للتخفيف من الفاجعة جراء الحرائق

نفسانيون، أئمة، أطباء وبياطرة في تيزي وزو

تيزي وزو: نيليا م.

تمر 15 يوما على فاجعة الحرائق الاجرامية التي عصفت بمختلف قرى ولاية تيزي وزو، والتي خلفت دمارا كبيرا حول القرى الى رماد تذروه الرياح، وألبسها ثوب الحداد والحزن على فلذات أكباد سكان القرى المتضررة والمنكوبة، والتي وقفت نسائها طويلا على المقابر الجماعية  لأولادهن، وأزواجهن، لتوديعهم الى الأبد.

صوّر الحزن التي خيمت على منطقة القبائل كسرتها قوافل التضامن التي لبت النداء، لتشد الرحال من كل صوب وناحية للتخفيف من معاناة السكان الذين تأثرت نفسيتهم كثيرا وخلفت فيهم الكارثة أزمات حادة أصابت كل من عاش تلك اللحظات الرهيبة، لتكون تلك القوافل التضامنية والترفيهية كبلسم شاف أعاد شيئا من الفرحة والابتسامة، تعكسها وجوه الاطفال خاصة وهم الذين علقت في أذهانهم صور تلك الحرائق المهولة وألسنة اللهب القاتلة التي لم تستثن أحدا فقد رمّلت نساء، ويتمت أطفالا وفجعت أمهات في أبنائهن الذين واجهوا النيران بصدور عارية من أجل انقاذ ما يمكن انقاذه لتكون الضريبة حياتهم.

«مهرجون» من البويرة لنشر البسمة

بدأت الفرق المسرحية والمهرجون يصلون تباعا الى مختلف قرى ولاية تيزي وزو وهذا بعد ان تطوعوا لنشر وإعادة البسمة الى وجوه سكان القرى المتضررة جراء موجة الحرائق، خاصة الأطفال الذين تأزمت حالتهم النفسية جراء الرعب الذي عاشوه وما يزال راسخا في أذهانهم بالرغم من انطفاء تلك الحرائق التي اشتعلت جمرتها في قلوب السكان، فكل زاوية وكل مكان يحكي تفاصيل الفاجعة التي ألمت بالمنطقة وغيرت معالمها خلال أيام فقط.
السكان الذين هجروا قراهم عادوا مجددا الى أحضانها رغم المواجع، والألم الذي يتصر القلوب إلا أنهم عازمون على إعادة بنائها مجددا. ليستمر الأمل في حياة طبيعية ملؤها النشاط في كنف السلم.
عودة السكان الى قراهم صاحبها وصول عدة قوافل طبية من مختلف ولايات الوطن، وقوافل ترفيهية تتكون من فرق مسرحية ومهرجون متطوعون، والذين شدوا الرحال الى قرية إيخليجن بالأربعاء ناث إيراثن التي تضررت كثيرا جراء الحرائق حيث سجلت أكبر حصيلة في عدد الوفيات، وعدد المصابين الذي يتواجدون حاليا في مختلف مستشفيات الوطن، ليكون الدعم النفسي لسكانها أكثر من ضروري قبل ان تتعقد حالتهم أكثر خاصة مع الحزن الذي يخيّم على العائلات.
أعضاء الفرقة المسرحية التي وصلت من البويرة رفقة «مهرجين» لعبوا دورا كبيرا في التخفيف من وطأة الفاجعة على النفوس حيث تمكنوا من اضفاء بعض الفرحة ورسم الابتسامة على وجوه الاطفال، الذين نسوا القليل مما عاشوه حيث اندمجوا طويلا مع العروض التي قدمتها تلك الفرق. هذه المبادرة استحسنها سكان المنطقة كثيرا لأنها أتت في وقتها، نظرا للضرر النفسي الذي لحق بالأهالي والأطفال، ومثل هذه المبادرات التضامنية من شأنها أن تساهم في تخطي هذه الفاجعة، لأن العامل النفسي مهم جدا في مثل هذه الظروف.
أئمة يزورون القرى المنكوبة
نظم أئمة مساجد تيزي وزو عدة زيارات الى الأسر التي فقدت شهداء في الحرائق التي شهدتها منطقة القبائل «عين الحمام، الاربعاء ناث ايراثن» لأجل المرافقة والمؤانسة والدعم المعنوي والدعاء لهم. هذه المبادرة لاقت استحسان السكان كونها ساعدتهم على استرجاع الراحة النفسية وتقبل ما أصابهم رغم صعوبته، خاصة بالنسبة للعائلات التي فقدت شهداء في هذه الحرائق.
كما واصلت مؤسسة المسجد «مجلس سبل الخيرات» بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية تيزي وزو في إعداد وتوزيع الوجبات الغذائية على العائلات المتضررة، الفرق الطبية والمرضى بمستشفيات بوزقان، ايلولة اومالو حيث وصل عدد الوجبات التي تم تحضيرها وتوزيعها خلال الأيام القليلة الماضية 600 وجبة غذائية كاملة.

انتشال جثة الشاب الغريق في تيقزيرت

شعيت ظهيرة اليوم جنازة الشاب « ا ك» البالغ من العمر 23 سنة، بمقبرة ذراع بن خدة بولاية تيزي وزو، وذلك بعد انتشال جثته بمنطقة تيقزيرت بعد قرابة أسبوع كامل من البحث عنه في عرض البحر.
 الضحية غرق بمنطقة ايت منديل ببلدية بني كسيلة وأوصلته الامواج الى غاية «ثامدة اوقمون» بتيقزيرت وقد انتشلت جثته بعد ستة أيام من غرقه في شاطئ آيت منديل ببلدية بني كسيلة بولاية بجاية، حيث تدخلت مصالح الحماية المدنية وفرق الغطاسين مدعمين بمواطنين وصيادين للبحث عنه، وقد توقفت العملية بسبب هيجان البحر، وكان أبناء منطقة ذراع بن خدة التي ينحدر منها الضحية قد أطلقوا نداء لجميع الصيادين للتدخل والمساعدة في عملية البحث، ليتم العثور على جثته في منطقة تامدة اوقمون بتيقزيرت على بعد عشرات الكيلومترات من موقع غرقه، وتم نقله الى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى تيقزيرت قبل ان يتم دفنه ظهيرة اليوم.
   
.. وجثة غريق ايفليسن
تمكن أعوان الحماية المدنية من انتشال جثة شاب مات غرقا على مستوى شاطئ ببلدية ايفليسن، الواقعة شمال تيزي وزو، بحسب ما علم اليوم الاثنين من هذا السلك النظامي. وتمت الاشارة في هذا الصدد الى ان الضحية (ك.أ) البالغ من العمر 21 سنة، والمنحدر من بلدية ذراع بن خدة، قد غرق يوم 17 من الشهر الجاري على مستوى شاطئ آيت منديل ببلدية بني كسيلة.
كما تم التذكير بأن جثة الضحية قد تم انتشالها في ليلة الاحد الى الاثنين 2021، من قبل وحدة الغطس للحماية المدنية ببلدية تيغزيرت، على مستوى شاطئ تامدا اوقمون (ايفليسن دائرة تيغزيرت). وقد تم وضع جثة الغريق على مستوى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى تيغزيرت.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024