عندما أعلن مارك زوكربيرغ تغيير اسم شركته من «فيسبوك» إلى «ميتا»، انفجرت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات، انطلاقا من اعتقاد الكثيرين أنّ الأمر يتعلق بالشبكة الأم، لا بالمؤسسة التي أصبحت تضم «واتساب» و»أنستاغرام».
وكان لزاما على المؤسسة أن تبحث عن اسم جامع لخدماتها، على غرار ما فعلته «غوغل» قبل سنوات عندما أصبحت مؤسسها تحمل اسم «ألفابيت» دون أن يلتفت الكثير لذلك.
وما لم ينتبه له بعض مدمني «فيسبوك» هو الأساس الذي انطلقت منه التسمية الجديدة وهي «الميتافيرس»، المصطلح القادم من عالم الخيال العلمي، الذي أكد السيد مارك أنه سيكون مضمون مستقبل مواقع التواصل الاجتماعي، بمعنى أنّ ما حدث، لحد الآن، من تحوّلات تكنولوجية، ما هو إلا حياة بدائية مقارنة بما سيأتي قريبا.
هو عالم يشبه ما حدث في فيلم «ماتريكس» الشهير، يختلط فيه الواقعي بالافتراضي، ولم يعد بالإمكان معه التفريق بين هذا وذاك، وقد بدأت معالمه مع الألعاب الالكترونية المعولمة على غرار «بوب جي» و»فري فاير» التي حوّلت أطفال إلى مجرد آلات تعيش خارج واقعها.
واستغلت تلك الشركات العزلة التي فرضتها جائحة كورونا لتفرض واقعا جديدا قضى على عقول الأطفال، مثلما أنهك جيوب الأولياء وهم يضطرون للشحن في كل مرة لشراء «الجواهر» من أجل التقدّم في الترتيب الوهمي.
عالم مرعب بالفعل، سبق وأن «بشّر به المؤرخ يوفيل نوح هراري في كتابه «العاقل»، عندما سرد قصة الإنسان من جذورها، وينتهي عند سرد قصة المستقبل الذي يقول إن الآلة فيه تندمج مع الإنسان.
وعلى ذكر «الميتا»، فقد بلغ الفكر الفلسفي مداه، عندما تخلى عن دراسة «الميتافيزيقا»، ومع عصر «ميتافيرس»، تبدو الرّدة العقلية واضحة، وقد بدأت مع مشروع زوكربيرغ الجديد هذا.