحه للوضع الوبائي، قال إن الجزائر سجلت صفر إصابة منذ يومين، والأرقام كانت تتناقص بشكل مستمر في الفترة الأخيرة وبلغت مستويات دنيا، وهو ما منح الأمل في إمكانية تسجيل صفر إصابة، وهذا ما تجسد ميدانيا، لكن في العالم عند ظهور متحورات جديدة في فرنسا وبريطانيا التي بلغت 100 ألف إصابة بالمتحور الهجين «أوميكرون إكس.أي»، فهنا يستوجب التريث لغاية فصل الخريف للتأكد من زوال الفيروس.
أضاف أيضا، خبراء الصحة أكدوا أن هذا النوع من المتحورات معروف وينتظر ظهوره وغالبا يختفي من تلقاء نفسه، فهو فيروس هجين «إكس.إي» من سلالتي متحور أوميكرون (بي إيه.1) و(بي إيه.2)، انتشر في أوروبا ولم ينتشر في باقي دول العالم، خلافا للمتحورات الأخرى، لكنه أكثر انتشارا من متحور «أوميكرون»، والأبحاث ما تزال متواصلة بشأن المتحور الجديد
وأثبتت الدراسات العلمية -بحسبه- أن الفيروسات تتحور كل ثلاثة أشهر، وهذا ما حدث مع متحور أوميكرون،، حيث كان متوقعا ظهور متحور هجين آخر، لكنه ليس بنفس درجة المتحور الأصلي، خاصة من حيث المرض، مضيفا أن الجزائر عادة تعيش نفس الوضع الوبائي مع أوربا بفارق زمني يصل إلى شهرين على الأكثر، لذا فإن احتمال دخوله بلادنا ليس مستبعدا.
 واستطرد قائلا: «حتى الآن، لا توجد مخاوف حقيقية تهدد بلادنا، لكن يجب البقاء في ترقب عدد الإصابات لمدة لا تقل عن ستة أشهر، أي إلى غاية الخريف المقبل»، حيث إذا ظهر متحور جديد سيكون أكثر انتشارا وخطورة، لأن هذه الفترة تعرف بازدهار الفيروسات، وفي حال عدم ظهوره فهذا يعني نهاية فيروس كورونا.
وتابع الدكتور، المتحورات تظهر مرارا وتكرارا، والسبب في ظهور المتحور «اكس.إي» هو حدوث طفرات تؤدي لظهور متحورات تختلط ما بينها فتعطي فروعا أخرى، قد لا تشكل خطرا، غير أن هذا لا يعني التراخي، بل شدد قائلا «يجب على المواطن احترام التدابير الوقائية والإقبال على عمليات التلقيح التي تسجل عزوفا بسبب استقرار الوضع الوبائي، خاصة وأن الفيروس لا يزال موجودا في دول العالم ولم ينته بعد».
 وصرح في سياق موصول، أن المتحور الجديد ظهر في أوربا وقد يلتحق بالبلدان الأخرى في أي وقت، كما قد ينحصر في بلد دون آخر. لذا على المواطن الالتزام بالقواعد الوقائية، خاصة في الأماكن العمومية واحترام التباعد الجسدي الذي يكاد يكون غائبا، لاسيما في شهر رمضان، مشددا على ضرورة التوجه لمراكز التلقيح، على اعتبار أنه أحسن وقت لتلقي اللقاح بين الموجات أي بعد كل استقرار،لأن الجسم يستفيد من التطعيم بعد شهر ونصف من الجرعة الثانية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024