حضور الدبلوماسية الجزائرية بقوة في نيويورك

تعزيز العمق الإفريقي وإعادة الانخراط في عالم متعدد الأطراف

 وقوف ثابت ودائم إلى جانب ليبيا لاستعادة الأمن والاستقرار

سجل وزير الشؤون الخارجية والجالية الجزائرية بالخارج رمطان لعمامرة، حضور الدبلوماسية الجزائرية بقوة في نيويورك، من خلال الكثير من النشاطات واللقاءات الثنائية والاجتماعات رفيعة المستوى، لتعزيز العمق الإفريقي وإعادة الانخراط في عالم متعدد الأطراف، بحسب ما أورده بيان لوزارة الشؤون الخارجية، أمس.

لعمامرة يشارك في ثلاثة اجتماعات

 شارك لعمامرة في ثلاثة اجتماعات تناولت مواضيع هامة، على غرار الطاقة والنظم الغذائية، فضلا عن الأزمة الليبية، أين تسعى الدبلوماسية الجزائرية إلى مساعدة الأشقاء في ليبيا، لتحقيق الحل السياسي المنشود، وذلك على هامش مشاركته في أشغال الدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تتواصل إلى غاية 27 من الشهر الجاري.
وذكر البيان، أن الوزير عقد سلسلة من اللقاءات الثنائية مع نظرائه من كل من روسيا، غانا، كينيا، المكسيك، كوبا، مالي وفنزويلا. كما أجرى لقاء مع المستشار الخاص لرئيس جمهورية جنوب السودان، عرض خلاله التجربة الجزائرية في مجالي الطاقة والأمن الغذائي وكذا تجديد الدعم والتضامن مع ليبيا في الحوار رفيع المستوى حول موضوع الطاقة الذي شارك فيه ممثلا لرئيس الجمهورية.
كما استعرض لعمامرة، السياسات الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، التي وضعتها الحكومة من أجل توفير الطاقة بجميع أشكالها، لا سيما في مناطق الظل وهو ما سمح بتحقيق تغطية كهربائية تقدر بـ98 بالمائة، مبرزا المجهودات التي تبذلها الجزائر على المستويين الدولي والجهوي بهدف توفير الطاقة للدول النامية، على غرار برنامج الطاقة في إطار الشراكة الجديدة لتنمية القارة الإفريقية (نيباد).

تغطية الاحتياجات الغذائية محليا

ولفت البيان، إلى أن لعمامرة تعرض في مداخلته خلال قمة النظم الغذائية، إلى تداعيات جائحة كورونا على اقتصاديات دول العالم وتأثيرها السلبي على الجهود الرامية لتحقيق برنامج 2030 للتنمية المستدامة. مستعرضا في هذا السياق، التدابير والإجراءات التي اتخذتها الدولة الجزائرية، والتي سمحت بمواجهة آثار الجائحة بفضل سياسة اجتماعية قائمة على تشجيع تغطية الاحتياجات الغذائية من الإنتاج المحلي بفضل السياسة الزراعية المتبعة.
وأفاد ذات البيان، أن الوزير، خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري حول ليبيا والذي انعقد بمبادرة من رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي، بهدف طرح رؤية السلطات التنفيذية الليبية لتسريع وتيرة تجسيد استحقاقات خارطة الطريق وإنهاء الأزمة، جدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية تضامن الجزائر الثابت ووقوفها الدائم إلى جانب ليبيا، لاستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق المصالحة الوطنية والحفاظ على سيادة ووحدة هذا البلد الشقيق.

اجتماعات مكثفة بنيويورك

شكلت اللقاءات الثنائية التي عقدها لعمامرة مع نظرائه، على هامش أشغال الجمعية العامة، لدعم العلاقات الثنائية والتشاور حول القضايا الإقليمية والدولية، ولاستعراض العلاقات الثنائية وسبل ترقيتها، فرصا متجددة لتأكيد المواقف الجزائرية الثابتة وقراءتها الموضوعية لمختلف المستجدات على الصعيدين الإقليمي والدولي، فضلا عن استعراض جهودها الرامية لتعزيز السلم والأمن في كل من ليبيا، مالي، الصحراء الغربية ومنطقة الساحل والصحراء وكذا مبادراتها الهادفة لتعزيز الثقة بين الأطراف المعنية بأزمة سد النهضة.
مع لافروف... ارتياح كبير لتوافق الآراء
فخلال لقاء مع نظيره الروسي، سجل الطرفان بارتياح كبير توافق الآراء والمواقف بخصوص المسائل المطروحة، مجددين الإرادة المشتركة، التي تحدو قيادتي البلدين في تكريس الطابع الاستراتيجي للعلاقات الثنائية.
وفي هذا الإطار، جدد لافروف الدعوة التي وجهها الرئيس فلاديمير بوتين لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للقيام بزيارة إلى موسكو. كما أبدى لافروف استعداده للقيام بزيارة الى الجزائر، تكريسا لسنّة التشاور الدائم والتنسيق المنتظم بين الجانبين.

