حماية نعمة الاستقلال بتعزيز الوحدة ونبذ الفتنة

سعيد بن عياد

دعا إمام مسجد البشير الإبرهيمي بشارع الشهداء في خطبة الجمعة، أمس، إلى إدراك أهمية مكاسب الاستقلال والحرص على حمايتها، بتمتين أواصر الوحدة الوطنية ونبذ الفتنة، خاصة في شهر رمضان الكريم الذي يجدد فيه الشعب الجزائري المسلم الصلة الوثيقة بانتمائه الأصيل وتعلقه بقيمه وهويته.
وأشار الإمام عبد القادر سناتي، إلى أن الذكرى 52 لاسترجاع السيادة الوطنية، التي تحل اليوم، موعد عزيز آخر يؤكد مدى قوة وعظمة التضحيات التي قدمها الشعب الجزائري طيلة حرب التحرير حامية الوطيس التي دامت سبع سنوات ونصف، سقط خلالها مليون ونصف مليون شهيد على مذبح الحرية، في ملحمة قلّما تحدث في بلدان أخرى. وتساءل الإمام، مخاطبا العقل بالقول، ‘’دلوني على شعب في المعمورة قدم مليون ونصف مليون شهيد من أجل كرامته وعزّته’’. في هذا الإطار، أبرز أهمية ما تحقق بفضل طرد المستعمر وكسر شوكة المحتل الفرنسي من بلادنا التي اعتنقت الإسلام منذ الأزل لتتوارثه أباً عن جد، مسجلا الخطوات الكبيرة التي تحققت ولاتزال تنجز على صعيد البناء التشييد، التربية، الصحة وتنمية الإنسان في ظل السلم والأمن. هذه النعمة التي قد لا يشعر بها البعض، بفضل مناخ الاطمئنان ورغد العيش، ينبغي الحفاظ عليها وحمايتها من أي مؤامرة تستهدفها من بعض الأوساط التي لا تمثل إلا نفسها، محاولة تحدي مشاعر المجتمع في تصرّفات غير أخلاقية تدين أصحابها، بقيام شرذمة ضالة بهتك حرمة رمضان. هذا التصرف الغريب عن المنطقة وسكانها، لقي استهجان أبناء المنطقة الذين يجدون ضالتهم في تاريخ طويل من الانتماء الأصيل لهوية أكبر من أن يطعنها البعض أو يحاول المساس بأركانها.
وأعاد الذاكرة إلى السجل الحافل بنضال الشعب الجزائري في كافة ربوع البلاد من أجل الكرامة والعزة والعيش في كنف قيم التسامح والاحترام والإخاء، مشيرا إلى بطولات جيل نوفمبر، على غرار الشهداء عميروش، ديدوش، بن مهيدي، لطفي، زبانة، بن بولعيد وكل الأبطال الذين سقوا هذه الأرض الطيّبة بدمائهم الزكية في ملحمة قيادة الشعب الجزائري نحو الاستقلال والانعتاق من قيد الاحتلال البغيض، وذلك على خطى زعيمة المقاومة الشعبية لالا فاطمة نسومر الرمز الخالد لحرائر الجزائر.
ولفت سناتي انتباه الحاضرين إلى أنّ نعمة الحرية، بما تشمله من عزة وكرامة - التي يحسدنا عليها الكثيرون، في ظل ما تعانيه بلدان وشعوب تسلّل إليها شيطان الفتنة بألوان مختلفة - تعد أمانة للأجيال، يجب الحفاظ عليها برفض السقوط في استفزازات أولئك الذين جاهروا بأفعال يندى لها الجبين وتخدم مصالح أعداء الشعب الجزائري ممن لم يهضموا، إلى اليوم، طردهم خائبين منكسرين ومهزومين من بلادنا بقوة السلاح وصلابة الموقف النضالي وصدق الانتماء للجزائر. إنها الجزائر الفريدة التي تواصل المسيرة على النهج الذي رسمه لها الشهداء في ظل تلاحم أبنائها المخلصين وتضامنهم في مواجهة التحديات، بتصميم قوي على هزم الفتنة ضمن قيم التسامح وعزيمة لا تلين في تقوية التماسك بجعل الاختلاف عنصر قوة تدفع للارتقاء ببلادنا دوما إلى العلا في مجالات التنمية والعلوم والمعارف.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024