أكد وزير الصحة، البروفيسور عبد الرحمن بن بوزيد، الاثنين بجنيف، أن «الجزائر ترحّب بتوافق الآراء» حول تقديم مشروع قرار خاص بتعزيز تأهب منظمة الصحة العالمية واستجابتها لحالات الطوارئ التي فرضها تفشي جائحة كورونا. أفاد بيان للوزارة أن بن بوزيد الذي شارك في الدورة الاستثنائية للمنظمة العالمية للصحة المنعقدة بجنيف، ألقى مداخلة بخصوص التحديات الصحية التي تواجهها القارة الإفريقية والدور المنتظر من المنظمة العالمية للصحة لمجابهة جائحة كوفيد-19.
وطرح هذه الوضعية —يضيف المصدر— من أجل «توحيد الرؤية حول التأثيرات السلبية والمشاكل التي تعاني منها الأنظمة الصحية والبحث عن طرق جديدة تضمن الحصول على حصة كافية من اللقاح وتموين المنطقة بشكل عادل». وذكر البيان أيضا أن الوزير أعلن خلال الاجتماع عن انضمام الوفد الجزائري إلى بيان ممثل جمهورية إفريقيا الوسطى باسم المجموعة الإفريقية بسبب انتشار الوباء العالمي، خاصة في الدول الإفريقية، مما أدى إلى «أزمة اجتماعية واقتصادية خانقة بسبب افتقارها للموارد الضرورية لمواجهة الوباء».
وقال في هذا الشأن، إن الجزائر «تحيط علما، مع التقدير، بالتقرير الأول لفريق العمل المعني بتعزيز تأهب منظمة الصحة العالمية واستجابتها لحالات الطوارئ، وكذا بالتوصيات الواردة فيه».
كما أبدى ترحيب الجزائر بـ «توافق الآراء الذي أتاح تقديم مشروع قرار في هذه الدورة الاستثنائية»، معتبرا أن أي عملية إعداد ومفاوضات بشأن صك دولي «يجب أن تقودها الدول الأعضاء بطريقة شفافة وشاملة وتوافقية».
وشاركت الدول الإفريقية في الدورة الاستثنائية للمنظمة العالمية للصحة باتفاق حول الوضعية الاستعجالية الصحية للجائحة والذي سيتم المصادقة عليه خلال دورة الجمعية العامة للمنظمة المزمع عقدها، في شهر مارس 2022.
وذكر البيان كذلك أن وزير الصحة دعا المجتمع الدولي إلى «تنفيذ العملية سالفة الذكر بإتباع نهج شامل وتدريجي، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الدروس المستفادة من جائحة كورونا والوصول إلى نتيجة نهائية قوامها تغيير القواعد الراهنة من حيث الوقاية والتأهب والاستجابة للأوبئة».
وعند تطرقه الى مجريات الدورة، قال الوزير بأن هذه الاخيرة «تمثل بلا شك، فرصة تاريخية لتعميق الحوار حول الدروس المستلهمة في الاستجابة للجائحة ولاتخاذ قرارات حازمة للتصدي للمخاطر الصحية في المستقبل»، مشيرا إلى أن تطورات الوضعية الصحية العالمية تعتبر «دليلا على ضرورة العمل معا لتجسيد مبدأ التضامن الدولي والاعتماد المتبادل وتعزيز قدرتنا على التوقع المبكر لهذا النوع من الأزمات والاستعداد له وإدارته».
واسترسل قائلا: إن فيروس كورونا المستجد «أبرز الحاجة إلى تعزيز النظم الصحية والعمل بشكل أكبر على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتغطية الصحية الشاملة، وكذا ضمان الوصول والتوزيع السريع والمنصف للمنتجات والتكنولوجيات الصحية، بما في ذلك اللقاحات».
ولم يفوّت وزير الصحة سانحة الاجتماع ليذّكر بما اتخذته الجزائر، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون من تدابير «واسعة النطاق لاحتواء هذه الجائحة»، وفقا للمخطط الاستراتيجي للتأهب والاستجابة، لافتا إلى أن الجزائر «تعتزم تعزيز الإطار المؤسساتي والتنظيمي والعملياتي من حيث الوقاية والاستجابة الصّحية».
وكان اللقاء من جهة أخرى —بحسب البيان— فرصة انحنى فيها وزير الصحة، باسم الحكومة الجزائرية أمام أرواح ضحايا كوفيد-19، وكذا أمام كافة المتدخلين المجندين الذين تم تعبئتهم لمكافحة هذه الجائحة، مجددا «دعم الجزائر لمنظمة الصحة العالمية في هذا الظرف الاستثنائي».