لحماية السّاحل والصّحراء من التّطرّف

المؤسّسات الدّعويـة في الواجهـة

 تتّفق شخصيات ومنظمات دينية من نيجيريا، على اختلاف توجّهاتها، على أنّ المؤسسات الدعوية تتحمل في الوقت الراهن مسؤولية كبيرة في محاربة الفكر المتطرف الذي يهدد مجتمعاتها في العمق، ما يضعها في الخط الأمامي رفقة أهم الفاعلين في هذا المجال.
أجمعت هذه الشخصيات والجمعيات الدينية، التي اجتمعت بها رابطة علماء ودعاة وأئمة الساحل على هامش ورشتها الإقليمية الـ 14 بأبوجا، على أنه ومقابل تحريف أصحاب الفكر المتطرف للمفاهيم الصحيحة للإسلام، مستغلين في ذلك جهل الكثيرين بها، “يستوجب على علماء الدين الرجوع إلى مهمتهم الأولى المتمثلة في تنوير العقول ونشر تعاليم الإسلام الداعية إلى التسامح والتعايش”.
وفي هذا الصدد، حذّر إبراهيم صالح، أحد أبرز وجوه الزاوية التيجانية والمسؤول الأول عن “جماعة نصرة الإسلام”، من الاخطار التي يتعرض لها الساحل الإفريقي نتيجة التعصب والتطرف الذي تعمل بعض الجهات على نشره لإضعاف مجتمعات المنطقة.
واستشعارا منها بهذا التهديد، تعمل الزاوية التيجانية، مثلما أوضح، على قطع الطريق أما الغلو والتطرف بـ “تقويم الأفكار الخاطئة في أذهان الناس، حفاظا على وحدة الأمة الإسلامية وتفاديا لشتاتها”.
أما ممثلو “جماعة إزالة البدعة وإقامة السنة”، فقد أشاروا إلى أن هذه المنظمة التي كانت قد تأسست سنة 1978 تضطلع بدور “إصلاحي” في معالجة الغلو والتطرف بكافة أشكاله، من خلال أنشطة دعوية وتعليمية وإنسانية عبر كافة ولايات نيجيريا.
وتعتمد هذه الهيئة في ذلك على قناتها الفضائية ومحطتها الإذاعية اللتين تبثان باللغتين الإنجليزية والهوسية، فضلا عن عشرات المدارس التي قامت بفتحها في انتظار تدشين جامعتها.
وترمي هذه المنظمة من خلال كل ذلك إلى “محاربة الجهل الذي تستغله الجماعات المتطرفة لنفث سمومها في عقول الشباب”، اعتمادا على التعريف بالتعاليم السمحة للدين الإسلامي والتصدي للبدع والتحريف الذي قد يطالها.
نشر العلم ومبادئ السلم والتسامح
 يرى ممثلو هذه المنظمة ذات الطابع الديني في ظاهرة التطرف “العدو المشترك الذي لا يمكن محاربته إلا بنقيضه أي نشر العلم و مبادئ السلم والتسامح”.
ونفس الرأي عبر عنه مسؤولو جامع أبوجا الوطني الذين أكدوا، نيابة عن المرشد العام شيحو أحمد سعيد كلدانجي، أن “إحلال السلام بالساحل مسألة مرتبطة بمواجهة التطرف الذي أفرز عنفا غير مسبوق يدفع ثمنه سكان المنطقة، وتمتد آثاره إلى خارجها”.
وتوقف المتحدثون عند الدور المنوط بالعلماء والأئمة في مجابهة الأفكار المتطرفة التي تعتبر “دخيلة على منطقة الساحل التي لا طالما عرفت بالتسامح والاعتدال”، لكونهم “الأقرب والأكثر تأثيرا على مجتمعاتهم”.
وخلال المحطات الثلاث، قامت رابطة علماء ودعاة وأئمة الساحل بتقديم “الدليل العلمي والعملي للوقاية من الغلو والتطرف”، الذي أعدته ليكون وثيقة توجيهية تضعها في خدمة الناشطين في المجال الديني بإفريقيا عموما ومنطقة الساحل خصوصا، تضمنت تعريفا لمصطلحات دينية “كثر الغلط واللغط فيها”، وكذا “تصحيحا لمفاهيم خاطئة وردا للشبهات”.
للتذكير، تضم رابطة علماء ودعاة وأئمة الساحل ممثلين عن 11 دولة دائمة العضوية في وحدة التنسيق والاتصال لدول الساحل الإفريقي هي: الجزائر، بوركينا فاسو، ليبيا، موريتانيا، مالي، النيجر، نيجيريا وتشاد، بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء مراقبين ضمن ذات الهيئة، ويتعلق الأمر بكل من: غينيا، السينغال وكوت ديفوار.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024