اعتبر السفير الفلسطيني بالجزائر، لؤي عيسى، العدوان الإسرائيلي على غزة سيناريو لإبعاد الرأي العام الفلسطيني والدولي عن جوهر القضية الفلسطينية، وهو تحرير الوطن وطرد المحتل الغاصب، داعيا كل الدول العربية والإسلامية إلى تفادي زرع الشقاق والفرقة بين الفلسطينيين، لأنّ هذا هو أكبر خطر يتهدد القضية الفلسطينية.
وقال السفير في منتدى «المجاهد»، نحن نعاني من المؤامرات والاحتلال والاستيلاء على المقدسات وتقتيل شعبنا، «لقد لاحظ الجميع ما حدث في الشجاعية، صبيحة أمس، إنها مجزرة حقيقية تضاف لعملية التدمير برا وبحرا وجوا، والتقتيل داخل القطاع الذي لا تتجاوز مساحته 360 كلم مربع، وأصبح به 150 ألف نازح، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين».
وتساءل ضيف منتدى «المجاهد» عن سرّ الصمت الدولي، وخاصة منظمات حقوق الإنسان والهيئة الأممية ومختلف المنابر التي نهض جميعها لإسرائيل للتضامن معها وكأنّ دم مواطنيها غير أحمر، بينما هناك صمت مطبق تجاه ما يحدث داخل غزة.
ورفض سفير دولة فلسطين، الدخول في جدل عقيم حول موقف وردود فعل الدول العربية، مؤكدا أن القضية الفلسطينية لن تستفيد من تسويد الدول، واستحسان البيانات، مختصرا الوضع بقوله: «نحن نتسول المساعدة اليوم»، فالوضع والظروف تجعلنا لا ندخل في صراعات مع أيّ كان، فنحن نبحث عن التأييد والكلمة الطيبة وكل ما من شأنه أن يساعدنا على طرد المحتل ونيل الاستقلال ولو على الضفة والقطاع مؤقتا والهدف الأكبر هو استرجاع كل الأرض والمقدسات.
ونبّه إلى ضرورة الإلمام بخلفيات القضية الفلسطينية، حيث يسعى الكيان الصهيوني إلى إخراج القضية من جوهرها والشروع في تدمير مختلف المطالب باستحداث ملفات جديدة، فمن حديثه على المفاوضات واتفاقية السلام والسماح بقيام دولة فلسطينية، تحول للحديث عن التهدئة والعودة للمفاوضات واندثرت الكثير من المطالب الخاصة بحق العودة والتنديد بالاستيطان في صورة تؤكد الحرب النفسية الكبيرة التي يخوضها المحتل وهدفه في نيل اعتراف تاريخي بيهودية الأراضي المحتلة.
وطالب بالمقابل، التوقف لما يفكر فيه العدو الصهيوني الذي يستغل تفوقه العسكري وقدرته على التدمير والتخريب لتبرير ما يحدث، وهذا، بحسب السفير، ليس رفضا لشق المقاومة العسكرية، وإنما للسير قدما بالقضية الفلسطينية مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأرواح.
ودعا في سياق متصل، إلى عدم التقليل من الشق الدبلوماسي والسياسي للسلطة الفلسطينية، فالرئيس محمود عباس لا يدخر جهدا في البحث عن التهدئة وإجراءات وقف إطلاق النار، فأينما تكون هناك مبادرة يذهب الرئيس محمود عباس الذي يزور عدة دول هذه الأيام في سياق واجبه الدبلوماسي الذي أعتبره مكمّلا للشق العسكري في المقاومة، وقال السفير إن تكامل السياسي والعسكري، هو أحسن حل للوصول بالقضية الفلسطينية إلى بر الأمان.
وثمّن بالمقابل، الاختلاف والتنوع الإيديولوجي للطبقة السياسية الفلسطينية والفصائل المسلحة، موضحا أنها تسعى لنفس الهدف وهذا أمر مهم، كما أن تعزيز التنسيق والتضامن والعمل الجماعي مثلما تم التوصل إليه في إقامة حكومة توافقية هو الذي سيهز عرش الكيان الصهيوني، وتوقف عند سؤال حول إمكانية لوم حماس على يحدث قائلا: «حماس مهما بلغت أخطاؤها فلا يمكن لأحد أن يشكّ في وطنيتها وسعيها لتحرير الوطن.... وما قامت به ليس خطأ، لأن ذلك سيجعل الكيان الصهيوني يبرّر مجازره وهمجيته».
وحذر من سيناريوهات محتملة، تتمثل في إمكانية قبول الكيان الصهيوني قيام دولة في قطاع غزة حتى ينسينا الضفة الغربية وباقي الأراضي المحتلة منذ 1948. كما أن كل مقترحاته لزرع الفرقة والشتات بيننا، فالتقارب الذي حصل بين فتح وحماس جعل إسرائيل وعديد الدول تضغط على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، حتى يتخلى عن ذلك الاتفاق.