عرضت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، كوثر كريكو، الخميس، بالمملكة السعودية، التجربة الجزائرية في مجال احتواء جائحة كورونا وما تم إقراره من إجراءات استباقية لمواجهاتها، حسب ما أفاد به بيان لذات الوزارة.
أوضح نفس المصدر، أن كريكو عرضت في الكلمة التي ألقتها بمناسبة أشغال الدورة 41 مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، ومنتدى برنامج إدارة التحولات الاجتماعية لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب المنعقدة بالمملكة العربية السعودية، التجربة الجزائرية فيما يتعلق باحتواء جائحة كورونا، مشيرة إلى أن الجزائر “حرصت منذ بداية الجائحة على إقرار جملة من التدابير الوقائية والإجراءات الاستباقية على جميع الأصعدة، تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون”.
وأبرزت الوزيرة، أن “رئيس الجمهورية اتخذ قرارات سيادية أعليت فيها المصلحة الانسانية والمحافظة على السلامة البشرية فوق كل الاعتبارات، لاسيما حيال الفئات الهشة، تصدرتها العطل الاستثنائية مدفوعة الأجر للنساء الحوامل ومربيات الأطفال الصغار”.
وفي هذا الصدد، أشادت كريكو بـ«المساهمة العربية في استصدار قرار الجمعية العامة للأم المتحدة المعنون: تعزيز الاستجابة السريعة الوطنية والدولية لتأثير فيروس كورونا على النساء والفتيات، والذي ساهمت فيها الجزائر، إلى جانب المملكة العربية السعودية، مصر ودول أخرى، بما يؤكد إرادة تنسيق العمل العربي على المستوى الأممي واتحاد الرؤى العربية في الملفات ذات الصلة بالمجال الاجتماعي”.
وبالموازاة مع جل القرارات الميدانية -تضيف الوزيرة في اليوم الأخير من أشغال هذه الدورة الذي خصص لمناقشة بنود جدول الأعمال والمصادقة على مشاريع القرارات التي اتخذت خلال الدورة- “تم انتهاج سياسة تحسيسية منتظمة ومتناسقة بين كل القطاعات وفعاليات المجتمع المدني لإبراز جل التدابير الاحترازية للوقاية، فضلا عن توظيف الرقمنة بإطلاق منصات إلكترونية موجهة لخدمة كبار السن وربات الأسر من أجل مرافقتهم في تجاوز الآثار السلبية للجائحة، لاسيما النفسية منها”.
كما تم استغلال الفضاء الافتراضي -تقول الوزيرة- في “تكييف الخدمات البيداغوجية للتلاميذ ضمانا لاستمرارية تمدرسهم، من خلال اعتماد حصص تعليمية عن بعد لكل الأطوار، لا سيما ذوي الاحتياجات الخاصة”.
ولأن الطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية يعد من أهم مبادئها وركائزها الدستورية، أكدت الوزيرة أن “الرئيس تبون أقر إعانات مالية للأسر المعوزة والمتضررة من الجائحة، فضلا عن الإعانات العينية المرفقة بالتكفل النفسي”.
كما أشارت إلى أن الجائحة “لم تؤثر على استكمال بناء الصرح المؤسساتي للدولة، والذي استهل بتزكية الشعب الجزائري للتعديل الدستوري للفاتح من نوفمبر 2020 وما كرسه من مكتسبات للفئات الهشة، لاسيما الطفولة والمرأة، بإقرار مبدإ المناصفة بينها وبين الرجل في سوق الشغل وحمايتها من جميع أشكال العنف”.
وبالمناسبة، نوهت الوزيرة بـ«جهود الجزائر، منذ شهر سبتمبر الماضي، حيث انطلقت في إنتاج أول لقاح مضاد لفيروس كورونا محليا، بعد أن باشرت الحملة الوطنية للتلقيح مطالع يناير 2021”.
وختمت كريكو كلمتها، بأن الجزائر “تجدد عزمها على تعزيز العمل العربي المشترك وتنسيق مجهوداتنا”، مشيرة إلى “استعدادها لدعم كل المبادرات الهادفة إلى توحيد الرؤى العربية وتنسيق إرادتها في إطار جامع هادف إلى خدمة شعوبنا الأبية”.
وعلى هامش أشغال هذه الدورة، أجرت الوزيرة سلسلة من اللقاءات الثنائية مع نظرائها من الدول العربية، حيث التقت، أمس الأول، مع وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة بموريتانيا وتبادلتا أطراف الحديث حول تعزيز التعاون بين البلدين في المجال الاجتماعي، حيث أبدت كريكو استعدادها لتقاسم تجربة الجزائر في مجال التكفل الاجتماعي للفئات الهشة”.