... مع نظيرته ‏من غانا... ديناميكية جديدة

أجرى لعمامرة، بحسب ذات المصدر، محادثات تركزت حول سبل إضفاء ديناميكية جديدة على العلاقات الثنائية. كما تناول الطرفان أهم قضايا السلم والأمن في إفريقيا، تمهيدا لعضوية غانا في مجلس الأمن، فضلا عن آفاق تعزيز التشاور والتنسيق بين الجزائر ومنظمة دول غرب إفريقيا (الإيكواس) بخصوص المسائل ذات الاهتمام المشترك، خاصة الأوضاع في مالي.
في نفس السياق، تركزت ‏المشاورات التي أجراها لعمامرة مع وزيرة خارجية كينيا حول العلاقات الثنائية، وكذا الأوضاع الأمنية والسياسية على الصعيد القاري. وسجل الطرفان بارتياح كبير المستوى المتميز للتعاون بين البلدين، وكذا تطابق المواقف حول آفاق إنهاء الأزمات ومساندة القضايا العادلة، فضلا عن ضرورة تعزيز الجهود لحفظ وحدة الصف الإفريقي.

تداعيات كورونا وإصلاح الأمم المتحدة

كما أجرى الوزير لعمامرة، محادثات مع نظيره المكسيكي تركزت حول أهم البنود المدرجة على جدول أعمال الدورة الحالية للجمعية العامة، بما فيها مكافحة تداعيات جائحة كورونا وإصلاح الأمم المتحدة. كما تبادل الطرفان وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والدور البناء الذي تضطلع به المكسيك في مجلس الأمن الأممي.
ومع نظيره الكوبي، ‏تمحورت المحادثات حول العلاقات الثنائية المتميزة وآفاق ترقيتها، خاصة في المجال الاقتصادي وكذا سبل تعزيز التعاون في مكافحة جائحة كورونا. كما استعرض الطرفان أهم مستجدات الأوضاع إقليميا ودوليا تجسيدا لسنّة التشاور والتنسيق القائمة بين الجزائر وكوبا.

الاستقرار والتنمية في الساحل والصحراء

وأبرز البيان، أن لعمامرة بحث مع وزير خارجية مالي، مسائل متعلقة بمسار السلم والمصالحة الوطنية في هذا البلد الشقيق وآفاق تجاوز التحديات المرتبطة بالمرحلة الانتقالية الراهنة. كما تطرق الطرفان إلى مستجدات الأوضاع على الصعيد الإقليمي، وسبل تعزيز التعاون متعدد الأطراف خدمة لأهداف الاستقرار والتنمية في منطقة الساحل والصحراء.
أما مع نظيره الفنزويلي، فتركزت المشاورات حول العلاقات الثنائية وآفاق ترقيتها، وكذا عديد القضايا المطروحة على جدول أعمال الجمعية العامة، بما فيها مسار إصلاح الأمم المتحدة ومراجعة آليات عملها، إلى جانب القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وفي الأخير، عقد الوزير لعمامرة ‏لقاءً مع المستشار الخاص لرئيس جمهورية جنوب السودان فرانسيس دانغ، استعرضا خلاله العلاقات بين البلدين وآفاق ترقيتها، كما تناولا الأوضاع السائدة في منطقة القرن الإفريقي.

...يجري مشاورات مع نظيره السوري

أجرى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أمس، رمطان لعمامرة، أمس، مشاورات مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، تناولا فيها مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وسبل تنشيط آليات التعاون الثنائي بين البلدين.
وكتب رمطان لعمامرة، في تغريدة على حسابه الرسمي في «تويتر»: «مشاورات مع وزير خارجية سوريا، الدكتور فيصل المقداد، تناولنا خلالها العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تنشيط آليات التعاون الثنائي».
كما تطرق الطرفان إلى «مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وآفاق النهوض بالعمل العربي المشترك».

...ويناقش مع نظيره الموريتاني الوضع المغاربي والقاري

ناقش وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، أمس، رفقة وزير خارجية موريتانيا، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أهم المستجدات على الصعيدين المغاربي والقاري، والعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وكتب رمطان لعمامرة، في تغريدة على «تويتر»: «خلال لقائي مع وزير خارجية موريتانيا، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، ناقشنا أبرز المستجدات على الصعيدين المغاربي والقاري، إلى جانب العلاقات الأخوية المتميزة القائمة بين البلدية والشعبين الشقيقين».
وأضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أنه تباحث مع نظيره الموريتاني سبل تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين، «وكذا تبادل الزيارات على أعلى مستوى».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024