صرح وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، الخميس، بولاية الأغواط، أن مقاومة الأغواط سجلها التاريخ “بمداد الفخر والاعتزاز “.
أوضح الوزير، لدى إشرافه على افتتاح ندوة تاريخية حول “جرائم الإستعمار الفرنسي في الجزائر”، التي نظمت بمناسبة الذكرى 169 لمقاومة الأغواط (4 ديسمبر 1852)، أن “مقاومة الأغواط سجلها التاريخ بمداد الفخر والإعتزاز”، مضيفا “أن التاريخ يشهد أن الأغواط لم تخمد لها ثورة منذ دخول الاستعمار الفرنسي إليها وهذا ما تجلى في مشاركة أبنائها في مختلف المقاومات الشعبية، على غرار مقاومة سيدي موسى بن حسن بالعاصمة”.
وأشار ربيقة، أن القوات الفرنسية المدججة بالأسلحة الثقيلة واجهت شعبا أعزلَ، لكنه أبان عن مقاومة شرسة مكنته من تحصين المدينة وهو الأمر الذي دفع بالفرنسيين إلى استعمال السلاح الكيمياوي المتمثل في مادة “الكلوروفورم”، والتي أدت إلى إبادة ثلث سكان المدينة.
وأكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق في هذا الشأن، أن هذه الجريمة ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ كواحدة من أبشع وأكبر الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية.
وأشاد في تدخله، بالمقاوم البطل ابن ناصر بن شهرة أحد قادة المقاومة الشعبية وأيقونتها بالأغواط، مثنيا في ذات الوقت أيضا على دور الزاوية التيجانية في الحفاظ على الموروث الروحي والإسلامي.
في سياق ذي صلة، دعا ربيقة المسؤولين المحليين المنبثقين عن المحليات الأخيرة إلى ضرورة التحلي بروح المسؤولية ومواصلة البناء والتشييد، استكمالا وصونا لأمانة الشهداء والمجاهدين.
وأوصى المشاركون في ختام أشغال هذا اللقاء، بترسيم ذكرى 4 ديسمبر 1852 يوما وطنيا للمقاومة الشعبية والإبادات الجماعية وإدراجها في المقررات التربوية وترقية الندوة التاريخية إلى ملتقى وطني بمناسبة الذكرى 170 لمقاومة الأغواط شهر ديسمبر 2022.
كما اقترحوا اعتماد وحدة بحث تابعة للمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، يكون مقرها بالأغواط والتي تهتم بتاريخ المقاومة الشعبية والجرائم الإستعمارية بالمنطقة، وكذا رعاية البحوث والدراسات المتعلقة بتاريخ المنطقة، خصوصا ما تعلق منها بجمع الأرشيفات داخل الوطن وخارجه.
ودعا المشاركون أيضا، إلى دعم إنجاز أفلام وثائقية ومسرحيات خاصة بذكرى مقاومة الأغواط والإهتمام بالآثار المادية للمقاومة الشعبية والحركة الوطنية والثورة التحريرية وإدراجها ضمن المقررات الأكاديمية لتخصص التاريخ والآثار وحمايتها بموجب القانون.