وسط تحديات فرضتها الظروف الصحية

مليون و670 ألف طالب يلتحقون بالجامعات عبر دفعات

سارة بوسنة

يلتحق، اليوم، مليون و670 ألف طالب عبر دفعات، بالدروس الحضورية عبر مختلف ولايات الوطن، في ظروف استثنائية فرضتها كورونا للمرة الثانية على منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، على غرار اعتماد نظام الدفعات لتفادي الاكتظاظ، وتفعيل بروتوكول صحي متفق عليه بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة.

يشرف، اليوم، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، على افتتاح الموسم الجامعي الجديد، من المدرسة العليا للتجارة بالقليعة بتيبازة، في ظل بروتوكول صحي صارم، سيعتمد على نظام التفويج ويضمن الدراسة الحضورية لثلث الطلبة، مع إجبارية تدريس الوحدات الأساسية. كما سيتم اعتماد 13 أسبوعا لكل سداسي مع تدريس أسبوع بأسبوع.
ووفق أصداء رصدتها “الشعب” من أساتذة وممثلي نقابات الطلبة، فإن أهم ما يميز الموسم الجامعي الجديد هو الرقم الهائل من الطلبة الجدد والذي بلغ عددهم 70 ألف طالب. وأجمع أغلبهم أن السنة الجامعية السابقة وإن مرت دون مشاكل، فإن الموسم الحالي سيشهد بعض الخلل بعد انخفاض حدة الوباء وعودة التعليم الحضوري كما كان عليه من قبل.
التلقيح لضمان نجاح الموسم
يرى حسين حني أستاذ في كلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر-3، وجوب تأكيد أهمية احترام التباعد والإجراءات الصحية الوقائية من فيروس كورونا عبر كافة المؤسسات الجامعية طيلة الموسم الجامعي، مع تخفيف مدة العمل حضورياً لتقليص فترات اللقاء ما بين الطلبة والأساتذة.
ونبّه إلى احتساب المدة الزمنية للحصص بساعة واحدة للدروس والأعمال الموجهة حضوريا، مع تخصيص ساعتين حضوريا للأعمال التطبيقية واستعمال البرمجيات المناسبة للأعمال الموجهة والتطبيقية، مع إيلاء أهمية خاصة لطلبة السنة أولى لضمان حجم معتبر حضوريا لهم، مع وضع في متناول هؤلاء الطلبة دعائم بيداغوجية مناسبة من مطبوعات وأقراص مضغوطة وفيديوهات.
في نفس السياق، شدد المتحدث ذاته على ضرورة الاستفادة من النقائص التي سجلت الموسم الماضي، إضافة إلى القيام بمشاورات مستمرة مع مديري الخدمات الجامعية والشركاء الاجتماعيين “طلبة، أساتذة، الأعوان التقنيين والدعم والمسؤولين المحليين المكلفين بهذه المسألة لضمان تطبيق بروتوكول صحي صارم”.
وبخصوص عملية التلقيح، لفت حني حسين إلى أنه تم إعطاء توجيهات من طرف الوزارة الوصية لمديري المؤسسات الجامعية والبحثية والخدماتية من أجل تسريع وتيرة عملية التلقيح ضد فيروس كورونا (كوفيد-19)، وهذا بالتنسيق مع مديريات الصحة على مستوى الولايات، تحسبا للدخول الجامعي الجديد. ولكن يبقى الهاجس الأكبر، في التقيد بهذه التعليمة، خاصة وأن العملية تتم بوتيرة بطيئة جدا في المؤسسات المعنية.
في حديثه عن نظام الدفعات، أوضح المتحدث أن نظام “التفويج “الذي فرضته أزمة الوباء وبالرغم من محاسنه وكونه مؤقتا، إلا أنه أزاح اللثام بشكل واضح وصريح عن عدم التوازن في البرامج والوعاء الساعي لها، بما فيها التنظيم الزمني، بسبب كثافة البرامج السنوية التي أثقلت كاهل الأساتذة وأتعبت الطلبة، الأمر الذي يستوجب إعادة النظر كليا في المنظومة من خلال العمل بجدية على فتح ورشات عمل وإصلاحات في القطاع.
التعليم عن بُعد تحت المجهر
ثمّن رئيس اللجنة الوطنية للدخول الجامعي بالرابطة الوطنية لطلبة الجزائريين أحمد زياني، القرارات الصادرة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بعد اللقاءات الأخيرة المثمرة مع رؤساء الجامعات ومديري الخدمات وكذا النقابات والتنظيمات وحرص المسؤول الأول في القطاع على إنجاح الدخول الجامعي. وتوقع دخولا جامعاي مريحا ومطمئنا من الجانب البيداغوجي، لاسيما بعد تأقلم الطلبة والأساتذة مع كيفية التعامل مع النشاطات البيداغوجية في ظل الظروف الصحية الراهنة، لكنه في نفس الوقت أبدى تخوفه من الجانب الخدماتي الذي يعتبر -بحسبه- النقطة السوداء التي ظلت لسنوات تحيط بالقطاع، مبديا تخوفه من العدد الهائل من الطلبة الذين يلتحقون بالأحياء الجامعية تزامنا مع انطلاق الموسم الجامعي.
ولم يفوت المتحدث الفرصة للتشديد على ضرورة تطبيق تعليمات الوزارة الوصية، خاصة من ناحية الإيواء والنقل الجامعي، مشيراً أن أي تقاعس في هذا الشأن سيؤدي إلى نسف كل الجهود المبذولة من طرف الوصاية.
بدوره قال الأمين العام للمنظمة الوطنية لطلبة الجزائريين فارس بن جغلولي، في تصريح خص به “الشعب”، إن الدخول الجامعي سيكون صعبا نوعاً ما بسبب العدد الكبير للطلبة والذي بلغ مليونا و670 ألف طالب، هذا في ظل النقائص العديدة من ناحية التجهيزات والإمكانات المادية خاصة فيما يتعلق بمكافحة الوباء.
أضف إلى ذلك، المستوى المتوسط المسجل في طريقة التسيير لدى الكثير من المسؤولين، خاصة المحليين منهم، وعدم جاهزية الكثير من المرافق الاجتماعية لاستقبال الطلبة وعدم القدرة الفعلية على تطبيق البروتوكول الصحي لما يستلزم من اعتمادات مالية غير مقنّنة في ميزانية تسيير القطاع.
وبخصوص التعليم عن بعد، قال محدثنا إن التعليم الهجين أمر ضروري، لكن للأسف قطاع التعليم العالي والبحث العلمي لازال يفتقر إلى القدرة الحقيقية لاعتماد مثل هذا النمط التعليمي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024