بالتزامن مع اقتراب العودة إلى مقاعد الدراسة

إشادة بنظام التفويج وجـدل حـول إجباريـة التلقيح

فتيحة كلواز

تهيمن للسنة الثانية على التوالي، الأزمة الصحية الاستثنائية على الدخول المدرسي الذي عرف، الأيام الأخيرة، الكثير من اللغط بسبب تخوفات الأولياء ومستخدمي قطاع التربية من الوباء، ما استدعى تأجيل موعده بخمسة عشر يوما، مع اعتماد بروتوكول صحي خاص بالمؤسسات التعليمية لإبعاد خطر الوباء أو تحول المؤسسات التعليمة إلى بؤر لانتشاره.
ثمن الناطق الرسمي لنقابة «الكناباست» مسعود بوديبة ورئيسة الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ جميلة قرار، مواصلة نظام التفويج لما كان له من أثر إيجابي على نتائج التلاميذ السنة الماضية، مع تأكيدهما على ضرورة فتح مناصب جديدة وتوظيف أكبر للمعلمين من أجل تخفيف الضغط والإرهاق عن الأساتذة، فيما اتفقا حول اللقاح كحل للخروج او التقليل من حدته، مبرزين أهمية التكفل النفسي بالأساتذة والتلاميذ على ضوء تطور مؤشرات الوباء في الجزائر.
وأكد بوديبة في اتصال مع «الشعب»، أن تأجيل الدخول المدرسي مرتبط بالوضع الصحي الذي نعيشه منذ مارس 2020 في الجزائر، متسائلا عن المعيار الذي اعتمدته وزارة التربية لتحديد مدته بأسبوعين، «فإذا كان مرتبطا بالوباء فنحن نجهل تطوراته (الوباء) في الشهر الداخل، أما إذا كان مرتبطا بتوفير الامكانات المادية فهو عائد الى وزارة التربية وهي من تقدره»، لذلك يرى أن الأهم هو توفير الإمكانات المادية والبشرية المطلوبة لإنجاح هذا الموعد.
وشرح المتحدث، أنها ترتبط بتوفير المناصب المالية لإنجاح التنظيم الدراسي الجديد أو المخططات الاستثنائية المتعلقة بالأزمة الصحية، الى جانب توفير المستلزمات والوسائل الصحية المطلوبة من اجل تطبيق تام وكامل للبروتوكول الصحي المعتمد للدخول المدرسي، وكذا توفير الوسائل العلمية والمدرسية لتمدرس أفضل للتلاميذ في مختلف المؤسسات التعليمية خلال السنة الدراسية.
ودعا الى ضرورة التحضير الجيد لاستقبال التلاميذ والأساتذة في ظروف نفسية أحسن، لأنهما يمران بضغوطات نفسية أصعب من التي يعانيها باقي المواطنين، بسبب تراكم الأحداث والوضع الصحي، يجب أن يتم تحضير جميع المنتمين الى القطاع، سواء كانوا أساتذة أو أولياء بسبب تداعياته على التحصيل المعرفي للتلميذ او مردودية الأستاذ داخل القسم.
واشار بوديبة الى ضرورة توفير المرافق والبنى التحتية الأساسية كاستلام المرافق المعنية بالترميم والمؤسسات المبرمجة للدخول المدرسي القادم، وكذا التنسيق مع قطاعات أخرى لاستغلال مناطق أخرى من اجل إنجاح الموعد.
وثمّن الناطق الرسمي لـ»كناباست» نظام التفويج كخيار يفرضه الوباء من اجل ضمان التباعد الاجتماعي داخل القسم، الذي يعتبر أحد اهم الإجراءات والتدابير الوقائية المتعلقة بالحد من انتشار الفيروس، وهو حتمية لكن وحتى يؤتي ثماره بطريقة مثالية. يجب أن تكون المناصب المالية بالكمية الكافية، لأن قطاع التربية يعاني شغورا كبيرا، فإن لم نوفر المناصب سينعكس سلبا بسبب ضغط الحجم الساعي والساعات الإضافية، الإرهاق والتعب ومضاعفة الجهد في العمل، بل سيكون سببا في اضطرابات على مستوى المؤسسات التعليمية ما يمس باستقرار السنة الدراسية.
