الذكرى 43 لوفاة هواري بومدين

اسم رجـل عابر للزمن والجغرافيــا

قالمة: الياس بكوش

التعليم والصحة والعمل.. ثوابت معادلة التنمية

تحل اليوم الذكرى 43 لرحيل الرئيس الأسبق للجزائر هواري بومدين، واسمه الحقيقي محمد إبراهيم بوخروبة، الذي ولد في 23 أوت سنة 1932 في دوّار بني عدي (العرعرة) التابعة لبلدية مجاز عمار، على بعد 12 كيلومترا، غرب مدينة قالمة. ابن فلاح بسيط من عائلة كبيرة العدد ومتواضعة الحال.

شخصيته سحرت وألهمت الجزائريين بكاريزما ثورية وسياسية وقومية صارمة، لا مكان معها لخيانة الوطن أو للفساد، استبقت أفعاله أقواله التي ظلت خالدة، بعد أن كان أول رئيس جزائري يرسخ مبدأ «دولة لا تزول بزوال الرجال».
كان أول من خاطب العالم بلغة عربية من أروقة الأمم المتحدة وافتتح خطابه بـ»البسملة».
أعطى الراحل اللغة العربية مكانتها الحقيقية في بلاده، وحققت الجزائر في عهده نجاحات دبلوماسية بقيت راسخة، فكان من أشد المدافعين عن القضية الفلسطينية، وساند جميع الثوار حول العالم وحل الكثير من النزاعات وكان إلتزام الجزائر والرئيس بومدين تجاه حركات التحرر موقفا ثابتا. « هواري بومدين» الرئيس الذي رحل ولم يترك الملايين أو المليارات في حساباته البنكية وقال مقولته الشهيرة «لا نملك فوق الأرض ولا تحت الأرض.. بل نحن عمال بعرق جبيننا»، خدم الفلاح الجزائري، وانحاز  لعامة الشعب بالنظر لما عرفته أجيال حرمها الاستعمار الفرنسي من العيش الشريف.. من التمدرس ومن الحياة الهنيئة.
تقول الحاجة «دادو  الطاووس « احدى مناضلات منطقة قالمة، عن الرئيس الراحل «هواري بومدين» انه لم ينس كل من وقف إلى جانب الجزائر في محنتها ضد الاستعمار الفرنسي، فوقف إلى جانب الدول العربية ووقف بجانب الحركات التحررية في إفريقيا وآسيا، بومدين ناضل من أجل الحق في تحرير الشعوب الضعيفة،  سياسيا وثقافيا واقتصاديا.
 في حديثه مع «الشعب» يقول «ح.ح» أستاذ التاريخ، انه «بسبب الفقر والجهل والحرمان الذي عانى منه الشعب الجزائري إبان الاستدمار الوحشي الفرنسي، قام الرئيس الراحل هواري بومدين بثورات في كل المجالات،  ثقافيا وإجتماعيا وإقتصاديا فعلى المستوى الزراعي أمّم الأراضي الفلاحية ووزعها على الفلاحين تحت شعار «أخدم ارضك»، وعلى المستوى الاقتصادي آمن الرئيس بومدين «بمبدأ «التركيز على الصناعات الثقيلة التي تغدي وتنمي الصناعات الخفيفة والصناعات التحويلية وباقي الصناعات الأخرى.
أما فيما يتعلق بالجانب الثقافي فقد آمن الرئيس بومدين بمبدأ ديمقراطية التعليم، وهذا بتوفيره مجانا لجميع أبناء المجتمع الجزائري، وكذا التركيز على أن ابن الفلاح بإمكانه التمدرس والتفوق والاستمتاع بمقعد في الجامعة وبمنحة إلى أكبر وأشهر الجامعات في العالم إذا كان من المتفوقين. كما كان يؤمن بثقافة جماهيرية شعبية ملتزمة تخدم الفقير والمحروم والمظلوم.
وأضاف ذات المتحدث، ان «بومدين لم يكن  شخصا عاديا، أو قائدا عابرا في تاريخ الجزائر، بل كان زعيما بمعنى الكلمة، اختار الاشتراكية منهجا اقتصاديا واجتماعيا لإنصاف أبناء الجزائر الفقراء، الذين حرموا من خيرات بلادهم. كما استطاع في فترة حكمه بناء ألف قرية زراعية لصغار الفلاحين، أنشأ أضخم المصانع، واتجه لخطة التعريب من أجل نزع ثقافة المستعمر، فكانت المدرسة العربية، في تربية وتعليم النشء الجزائري لغته العربية، ودينه الإسلامي.
الرجل صاحب اسم عابر للزمن والجغرافيا فقد أطلقت حكومات في إفريقيا اسمه على مرافق ومنشآت لما كان يمثله من ثقل في الدفاع عن حقوق الشعوب ومناهضة الاستعمار بكل أشكاله.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024