التلقيح اختياري!
يرى بوديبة ضرورة عدم ربط حملة التلقيح لمستخدمي التربية بالدخول المدرسي، لأن نجاح رهان هذه الحملة يتطلب شروطا أساسية:
أولا، توفير اللقاح في جميع الوحدات الصحية ووحدات الكشف الصحي ومراكز التلقيح المتوفرة.
ثانيا، توفير الوسائل لحفظ اللقاح على مستوى هذه المؤسسات ليكون صالحا للاستعمال.
ثالثا، القيام بحملات تحسيسية وتوعوية يشرف عليها خبراء من أجل طمأنة المواطنين ومستخدمي التربية من اجل أقبال أكبر على التلقيح.
رابعا، توفير مجانية القيام بالتحاليل الطبية لمعرفة إن أصيب الشخص بفيروس كورونا أم لا.
في نفس الإطار، رفض بوديبة إجبارية التلقيح، لأنه «اختياري» بحسبه، فمن يفرض الإجبارية يجب ان يعطي الضمانات الكافية لما قبل وبعد اللقاح، من خلال الإعلان الرسمي بأن من يأخذ جرعة اللقاح محمي من جميع الجوانب. لكن اليوم لا أحد استطاع إعطاءها، لذلك يجب ترك اللقاح كاختيار شخصي مرتبط بالإقناع والاقتناع، وبالتحسيس والتوعية ومن طرف المختصين.
خيار: الوعي النقطة الفارقة
أكدت رئيسة الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ جميلة خيار، ان تأجيل الدخول المدرسي كان من بين أهم المطالب التي طالبت بها الفيدرالية عند لقائها مع الوزير التربية، بسبب التخوفات المرتبطة بالموجة الثالثة التي عرفت تصاعدا قياسيا لعدد الإصابات شهر جويلية الماضي، الى جانب إعطاء الأساتذة والتلاميذ الوقت الكافي لتلقي جرعة التلقيح لضمان عدم تحول المؤسسات التعليمية الى بؤر لانتشار العدوى، خاصة وان السلالة المتحورة «دالتا» أصابت الكثير من الاطفال، وكذا استكمال كل التحضيرات لدخول مدرسي عادي في ظروف استثنائية. ناقشنا كل التدابير الواجب اتخاذها من اجل تطبيق البروتوكول الصحي المعتمد من طرف وزارة الصحة.
في نفس السياق، ركزت خيار على ضرورة التحضير النفسي للأساتذة والمعلمين. مؤكدة في الوقت نفسه، ان تبني نظام التفويج كخيار على ضوء الأزمة الصحية يستدعي توظيفا أكبر للأساتذة للتخفيف على المعلمين لأنهم عانوا كثيرا السنة الماضية بسبب تكرارهم الدرس الواحد لمرتين أو ثلاث في بعض الأحيان، ما يعني مضاعفة الجهد الى ثلاث مرات، مثمنة النتائج المتحصل عليها السنة الماضية في البكالوريا والتي بلغت نسبة النجاح فيها 61٪ مقارنة بالسنوات الماضية.
ونوهت المتحدثة في الوقت نفسه، باستجابة الوزارة الوصية لطلب الفيدرالية لإجراء استدراك للتلاميذ الذين لم يوفقوا في الانتقال والمتحصلين على معدل قريب من عشرة للاستفادة من الإنقاذ، خاصة وان بعض المؤسسات لم تجر الاستدراك ومن أجرته كان في وقت ضيق ودون إعلام التلاميذ، لذلك وجدنا انه من الضروري منح هؤلاء التلاميذ فرصة ثانية للانتقال، لكن مع التأكيد على ضرورة إعلام الأولياء والتواصل معهم لإعلامهم بموعده.
ودعت خيار الأولياء والتلاميذ ومستخدمي قطاع التربية والأساتذة للإقبال على التلقيح لمنع أي عواقب غير محسوبة، وأكدت ان اللقاح هو الحل الوحيد للخروج من الازمة، لأن الوعي هو أكبر رهان يقع على عاتق المجتمع ككل، ونادت بضرورة تطبيق صارم للبروتوكول الصحي والتزام المجتمع ككل بالوعي.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024